تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

إن شخصية القعقاع حقيقة وليست أسطورة فالقعقاع من كبار القادة الميدانيين ولقد قال الحافظ ابن عبد البر صاحب الاستيعاب في معرفة الأصحاب وهو يتحدث عن القعقاع بن عمرو وأخيه عاصم بن عمرو (وكان لهما-أي للقعقاع وأخيه- بالقادسية مشاهد كريمة ومقامات محمودة وبلاء حسن). اهـ وانظر الاستيعاب في معرفة الأصحاب ترجمة 2145.وابن عبد البر احد الحفاظ الثلاثة الذين اشتهرت معاجمهم في أسماء الصحابة كمصادر معتمدة لدى أئمة الحديث فلا يطلقون الكلام جزافا ... فالقعقاع قائد ميداني جليل وبطل مغوار وضع طاقاته تحت تصرف الخلفاء الراشدين واحدا بعد الآخر ومعلوم أن دور الجهود الفردية للفرسان الشجعان كان عاملا حاسما في الحروب القديمة وكان القعقاع واحدا من منهم ويشبه دوره ما يسمى في أيامنا هذه بالقوة الخاصة للتدخل السريع.

والإشكال الوارد هنا ورود أخبار القعقاع من طريق الراوي سيف بن عمر الذي ضعفه أئمة الحديث ولكنهم اعتمدوه في رواية التأريخ وذلك لأنهم فرقوا بين شروط قبول رواية الحديث وبين شروط رواية التاريخ. والحكم على راو معين ليس بالمسألة السهلة كما يتصور القارئ العادي إنما الأمر بحاجة إلى موازنة دقيقة بين أقوال الجارحين والمعدلين وما إذا كان الجرح مفسرا آم لا وغير ذلك كثير وكله معلوم لدى أهل الشأن والمسألة غير متعلقة بسيف لوحده بل بتلاميذه الذين رووا عنه فمنهم من هو معروف بتحامله على الصحابة كشعيب ومنهم من هو مقبول الرواية عند أهل الحديث. وخلال أعوام قضيتها في خدمة علماء الحديث وأساتذة التأريخ وانأ احقق روايات الطبري درست ما كتبه العلماء المتقدمون والمتأخرون وحتى المعاصرون كالأستاذ الفاضل احمد معبد وأخي الدكتور الغيث عن سيف بن عمر التميمي. فوجدت من المتقدمين إماما كالدار قطني والذي انتهى إليه علم علل الحديث يضعف سيفا في الحديث ولكن يعتمد على روايته في التأريخ و أسماء الرواة بل يرجح قول سيف على قول إمام المغازي ابن إسحاق عند الاختلاف في اسم راو هل هو (زهرة بن جوية: أوزهرة بن حوية) فيقول الدارقطني: وقول سيف أصح (المؤتلف1/ 463) ويستشهد بأخبار سيف في عشرات المواضع. وكذلك فعل ابن قانع وابن شاهين فصححوا أسماء الفتوح اعتمادا على تسمية سيف بن عمر .. لذلك اتفق رأي الحافظين ابن حجر والحافظ الذهبي بعد دراستهما لمرويات سيف واستقرائهم لأقوال علماء الجرح والتعديل وصنيعهم فيه:أن سيفا ضعيف في الحديث عارف أوعمدة في التأريخ.

واستقراءا لأقوال جميع العلماء الأئمة المتقدين وترجيحات المتأخرين الذين درسوا روايات سيف بن عمر التميمي فقد وضعنا روايات سيف التاريخية في قسم الصحيح من تاريخ الطبري بالشروط التالية:

1 - أن لا تخالف رواية سيف رواية تاريخية أخرى أصح إسنادا.

2 - لا يتعلق نص الرواية (المتن) بأمور العقيدة.

3 - لا يتعلق المتن بمسائل الحلال والحرام.

4 - لا يوجد في النص طعن في عدالة الصحابة.

5 - أن يكون أصل القصة صحيحا من طريق آخر غير طريق سيف.

ثم إن الراوي سيف لم يبالغ في تصوير دور القعقاع في رواياته رفعا لشان بني تميم فلو أراد أن يفعل ذلك لفعله بحق من هو أظهر وأشهر منه كالأحنف بن قيس فهو شيخ مشايخ بني تميم إذ دعا له رسول الله صلى الله عليه وسلم دون أن يراه بعدما سمع عنه خيرا والأحنف هذا الذي اشتهر بحكمته وحلمه وشجاعته وطاعة بني قومه له كان من كبار قادة الفتح في عهد سيدنا عثمان وقاد الجيوش عند تخوم الخلافة قريبا من شواطئ بحيرة قزوين وكذلك كان عاملا لتخفيف وطأة الفتنة وحقن الدماء أيام وقعة الجمل في عهد سيدنا علي. ولقد اخرج سيف بن عمر أخباره فلم يبالغ في وصفه. وكلامي هذا لا يعني عدم وجود أخبار غير صحيحة عند سيف وإنما أعني هنا بالتحديد أن سيفا لم يبالغ في تصوير شخصية الأحنف بن قيس وهو شيخ مشايخ بني تميم الشجاع الحكيم فما الداعي للمبالغة في تصوير القعقاع إذن؟! ومن أراد المزيد فعليه الرجوع على ما كتابات وأبحاث أخي الدكتور خالد الغيث والأستاذ احمد معبد في مرويات سيف ..

والاهم عندي من المدح والنقد مايلي:

1 - إن شبابنا وشاباتنا الذين هم عماد مستقبل الأمة يصرفون ساعات عزيزة من أوقاتهم يوميا أمام الشاشات يراقبون القنوات الفضائية أو الشبكة العنكبوتية وهذه ممتلئة بالبدائل الخطيرة التي تمس الأخلاق والدين ونظام الأسرة.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير