تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

وبالمقابل فإن بدائل الخير قليلة مقارنة بالكم الهائل من اللهو المبتذل على هذه القنوات .. والحقيقة التي لا مهرب منها أن الأفلام والمسلسلات هي التي تجذب انتباه الناس أكثر من غيرها لأن حب القصص والتأثر بها من طبع بني آدم (لذلك أولى الله سبحانه القصص في القرآن اهتماما بالغا) والمسلسلات والأفلام هي نوع من أنواع السرد القصصي ولقد استغل الغرب هذه المسألة أكثر استغلال وما أفلام هوليود وجوائزها إلا منبرا من منابر الدعوة إلى الثقافة الغربية والنموذج الغربي في الحياة .. وكذلك استغل مبغضوا الصحابة الأفلام والمسلسلات لترسيخ صورة مسخة مكذوبة بشعة عن الآل والصحاب!!!

بينما لا زلنا نحن في بداية الطريق ولما تتكون لدينا بدائل مؤثرة وجذابة توصل المعلومة التاريخية الحقة والثقافة الوسط إلى ذهن الشباب. وتشحذ هممهم وتقوي إيمانهم.

إن مسلسل القعقاع خطوة أولى على الطريق لا بد من تقويمها ومنافسة القائمين عليها في الخير بدلا من تهميشها وإنكار ما فيها من جوانب إيجابية .. ولكني أود هنا أن أشير لأمرين جديرين بالاهتمام تحسبان مع الجوانب الإيجابية:

فلأول مرة (حسبما اعلم) تتعاون مؤسستان إعلاميتان في بلاد المسلمين إحداهما سعودية (أم بي سي) والأخرى قطرية (تلفزيون قطر) لإنتاج وعرض مشروع إعلامي بديل بهذه الأهمية يستحق التثمين والتقدير مع التصحيح والتطوير وصولا إلى ما تصبو إليه الأمة من وجود إعلام صادق وهادف وملتزم يغني عن بدائل اللهو والعبث. ولعل في ذلك بادرة خير للتعاون بين قنوات فضائية عديدة في المستقبل من باب التعاون على البر والتقوى بالإضافة إلى المنافسة في مجلات الخير الإعلامية وما أكثرها.

ولأول مرة كذلك يراجع هذا العدد من العلماء الأجلاء نصا سيناريو لمسلسل تأريخي بهذا لحجم. وكل واحد منهم من بلد من بلاد المسلمين ففضيلة الشيخ العودة من المملكة والعلامة القرضاوي من قطر والشيخ الصلابي من ليبيا والأستاذ العمري من العراق ... ولقد ازداد الإقبال عليه لوجود أسماء هذه الكوكبة الجليلة فلا بد إذن من: سد الثغرات وإقالة العثرات. بدلا من اتهام النيات وحجب الحسنات والاقتصار على السلبيات.

وإذا كنا نعلم أن باستطاعة الممثل أو المخرج أو المنفذ أن يغير ويشوه نصوص السيناريو حتى بعد مراجعة الشيوخ له -لأسباب متعددة منها السبق الإعلامي ومنها جني المال ومنها الفهم الخاطئ لأحداث التاريخ وكذلك الحقد الطائفي- فلا بد من معالجة الأمر من طريقين الأول إيجاد ممثلين ملتزمين لا يمثلون إلا الصالحين,-تماما كما في مجال الإنشاد فهنالك منشدون جادون ملتزمون والحمد لله - وحتى يتحقق هذا الشيء -وجود ممثلين ومخرجين ومنفذين ملتزمين- علينا سلوك الطريق الثاني وهو توكيل شخص ثقة من قبل الشيوخ لمراقبة المشاهد أثناء التمثيل لمنع التحريف والتزوير. ولا بد للعلماء والمؤرخين من فرض هذا الشخص على الجهة المنتجة كشرط لقيامهم بمراجعة النص ..

ولقد آلمني حدة أسلوب بعض علمائنا الأفاضل في انتقاد بعضهم البعض!!

فماذا نتوقع من القارئ العادي حين يسمع أحد العلماء ينتقد أخاه بغلظة وشدة؟ لقد قرأت لأحد القراء وهو يقول عن القائمين على مسلسل القعقاع بعد قراءته لنصوص العلماء الناقدين (لا وفق الله من قام بهذا العمل!!) وسمعت آخر يقول ما علاقة الشيخ القرضاوي بالتأريخ؟. فقلت غفرانك اللهم فتحنا الباب امام عامة الناس للخوض في لحوم العلماء!!!!!!!! سماحة الإمام القرضاوي حفظه الله ورعاه يوم أن كان علما أزهريا يدعو إلى الله وينشر العلم ويكتب في التأريخ (حوار بين داعية وطاغية) ويدعو إلى إعادة كتابة التأريخ من قبل عقود غابرة يوم أن كنا صغارا نلعب في الطرقات!! ولن أنسى يوم أن وجه أحدهم سؤالا إلى فضيلة أخي الشيخ المحقق أبي إسحاق الحويني يريد منه أن ينتقص من أحد العلماء الأعلام فقال أخي الشيخ الحويني: يوم أن كان هذا الشيخ عالما أزهريا كنا بعد لم ننته من لف اللفة الأولى من عمامتنا كطلاب علم وصدق والله.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير