تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[مقالات في حرب تحرير الجزائر من منظور إسلامي (للشيخ محمد حاج عيسى)]

ـ[أبو أحمد الأشقر]ــــــــ[01 - 11 - 10, 05:03 م]ـ

السلام عليكم ورحمة الله

هذه مقالات حول حرب تحرير الجزائر نشرها الشيخ محمد حاج عيسى في موقعه أحببت أن أنشرها هنا

من كرامات الجهاد في الجزائر

السبت, 30 أكتوبر 2010 22:42 آخر تحديث: الأحد, 31 أكتوبر 2010 22:17 الكاتب محمد حاج عيسى الجزائري

من كرامات الجهاد في الجزائر

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيد المرسلين والعاقبة للمتقين أما بعد: فإن من معتقد أهل السنة والجماعة إثبات الكرامة التي هي أمر خارق للعادة، يجريه الله تعالى على يد ولي من أوليائه، معونة له أو لغيره على أمر ديني أو دنيوي، ولهذه الكرامات الربانية دواعيها وحِكمها كما أن لها أهلها ورجالها، وإن من أهلها المجاهدون الذين وهبوا أنفسهم لله عز وجل، وضحوا بأغلى ما لديهم في سبيل إعلاء كلمة الله تعالى، وليس لهذه الكرامات زمان محدد بل هي مستمرة استمرار وجود المؤمنين المخلصين الذين يستحقونها، وإن من أزمنة ظهور هذه الكرامات وتجليها أيام جهاد الجزائريين ضد المستعمر الصليبي الحاقد، هذا الجهاد الذي قاده رجال صادقون أكرم الله تعالى جلهم بالشهادة، ووصفهم العقيد محمدي السعيد رحمه الله في بعض مقالاته بأنهم كانوا ساهرين على أمور الدين والشريعة، قائمين على الجهاد والتعليم وبالغ في وصف استقامتهم حتى شبههم بالملائكة ([1]).

وقد رأيت أن أنقل في هذه المقالة الموجزة بعضا من هذه الكرامات التي سجلها بعض المؤرخين، تقريبا لها من القراء وإشهارا لهذا الموضوع لعلنا نجد من يتفرغ لجمع أطرافه بما هو أوسع من هذه الشذرات المنثورة، وإن هذه القضية من القضايا الجديرة بالاهتمام في هذه الأيام قبل أن يفنى جيل هؤلاء الرجال الذين عاشوا أيام الجهاد، وذلك ليظهر للأمة أن قتال الجزائريين كان من أجل العقيدة وإعلاء كلمة الله، وأن النصر لم يأت بحنكة مفاوض أو مظاهرة مساند متعاطف أو تأييد دول الكفر والإلحاد، وإنما جاء بفضل نصرة الله تعالى للرجال الصادقين الذي تسلحوا بسلاح العقيدة والإيمان لمجابهة قوى الشر والطغيان.

أولا: إسقاط الطائرات ببنادق الصيد

مما هو معلوم ومشهور في أثناء الحرب أن المجاهدين كان تسليحهم متواضعا وأغلبهم كان يعتمد بنادق الصيد وأسلحة تقليدية قديمة، وقد التحقوا بالجبال تلبية للنداء ولم يسبق لهم تدريب على الرمي أو غيره، ومع ذلك كان رميهم مسددا وكانوا يصيبون العدو المدجج بأنواع الأسلحة المتطورة في المقاتل، وأكثر من ذلك كانوا يواجهون الدبابات والطائرات بهذه الأسلحة المتآكلة، وكم من طائرة يُنقل أن المجاهدين أسقطوها ببنادقهم، وكم من دبابة دمروها بقنبلة يدوية، ومن المؤكد أن ذلك ليس من قوة سلاحهم أو خبرتهم في الرمي ولكنه من التأييد الرباني، كما قال عز وجل: (فَلَمْ تَقْتُلُوهُمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ قَتَلَهُمْ وَمَا رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ رَمَى وَلِيُبْلِيَ الْمُؤْمِنِينَ مِنْهُ بَلَاءً حَسَنًا إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ) [الأنفال/17]

ثانيا: النعاس الذي يثبت القلوب

إن المجاهدين إضافة إلى ضعف عدتهم كانوا يعانون في المعارك من قلة عددهم ([2])، وربما واجهوا من جيوش العدو ما يرعبهم ويهز كيانهم، ولكن الله تعالى يربط على قلوبهم فيثبتون ويصمدون فيحققون الانتصارات التي لم تكن بالحسبان، ومن طرق تثبيت المولى عز وجل للمجاهدين في ساحات القتال أن يلقي عليهم النعاس قبل المعارك أو في بداياتها حتى يتجدد عزمهم وتعلو هممهم وقد قال عز وجل: (إِذْ يُغَشِّيكُمُ النُّعَاسَ أَمَنَةً مِنْهُ وَيُنَزِّلُ عَلَيْكُمْ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً لِيُطَهِّرَكُمْ بِهِ وَيُذْهِبَ عَنْكُمْ رِجْزَ الشَّيْطَانِ وَلِيَرْبِطَ عَلَى قُلُوبِكُمْ وَيُثَبِّتَ بِهِ الْأَقْدَامَ) [الأنفال/11] قال ابن كثير في تفسير الآية:"يذكرهم الله بما أنعم به عليهم من إلقائه النعاس عليهم، أمانا من خوفهم الذي حصل لهم من كثرة عَدُوِّهم وقلة عَدَدهم، وكذلك فعل تعالى بهم يوم أُحُد، كما قال تعالى: (ثُمَّ أَنزلَ عَلَيْكُمْ مِنْ بَعْدِ الْغَمِّ أَمَنَةً نُعَاسًا يَغْشَى طَائِفَةً مِنْكُمْ وَطَائِفَةٌ قَدْ أَهَمَّتْهُمْ أَنْفُسُهُمْ) [آل عمران:

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير