تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

أنه سأل الناس بعد ذلك عن هذه الأمطار المفاجئة فأكدوا له أن أفقها لم يتجاوز المحور الرابط بين قرية "منعة" ومدينة "أريس"، وهي المنطقة التي كان العدو يخطط لتطويق المجاهدين فيها ([8]).

ومن الوقائع التي تراكم فيها الضباب ليكون بمثابة الستر التي يتسلل المجاهدون تحت جناحه ما رواه أحد المجاهدين إذ قال:"في صيف 1956م اكتشف رجال العدو أحد عشر مجاهدا بينهم الأخضر بن طوبال ([9]) في أرض عارية في "بني صبيح" بالميلية، وبينما كان أولئك المجاهدون في حيرة من أمرهم أرسل الله سبحانه وتعالى سحابة كثيفة غطت الأفق، فانتهزوا هذه الطبقة السميكة من الضباب فلاذوا بالفرار، وقد شهد هذه الكرامة المجاهد الحاج لخضر أعبيدي حين قال معقبا على هذا الخبر: "وأنا أشهد أن العدو حاصرني ثلاث مرات لم أنج في كل واحدة منها إلا متسللا تحت غطاء من الضباب لا أرى له تفسيرا إلا أنه عامل من عوامل النصر الربانية الخفية" ([10]).

رابعا: سقي المجاهدين وتفجير ينابيع الماء

ومن الكرامات سقي المجاهدين حين يحتاجون على الماء ولا ماء، ولا نتحدث عن بركة الطعام القليل الذي كانوا يتناولونه فيعطيهم قوة أعظم من قوة رجال العدو الذين كانوا يطعمون كما تطعم الأنعام بغية السمن أو أكثر، ولكن هذا وقائع لا تخص البركة ولكنها أمور خارقة يحدثها المولى عز وجل في وقت الشدة والحاجة.

ومن تلك الوقائع أن بعض المجاهدين كانوا متمركزين في صيف 1961 في جبل "شلية" بالأوراس، ونظر لانعدام مورد الماء هناك كانوا يرسلون يوميا قافلة من الحمير لجلب الماء، ولكن هما كبيرا كان يتعبهم وخوفا كبيرا كان يتملكهم من أن تكتشف تلك القوافل طائرات العدو التي تحوم حول الموقع كل صباح، وفي يوم من أيام ذلك الصيف الحار تغير الجو وتلبدت الغيوم ونزل مطر غزير لم يكد يتوقف حتى انفجر ينبوع قرب المركز كفاهم شر تنظيم تلك القافلة التي كانت تعرض المركز يوميا للخطر، وقد سقوا منه أكثر من عشرين يوما ([11]).

ومن تلك الوقائع خبر هؤلاء الخمسة من المجاهدين الذين آووا إلى كهف في جبل "تانقوت" (بلدية السبت نواحي عزابة) في شهر جوان 1957م، وقد حاصرهم العدو وركز قذائف مدفعيته على ذلك الكهف تدكه دكا على أهله إلى انسد مخرجه بسبب انهيار الحجارة والأتربة، وقد مكث هؤلاء الخمسة داخل الكهف سبعة أيام بلياليها يسعون إلى الخروج حتى كادوا يهلكون فيها من شدة الجوع والعطش، ولكن الله تعالى أكرمهم بأن فجر لهم في الكهف ينبوعا فشربوا منه واغتسلوا، وكان ذلك عونا لهم في محنتهم. حتى أزاحوا التراب والحجارة عن فوهة الكهف وتمكنوا من الخروج، ثم إنهم رجعوا بعد مدة مع بعض أصحابهم إلى ذلك المكان لمعاينة الينبوع الذي أكرمهم به الله عز وجل فلم يجدوا له أثرا ([12]).

ومما يندرج في هذا السياق خبر ذلك المجاهد الذي ألقى الاستعمار الفرنسي القبض في صيف 1957 بنواحي "بريكة"، وبعد أن أمعنوا في تعذيبه رموه في مطمورة مدة ثمانية أيام لم يذق فيها طعاما ولا شرابا حتى أشرف على الهلاك، فتوجه بالدعاء إلى الله عز وجل قائلا:"اللهم لا تجعلني ألقاك عطشانا"، وبعد أن دعا بهذا الدعاء بوقت قصير بدأ المطر ينهمر حتى غمرت المياه تلك المطمورة وتمكن ذلك المجاهد من الشرب حتى الارتواء ([13]).

خامسا: ثعبان يصد العدو عن مخبأ للمجاهدين

ومن الكرامات الواقعة أن ييسر الله تعالى من الأسباب ما يجعل العدو ينصرف عن أماكن تحصن المجاهدين واختبائهم، ومن ذلك قصة ذلك الثعبان العظيم الذي قبع في فوهة كهف وصل إليه العدو بدلالة بعض الخونة وقع ذلك في عام 1957م ولقد كان ذلك كهف الواقع في جبل "السراق" بالقرب من "عين الطاية" بولاية قالمة يحوي أسلحة وذخائر حربية ومعدات وأطعمة وأشياء أخرى كثيرة مما يحتاج إليه المجاهدون، وقد أعد العدو عدته لمحاصرة الكهف والهجوم على من فيه، وبعد القصف المدفعي تقدم المشاة نحوه، فلما اقتربوا من فوهته انتصب لهم ثعبان عظيم كأنه يريد منعهم من الدخول، فلما رأوا ذلك رجعوا خائبين، دون محاولة اقتحامه وهم يقولون لو كان يتردد إليه المجاهدون حقا لما اتخذ منه ذلك الثعبان ملجأ يأوي إليه ([14]).

سادسا: صدق فراسة المجاهدين

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير