إن مصطفى بن بولعيد رحمه الله تعالى قد أدى دورا كبيرا في الإعداد للحرب، إن لم نقل بأنه كان هو أب الثورة الجزائرية ومحركها الفعلي، وكانت سخر رحمه الله تعالى للجهاد نفسه وماله، وأعد العدة للجهاد سنوات قبل انطلاقه، وقد أكرمه الله تعالى بكرامة تحير هو في شأنها، فقد كان رحمه الله تعالى يقوم بنفسه بنقل الأسلحة إلى مختلف المناطق، وفي يوم خرج في سيارته من باتنة قاصدا بسكرة حاملا معه ثلاثة صناديق معبأة بالقنابل اليدوية، فلما وصل إلى مكان يسمى "عقبة اليهودي" أوقفه شخص مجهول وحذره من مواصلة الطريق لأن الفرنسيين أقاموا حاجزا في منطقة "فج القنطرة"، فرجع من حيث أتى، وأكد بن بولعيد أنه لا يعرف ذلك الشخص، ولم يزل مستغربا كيف اطلع على ما كان يحمله معه في سيارته، قال محمد زروال معلقا:" فهل كان ذلك الشخص ملكا تمثل لمصطفى بشرا سويا؟ ومهما تكن الإجابة عن هذا السؤال فإن التاريخ الإسلامي زاخر بمثل هذه المواقف الربانية " ([27]).
وفي الأخير أقول إنه لا مطمع لأحد أن يستوعب جميع الكرامات ذكرا وتوثيقا، ولكن ما لا يدرك كله لا يترك جله، وربما كفانا منه القليل، ولعل إشهار هذا القليل يفتح الباب لإبراز الكثير بإذن الله تعالى، وأؤكد على أن كتابة تاريخ حرب التحرير التي يطالب بها كثيرون في هذه الأيام لا ينبغي أن تقف عند مجرد سرد الحوادث دون وقوف على ما وراء تلك الحوادث، من مبادئ قام عليها الجهاد، وقيم تحلى بها المجاهدون، وعبر ومعاني يراد توصيلها للأجيال، وحقائق مطموسة تُجلى حتى لا تبقى في طي النسيان، نسأل الله تعالى أن يجعل عملي هذا خالصا لوجهه الكريم، وأن ينفعني به وسائر المسلمين، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
[1] / ثوار عظماء لمحمد عباس (314) ومما قيل في وصف العقيد محمدي السعيد رحمه الله:"كان ذاهيبة ووقار، لكن ما إن يتعلق الأمر بأمور الدين حتى يتحول إلى إمام في زي عسكري، ولا يعرف كيف يوازن بين المسائل ويخصص لكل مسالة وقتا، فكان إلى هذا الحد متعمقا في الدين وظل كذلك على آخر عمره" انظر العقيدة عميروش بين الأسطورة والتاريخ لجودي أتومي (84) وقول صاحب الوصف بأنه "لا يعرف كيف يوازن" معناه بلغة الإسلام أنه لا يرى فضل الدين عن جميع مناحي الحياة بما فيها العسكرية والجهادية، وقوله إنه "كان متعمقا في الدين" معناه أن كان متمسكا به، وليس معناه أنه كان غاليا في الدين، ولكنه وصفه بذلك لأنه رآه مكثرا من النوافل كما يفهم من كلامه بعد هذا.
[2] / في معركة واد قصاري بذراع الميزان بتاريخ 6 جانفي 1945 مثلا شاركت القوات الفرنسية ب45 ألف مقاتل، وكان عدد المجاهدين في الحاضرين في الميدان ما يفوق الثمانمائة بقليل انظر الثورة في الولاية الثالثة ليحيى بوعزيز (215).
[3] / واسمه الحقيقي محمد الطاهر أعبيدي قاد الولاية الأولى ما بين عامي 1959 و1960، وتوفي رحمه الله في 23 فيفري 1998.
[4] / الحياة الروحية في الثورة الجزائرية لمحمد زروال (77).
[5] / انظر البعد الروحي وأثره في نجاح ثورة النار والنور خلال ثورة نوفمبر المباركة، لأحمد تواقين، أعمال الملتقى الوطني الثاني حول البعد الروحي في ثورة التحرير المباركة (190) بتصرف.
[6] / ابتدأت المعركة في 22 سبتمبر 1955م انظر كتاب اللمامشة في الثورة لمحمد رزوال (161) ويقع جبل الجرف في الجنوب الغربي من مدينة تبسة على بعد 100 كم منها.
[7] / الحياة الروحية في الثورة الجزائرية لمحمد زروال (77).
[8] / الحياة الروحية في الثورة الجزائرية لمحمد زروال (77 - 78) باختصار وتصرف.
[9] / أحد مجموعة 22 ومن عقداء جيش التحرير قاد الولاية الثانية الشمال القسنطيني ثم صار عضوا في الحكومة المؤقتة، توفي في 21 أوت 2010م.
[10] / الحياة الروحية في الثورة الجزائرية لمحمد زروال (79).
[11] / الحياة الروحية في الثورة الجزائرية لمحمد زروال (79 - 80).
[12] / الحياة الروحية في الثورة الجزائرية لمحمد زروال (86).
[13] / الحياة الروحية في الثورة الجزائرية لمحمد زروال (79) بتصرف.
[14] / الحياة الروحية في الثورة الجزائرية لمحمد زروال (86 - 87).
[15] / انظر العقيد عميروش بين الأسطورة والتاريخ (78 - 90).
[16] / انظر العقيد عميروش بين الأسطورة والتاريخ (121).
[17] / الحياة الروحية في الثورة الجزائرية لمحمد زروال (90).
[18] / الحياة الروحية في الثورة الجزائرية لمحمد زروال (93 - 95).
[19] / انظر ثوار عظماء لمحمد عباس (62 - 72).
[20] / الحياة الروحية في الثورة الجزائرية لمحمد زروال () بتصرف واختصار.
[21] / اللمامشة في الثورة لمحمد زروال (373).
[22] / البعد الروحي وأثره في نجاح ثورة النار والنور خلال ثورة نوفمبر المباركة، لأحمد تواقين، أعمال الملتقى الوطني الثاني حول البعد الروحي في ثورة التحرير المباركة (194).
[23] / البعد الروحي وأثره في نجاح ثورة النار والنور خلال ثورة نوفمبر المباركة، لأحمد تواقين، أعمال الملتقى الوطني الثاني حول البعد الروحي في ثورة التحرير المباركة (195) بتصرف.
[24] / العقيد عميروش بين الأسطورة والتاريخ (117).
[25] / البعد الروحي وأثره في نجاح ثورة النار والنور خلال ثورة نوفمبر المباركة، لأحمد تواقين، أعمال الملتقى الوطني الثاني حول البعد الروحي في ثورة التحرير المباركة (198).
[26] / البعد الروحي وأثره في نجاح ثورة النار والنور خلال ثورة نوفمبر المباركة، لأحمد تواقين، أعمال الملتقى الوطني الثاني حول البعد الروحي في ثورة التحرير المباركة (200) بتصرف.
[27] / اللمامشة في الثورة لمحمد زروال (244)
¥