ـ[أبو أحمد الأشقر]ــــــــ[01 - 11 - 10, 05:05 م]ـ
جمعية العلماء والحرب التحريرية الكبرى الثلاثاء, 23 فبراير 2010 00:00
آخر تحديث: الاثنين, 25 أكتوبر 2010 19:31
الكاتب أبو عبد الله محمد حاج عيسى الجزائري
خطبة جمعة ألقيت في 7 نوفمبر 2008 بمسجد عمر بن الخطاب بالرايس حميدو. الجزائر العاصمة
أما بعد: فحديثنا اليوم إليكم أيها المؤمنون السادة حديث على غير العادة، إنه حديث في السياسة والجهاد، وحديث عن النضال الذي به تحررت هذه البلاد، وإنها لفرصة لنفضح فيها الشيوعيين المفاليس والعلمانيين الذين لا تزال تسوقهم حكومة باريس، وهم من حين إلى آخر يكتبون ما يطعنون به في جمعية العلماء وابن باديس.
إننا نقول هذه الكلمات وننقل هذه النصوص التاريخية تجلية للحقائق ودفاعا عن العلماء وعرفانا للجميل ومحاسبة للنفس وأداء للواجب تجاه العلماء والأمة.
إن الجهاد الذين أعلن ضد الاستدمار الفرنسي وتكلل ببزوغ شمس الحرية، قد أعدَّ أسبابه ابن باديس رحمه الله، ووعد به ابن باديس، وهمَّ به ابن باديس لولا كتاب من الله سبق.
[ابن باديس يعد عدة الجهاد]
أما تهيئة الأسباب فهذا كان من الواجبات الشرعية، وقد قال تعالى: (وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ) (الأنفال:60)، وقد قسم العلماء هذه العدة إلى مادية ومعنوية، وأهمهما على الإطلاق العدة المعنوية والتي منها تعبئة الجماهير وإقناعهم بفرضية الجهاد وبقدرتهم على الانتصار بإذن الله تعالى، ونزع الخوف من قلوبهم، ومما لا شك فيه أنه لا يمكن تحرير الأوطان إلا بتحرير الإنسان، وإلا كيف يتوقع من إنسان عقله مأسور، وسلّم أمرَه لفرنسا باسم القضاء المقدور أن يفكر في الجهاد. لقد صحح ابن باديس عقائد الناس فحارب الطرقية التي نشرت الشرك وعبَّدت الناس للمشايخ ولفرنسا، وحارب عقيدة الإرجاء التي يقول أصحابها الإيمان قي القلب فضيعوا الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وحارب عقيدة الجبر التي جعلت من فرنسا قدرا محتوما لابد من الرضا به، وجعلت الناس في ذلك الزمان يقولون:نأكل القوت وننتظر الموت، أحيا في قلوب الناس عقيدة الولاء والبراء التي تقي المسلم من الذوبان في محبة الكفار وتقليدهم والتي هي من أسباب العزة والتمكين، قال تعالى: (لا تَجِدُ قَوْماً يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءَهُمْ أَوْ أَبْنَاءَهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ أُولَئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الْأِيمَانَ وَأَيَّدَهُمْ بِرُوحٍ مِنْهُ) (22) وحارب دعاة الإدماج ومَسْخ الشخصية الجزائرية الإسلامية حيث أفتى بأن المتجنس بالجنسية الفرنسية كافر مرتد عن دين الإسلام، ربط الناس بكتاب الله تعالى الذي به تحيى القلوب والأمم، (أَوَمَنْ كَانَ مَيْتاً فَأَحْيَيْنَاهُ وَجَعَلْنَا لَهُ نُوراً يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ كَمَنْ مَثَلُهُ فِي الظُّلُمَاتِ لَيْسَ بِخَارِجٍ مِنْهَا) (الأنعام:122) وسعى في تصحيح عقلية الناس وعقائدهم لأن ذلك هو الطريق الموصل إلى الحرية قال تعالى: (إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ) (الرعد:11) وبدأ ابن باديس مشروع بناء الأمة الجزائرية من خلال التعليم، ولا تستهينوا بذلك فقد بلغت مدراس الجمعية في سنة 1954م قرابة 170 مدرسة تضم ما بفوق 700 معلم و50 ألف تلميذ، وليس ذلك أمرا سهلا مع انتشار الجهل بين الجزائريين وفقرهم ومضايقات الإدارة الفرنسية للتعليم العربي.
[ابن باديس يبشر بالجهاد]
وأما وعده به وتنبؤه به رحمه الله فقد جاء في النشيد الوطني المعروف بشعب الجزائر مسلم الذي يقول فيه:
يا نشء أنت رجاؤنا وبك الصباح قد اقترب
خذ للحياة سلاحها خض الخطوب ولا تهب
وارفع منار العدل والإحسان واصدم من غصب
وأذق نفوس الظالمين السم يمزج بالرهب
واقلع جذور الخائنين فمنهم كل العطب
واهزز نفوس الجامدين فربما حيي الخشب
يا قوم هذا نشأكم وإلى المعالي قد وثب
كونوا له يكن لكم وإلى الإمام ابنا وأب
إلى قال
من كان يبغي ودنا فعلى الكرامة الرحب
أو كان يبغي ذلنا فله المهانة والحرب
¥