تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

1 - هنالك مواقف ومشاهد وردت ومرت مرور الكرام في الحلقات و لم تستغل حق الاستغلال لبيان عظمة التربية الإيمانية التي هذبت ونظمت وطورت طاقات الناس بعد إسلامهم وحولتهم إلى مادة حضارة وتمدن إسلامي رائع:. فالقتل مثلا كان جزءا من حياة الفرسان في الجاهلية وبلا ضوابط بل لعل حربا دامت أربعين عاما لأتفه الأسباب ولكن الإسلام علّم أولئك الرجال أن القوة المادية لا تستخدم إلا في مجالاتها الخاصة وعند الضرورة وحتى عند استخدامها ليست مطلقة حرة بل قوة منضبطة بضوابط الجهاد المعروفة ومنها مابات يعرف في يومنا هذا بقواعد الاشتباك والمصطلح الإسلامي خير وأشمل فعلى الجيش المسلم مثلا أن يراعي الشروط التالية التي لم يعرفها الفرسان المقاتلون من قبل (لا تقتل المرأة حتى لو سبت أمير الجيش وشتمته, لا يقتل الطفل أو الشيخ أو الراهب. لا تهدم الكنائس ولا تقطع الأشجار ولا تحرق ولا يقتل الجريح ويحترم الأسير) بل إن الجيوش المسلمة الفاتحة حررت العرب والكرد والفرس والترك والقبط والأرمن وغيرهم من استعمار وقهر واستعباد كسرى وقيصر و بنت المدن والحواضر كالكوفة والبصرة وغيرها وأسست لنظام قضائي مستقل وتوزيع عادل للثروات .. هذه المعاني توفرت لها الأجواء المناسبة في الحلقات التي غطت ثلاثين عاما هي عمر الخلافة الراشدة ولكنها لم تدرج على الأقل ضمن الحوار حتى يتعلم المشاهد الفرق الواسع بين القتال وشروطه في الشريعة السمحاء وبين قتال جيوش معاصرة تربى الجندي فيها منذ صغره على كارتون (أفلام الصغار) العنف ثم أفلام الكبار التي تروج للجريمة والعنف والتفنن في تعذيب الضحية .. !!! أضف إلى ذلك أن هذا لجندي عاش محروما من كنف الأب ورعايته أو حنان الأم وتربيتها .. فماذا تكون النتيجة؟؟ وهذه المعاني ممثلة واقعا معاشا في شخصيات وأحداث أفلام هوليود!! فما هو البديل الخير لشبابنا من بين مئات الفضائيات والمواقع؟؟!! أرجوان ننتفع من هذه الأمور للقادم من المسلسلات بإذن الله.

2 - هنالك روايات صحيحة ولكنها وردت في المشاهد مبتورة من دون تفسير واضح لها. كما قال أخي الفاضل د. خالد الغيث (عندما قرأ الراوي خطبة حجة الوداع وذكر تحذير رسول الله صلى الله عليه وسلم أمته من الربا تجاهل الراوي تصريح رسول الله بوضع ربا عمه العباس في الجاهلية (الحلقة الثانية) اهـ ..

و الذي ترجح لدي أن المخرج أو المنفذ هو الذي أحدث هذا التغيير فالنص موجود كاملا في السيناريو المكتوب الذي راجعه العلماء الأفاضل وهذا غير مستغرب لان المخرج ذكر بنفسه على الشبكة العنكبوتية انه وازن بين النصوص التاريخية وبين الفرجة والمتعة وإن كان قد أشار على حرصه على النص!!

على أية حال تكملة الحديث يدلك على عظمة الإسلام إذ لا محاباة ولا مجاملة على حساب الحق كما قال سبحانه (ليس بأمانيكم ولا أماني أهل الكتاب من يعمل سوءا يجز به) وقال عليه الصلاة والسلام كما في الصحيح (لو أن فاطمة بنت محمد سرقت لقطعت يدها) وهذه المعاني جميلة وكان الأجدر أن تذكر في ثنايا الحلقات

والمثال الآخر قوله عليه الصلاة والسلام لسيدنا علي (أنت مني بمنزلة هارون من موسى) (الحلقة 17) وكان الأولى أن يذكر الحديث كاملا غير مبتور فتكملته (إلا أنه لا نبي من بعدي) وحسب علمي فإن التكملة موجودة في النصوص االتي راجعها الشيوخ كاملا غير منقوص!! وما دام المسلسل يعتمد على الحوار بدرجة كبيرة فكان من السهل جدا أن يذكر المحاور رواية مفصلة من روايات الحديث وأنه عليه الصلاة والسلام لم يقصد بذلك تولي القيادة من بعده لعلي وإنما استخلافه في أهل بيته الكرام ولأن هارون توفي قبل موسى وقد تولى يوشع بن نون قيادة بني إسرائيل من بعد موسى فإن كان القصد تولي سيدنا علي من بعده كان ليقول أنت مني بمنزلة يوشع بن نون من موسى وذلك مما لم يرد في الحديث النبوي الشريف وبالتالي فالمعنى واضح بأن المقصود بمنزلة هارون هنا أن يخلفه سيدنا علي في أهل بيته في حياته عليه الصلاة والسلام خاصة وبالرجوع إلى سبب ورود الحديث يتبين لنا هذا المعنى لأنه رضي الله عنه تألم أن يبقى خليفة على أهله وأهل ابن عمه الرسول عليه الصلاة والسلام من النساء والذرية في المدينة وذلك في غزوة تبوك فبين له عليه الصلاة السلام أنه ذو منزلة عظيمة كمنزلة هارون في حياة أخيه موسى عليهما

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير