تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[معامل تعليم تلاوة القرآن الكريم]

ـ[أبو زارع المدني]ــــــــ[18 - 06 - 09, 02:47 م]ـ

[معامل تعليم تلاوة القرآن الكريم]

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين أما بعد:

فإن قراءة القرآن الكريم مدراها على التلقي من أفواه القراء العارفين، وهذا ما يميز القرآن عن غيره من سائر الكلام، ولذلك فإن الله عز وجل أنزل جبريل على نبيه محمد صلى الله عليه وسلم ليقرئه القرآن مباشرة، وأمر الله تعالى نبيه صلى الله عليه وسلم باتباع قراءة جبريل عليه السلام قال تعالى ((فإذا قرأناه فاتبع قرآنه))، وما زال هذا حال قراء هذه الأمة ابتداء من الصحابة رضي الله عنهم إلى عصرنا هذا.

وإذا عرفنا هذا تبين لنا سبب ضعف تلاوة كثير من طلابنا؛ بل كثير من الناس، وذلك بسبب تركنا لهذه الطريقة التي يعتبرها القراء من أصول الإقراء وقواعده.

إن وضع كثير من الطلاب الحالي هو محاولة قراءة القرآن الكريم وفق ما يعرف من كيفية نطق الحروف العربية فيتهجى الحروف حتى ينطق الكلمة القرآنية ومن ثم الآية بكاملها ثم المقطع بأكمله، ويكرره عدة مرات ثم يأتي ليعرض ما حفظ على معلمه ليصحح له حفظه وتلاوته.

وهذا ما يجعل المعلم يفاجئ بأن كثيراً من الطلاب يقرؤون القرآن بدون ترتيل، ولا تجويد بل ويكون لديهم من اللحون الجلية الشيء الكثير، وسبب هذه المشكلة وهي أن الطالب ليس في ذهنه تلاوة يحاكيها، ولا إمام يُقلِّده فيقرأ القرآن كما يقرأ أي كلام.

بينما المفترض أن يسمع القرآن الكريم من قارئ متقن ماهر، فيستفيد منه في كيفية التلاوة وكيفية الأداء، فإذا تأمل الطالب قراءة القارئ - وهو قدوته في هذا المجال - وجدها قراءة مرتلة مجودة بعيدة عن اللحون الجلية فإذا حاول تقليده فإنه بلا شك سيرتل، وسيجتهد في تجويد التلاوة والابتعاد عن اللحن.

ولكن الوضع الحالي لكثير من معلمي القرآن الكثير لا يتح لهم القراءة على الطلاب، وذلك لكثرة الطلاب لديهم فلو قرأ لكل طالب المقدار المطلوب حفظه فإن هذا الأمر سيأخذ وقتاً كبيراً من وقت الحلقة.

ولو طلب المعلم من طلابه الاستماع إلى شريط يحتوي على تلاوة قارئ متقن فإن الواقع يقول: إن الطلاب في الغالب لن يستجيبوا لهذا الأمر، ومن يستجيب منهم فإنه سيفعل ذلك فترة ثم ينقطع.

وهذا الأمر وأشباهه جعل كثيراً من المعنيين بالتعليم يركزون على التعلم الوقتي، أو التعليم الآني، وهي أن يفعل الطالب كل ما يطلبه منه أو أكثره في الفصل الدراسي، ومن هنا تأتي الفكرة التي أظن أنها ستحل كثيراً من الإشكالات الواردة في هذا المجال، وهي فكرة إنشاء معمل صوتي لتعليم تلاوة القرآن الكريم في المسجد أو في مركز تعليم القرآن الكريم.

وهذا المعمل أشبه ما يكون بمعامل تعليم اللغات، حيث يخصص لكل طالب وحدة، أو طاولة تحتوي على جهاز كمبيوتر أو جهاز تسجيل متطور، يستمع الطالب من خلال هذا الجهاز إلى المقطع المراد حفظه عدة مرات، وهذا يعيدنا إلى الأصل في تعليم القرآن الكريم وهو: التلقي من أفواه القراء المتقنين من العلم أن الطالب لا يكتفي بالسماع فقط بل يعرض تلاوته على المعلم بعد ذلك ليصحح له أخطاءه.

http://www.ahlalhdeeth.com/vb/attachment.php?attachmentid=68355&stc=1&d=1245321860

إن هذا الاقتراح وإن كان عسيراً في بادئ الأمر من ناحية التكلفة المادية، والمكان الذي يأخذه من المسجد أو المركز، حيث يحتاج إلى مكان مهيأ إلا أنني متفائل بأن هذا الحلم – إن صح التعبير – سيكون واقعاً ملموساً في كثير من الحلقات القرآنية نتيجة لتقدم التقنيات ونزول أسعارها.

وبهذه المناسبة أناشد القائمين على الحلقات والمراكز النظر في هذا الاقتراح والتأمل فيه، والتركيز على فوائده، وسيجعل الله بعد عسر يسراً.

أما عن البرنامج المقترح بالتحديد للإفادة من هذه المعامل؛ فإن أمر البرنامج يسير جداً فبالإمكان تحديد يوم من أيام الأسبوع ليستمع الطلاب إلى كل ما يراد منهم حفظه أثناء الأسبوع، أو يخصص جزء يسير من وقت الحلقة في كل يوم، وكذلك بالنسبة لعدد مرات السماع فالأمر يسير أيضاً، المهم هو إنشاء مثل هذه المعامل وتفعليها.

أسأل الله تعالى أن يعلمنا ما ينفعنا، وأن ينفعنا بما علمنا، وأن يجعلنا من المهرة بالقرآن الذين هم مع السفرة الكرام البررة

وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين

المصدر: مجموعة أو قروب حلقات البريدية

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير