تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

وخلافة عثمان رضي الله عنه أثنتا عشرة سنة إلا اثني عشر يوماً من 1 محرم سنة 24هـ إلى 18 ذي الحجة سنة 35هـ.

وخلافة علي رضي الله عنه أربع سنوات وتسعة أشهر من 19 ذي الحجة سنة 35هـ إلى 19 رمضان سنة 40هـ.

فمجموع خلافة هؤلاء الأربعة تسع وعشرون سنة وستة أشهر وأربعة أيام

بويع الحسن بن علي رضي الله عنهما يوم مات أبوه علي رضي الله عنه وفي ربيع الأول سنة 41هـ سلم الأمر إلى معاوية رضي الله عنه وبذلك ظهرت آية النبي صلى الله عليه وسلم في قوله: "الخلافة بعدي ثلاثون سنة" وقوله في الحسن رضي الله عنه: "إن ابني هذا سيد ولعل الله أن يصلح به بين فئتين عظيمتين من المسلمين" رواه البخاري (247)

اللهم أرضِ عن الخلفاء الراشدين الخمس

أبوبكر الصديق رضي الله عنه

عمر بن الخطاب الفاروق رضي الله عنه

عثمان بن عفان ذو النورين رضي الله عنه

علي بن أبي طالب رضي الله عنه

الحسن بن علي بن أبي طالب رضي الله عنهما

أركان الأسلام خمس هم أركان دعائمه

هم من نقلو لناالقرآن الكريم كاملاً

ثلاثون جزء

نعم هذا هو السبب في غبن حقه التاريخي وفي عدم اخذ حقه في ذاكرة الأمة فقد حاول أعداء الأمة الروافض كل ما يستطيعون من اجل ان يغطوا على موقفه عندما تنازل عن كرسي الخلافة من اجل حقن دماء المسلمين ومن أجل وحدة صفهم وهذا لا يتناسب مع أهداف أعداء الأمة الروافض فتراهم يسلطون الضوء على الفتن وعلى إراقة المسلمين دماء بعضهم

تأ مُّـ خلافة الحسن رضي الله عنه ـلا ت

كان الحسن رضي الله عنه ذا شخصية مهيبة تتصف بالقيادة العسكرية والسياسية والأخلاقية فعندما تولى الخلافة رضي الله عنه كانت جبهته قوية حتى قال (كانت جماجم العرب بيدي تحارب من حاربت وتسالم من سالمت) وقال ابن تيمية رحمه الله في ذلك (فقد كان بمقدور الحسن رضي الله عنه أن يقاتل معاوية رضي الله عنه بمن كان معه ..... ولكن الحسن رضي الله عنه كان ذا خلق يجنح

إلى السلم) ولهذا نجده كان يخاطب اباه علياً رضي الله عنه: ويقول له (يا أبت، دع هذا فإن فيه سفك دماء المسلمين ووقوع الاختلاف بينهم) فتنازل الحسن رضي الله عنه لم يكن عن ضعف بل عن قوة محفوفة بالحرص على دماء المسلمين ووحدتهم

معـ عام الجماعة41 هـ نى

بهذا الاسم عُرِف العام الذي تصالح فيه الحسن ومعاوية رضي الله عنهما وأصبحا يداً واحدة وجيشاً وقلباً واحداً

من يقرأ الشرط الذي وضعه الحسن رضي الله عنه لبيعة أهل العراق يجد انه منذ بدء توليه الخلافة وهو جاعل الصلح والسلم نصب عينيه فقد اشترط عليهم (انهم يسالمون من يسالم ويحاربون من يحارب) فلما تبينت لأهل الباطل نية الحسن رضي الله عنه من أنه عازم على الصلح عزموا على اغتياله فقام احدهم بطعنه وهو في الصلاة فأصابته بوركه الاّ ان ذلك لم يمنعه من الاستمرار في مشروعه الإصلاحي

((محاولةاغتياله))

بعد نجاح المفاوضات بين الحسن ومعاوية رضي الله عنهما شرع الحسن رضي الله عنه بتوضيح الأمر لمعسكره وأثناء خطبته لهم هجم عليه بعض معسكره فنجاه الله عز وجل منهم فأخذوا يتهمونه بالضعف والخور وبدؤوا بنزع ما يستطيعون نزعه من متاعه أكثر من ذي قبل بل ان الجراح بن سنان الخارجي ترصد له فلما مر الحسن رضي الله عنه هجم عليه بالمعول فشق فخذه

وهكذا نرى أي معاناة عاناها الحسن رضي الله عنه من اجل وحدة الأمة وحقن دماء الأمة ورأينا كيف كانت اعتراضات معسكره التي وصلت حد اغتياله أكثر من مرة فضحى رضي الله عنه بحياته

وبمنصبه من اجل ان يوحد صف الأمة ومن اجل ان يحقن دماء المسلمين التي هدم الكعبة أهون منها

((شروط الصلح))

امّا شروط الصلح بين الطرفين فكانت:

1. العمل بكتاب الله وسنة نبيه صلّى الله عليه وسلّم وسيرة الخلفاء.

2. ترك الأموال التي صرفت سابقاً.

3. العفو عن الدماء التي أُريقت سابقاً.

4. ان يكون الأمر شورى بعد ذلك اما ما يُروى من انها تكون بعد ذلك للحسن رضي الله عنه فضعيف من أوجه:

أ ـ ورد عن الحسن رضي الله عنه عندما قالوا له ذلك قال: ما أنا بالراغب في ذلك ولو أردت هذا الأمر لم أسلمه.

ب ـ لو كانت ولاية العهد للحسن رضي الله عنه لتولى منصباً قريباً من معاوية رضي الله عنه ليكون مطلعا على أمور الحكم لا ان يعتزل شؤون الحكم تماماً كما فعل رضي الله عنه.

ج ـ عندما تمت بيعة يزيد رحمه الله لم يرد ان احداً اعترض وذكر هذا الشرط حتى الحسين نفسه رضي الله عنه الذي رفض ان يبايع يزيد رحمه الله لم يذكر هذا الشرط.

((فوائد الصلح))

لا يخفى ما للوحدة من أهمية عظيمة بين أي جماعة ومن هنا فإن الصلح بين الحسن ومعاوية رضي الله عنهما كان موقفاً تاريخياً عظيماً لما حققه من فوائد جليلة منها:

1. توحّد الأمة تحت قيادة قوية واحدة.

2. عودة الفتوحات التي توقفت بعد استشهادعثمان رضي الله عنه ووقوع الأمة في فتنة عظيمة.

3. تفرّغ الدولة للقضاء على الخوارج الذين كانوا مرضاً داخلياً ينخر في جسد الأمة.

هذه جولة سريعة في عام الجماعة الذي برزت فيه علامة من علامات النبوة عندما أعلن صلّى الله عليه وسلم عن الحسن رضي الله عنه سيداً فكان بحق سيدا عندما وحّد صفّ الأمة وتنازل عن أعلى منصب في الدولة بل في الأمة ولم يشأ أن يكون سبباً في إراقة دماء المسلمين وفي تمزيق صف الأمة ان ما قام به الحسن رضي الله عنه رسالة بليغة ينبغي على من يدعي محبته واتباعه أن يقرأها جيداً فالحب بالإتباع قالى تعالى (قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ) ال عمران:31

أخوكم عبدالعزيز عبدالرحمن (بوتركي)

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير