تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ـ[عبدالعزيز بن عبدالرحمن بوتركي]ــــــــ[23 - 10 - 10, 05:25 م]ـ

السلام عليكم ورحمةالله وبركاته

الرجاء الضغط على الرابط

الحسن بن علي رضي الله عنهما

عام الجماعةربيع الأول 41 هـ

لا نتجاوز الحق ان قلنا ان الحسن رضي الله عنه من الشخصيات المظلومة في التاريخ بل انه سُلِب حتى لقبه الشرعي فهو الخليفة الخامس الذين يدخلون ضمن خلافة النبوة التي قال عنها النبي صلّى الله عليه وسلّم (خلافة النبوة ثلاثون سنة ثم يؤتي الله الملك من يشاء) رواه ابو داوود وبخلافته التي استمرت بضعة أشهرتمت الثلاثون سنةفهو الخليفة الراشد الخامس وليس عمر بن عبد العزيز رحمه الله ولا عجب في ذلك نعم أنه صاحب مشروع اصلاحي عظيم فقد كان سيداً بشهادة جده نبي الأمة صلى الله عليه وسلّم حينما وصفه (ان ابني هذا سيد، ولعل الله ان يصلح به بين فئتين من المسلمين) وقد حقق الله على يد الحسن رضي الله عنه ما بشّر به النبي صلى الله عليه وسلم من أن حفيده الحسن رضي الله عنه سيكون سبباً في

الإصلاح بين طائفتين عظيمتين من المسلمين وحدث ذلك سنة 40 ه عندما بايع المسلمون الحسن رضي الله عنه بعد استشهاد أبيه الإمام علي رضي الله عنه وكان الحسن رضي الله عنه يشعر بالأسى لِما حلّ بالمسلمين من خلاف وما دار بينهم من قتال وكان يأمل بتوحيد كلمتهم ورصّ صفوفهم وإن تطلب الأمر تقديم تضحيات جسيمة كالتنازل عن الخلافة.

وكان ميل الإمام الحسن رضي الله عنه إلى الصلح ظاهراً منذ يوم بيعته إذ كان يقول: تبايعون لي على السمع والطاعة وتحاربون من حاربت, وتسالمون من سالمت.

وقيل إن أوّل من بايعه قيس بن سعد بن عبادة الأنصاري وكان قيس في حياة الخليفة الإمام علي رضي الله عنه يقود أربعين ألفاً من المقاتلين وكان الحسن رضي الله عنه يعتقد أن قيساً لا يرى

مصالحة معاوية فخشي أن لا يوافقه إن أقدم على الصلح فقدم عليه في قيادة ذلك الجيش عبد الله (عبيد الله) بن العباس وكان ذلك من علامات إرادته للصلح.

لم يكن ميل الحسن رضي الله عنه نحو الصلح وحقن الدماء ناتجاً عن ضعف أو قلة عدد بل لقد قال الحسن رضي الله عنه: كانت جماجم العرب بيدي يسالمون من سالمت ويحاربون من حاربت فتركتها (أي الخلافة) ابتغاء وجه الله وحقن دماء المسلمين

وبعد استشهاد علي رضي الله عنه سار معاوية رضي الله عنه بعساكر الشام حتى نزل مسكن وسار الحسن رضي الله عنه بعساكر العراق حتى نزل المدائن فالتقيا بمنزل من أرض الكوفة وهي النخيلة فلما نظر الحسن رضي الله عنه إلى كثرة ما معه من الجند رغب في حقن دماء المسلمين وبما عند الله تعالى فبادر إلى

طلب الصلح وقد جاء وصف قوة جيش الحسن رضي الله عنه في صحيح البخاري عن الحسن البصري قال (استقبل والله الحسن بن علي معاوية بكتائب أمثال الجبال) وهذا يدحض مزاعم الذين قالوا أن الحسن رضي الله عنه كان ضعيفاً ومكرهاً على الصلح.

وتحقق الصلح بالفعل وتنازل الحسن رضي الله عنه بالخلافة لمعاوية رضي الله عنه سنة 41ه وسمي ذلك العام عام الجماعة إذ توحدت راية المسلمين بعد طول قتال وخلاف وبعد الاتفاق على الصلح صعد الحسن رضي الله عنه المنبر وحمد الله وأثنى عليه وقال: ((فإن أكيس الكيس التقي, وإن أحمق الحمق الفجور, وإن هذا الأمر الذي اختلف فيه أنا ومعاوية, اما كان حقاً لي تركته لمعاوية إرادة صلاح هذه الأمة وحقن دمائهم, أو يكون حقاً كان لامرىء أحق به مني ففعلت ذلك (وإن أدري لعله فتنة لكم ومتاع إلى حين) رواه البخاري عن الشعبي

إن ما قدم عليه الحسن رضي الله عنه من تنازل للخلافة ابتغاء الإصلاح وحقن الدماء يدل على سمو أخلاق ورحمة بالمؤمنين قلّما توجد في شخص لكنها نبوءة النبي صلى الله عليه وسلم الذي بشّر بأن ابنه الحسن رضي الله عنه يصلح الله على يديه بين طائفتين من المسلمين وكان ذلك بالفعل

قال صلى الله عليه وسلم "الخلافة بعدي ثلاثون سنة" رواه أحمد وأبو داود والترمذي (246)

تأملُ أيها الأخوةالكرام

فخلافة أبي بكر رضي الله عنه سنتان وثلاثة أشهر وتسع ليال من 13 ربيع الأول سنة 11هـ إلى 22 جمادى الآخرة سنة 13هـ.

وخلافة عمر رضي الله عنه عشر سنوات وستة أشهر وثلاثة أيام من 23 جمادى الآخرة سنة 13هـ إلى 26 ذي الحجة سنة 23هـ.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير