تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[نص رائع وجليل من مقدمة ابن خلدون يتنبأ فيه بسقوط الأندلس!!]

ـ[محمود المنصور]ــــــــ[05 - 11 - 10, 04:30 م]ـ

بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم , ثم أما بعد ..

فهذا نص جليل ورائع من كلام ابن خلدون رحمه الله في المقدمة , تنبأ فيه بسقوط الأندلس بعدما ذكر كلاما جليلا يدل على مدى فهمه بفقه التاريخ ومقاصده وأصوله رحمه الله ..

وهذا الكلام ذكره ابن خلدون رحمه الله تحت عنوان:

فصل , في أن المغلوب مولع أبداً بالإقتداء بالغالب في شعاره وزيه ونحلته وسائر أحواله وعوائده.

سأنقل الفصل كاملاً , وسأعلم تنبؤه بسقوط الأندلس باللون الأحمر , يقول رحمه الله:

" والسبب في ذلك أن النفس أبدا تعتقد الكمال فيمن غلبها وانقادت اليه: إما لنظره بالكمال بما وقر عندها من تعظيمه , او لما تغالط به من أن انقيادها ليس لغلب طبيعي إنما هو لكمال الغالب. فإذا غالطت بذلك واتصل لها حصل اعتقادا, فانتحلت جميع مذاهب الغالب وتشبهت به , وذلك هو الاقتداء , او لما تراه والله أعلم من أن غلب الغالب لها ليس بعصبية ولا قوة بأس , وإنما هو بما انتحلته من العوائد والمذاهب , تغالط ايضا بذلك عن الغلب , وهذا راجع للأول , ولذلك ترى المغلوب يتشبه ابدا بالغالب في ملبسه ومركبه وسلاحه في اتخاذها وأشكالها , بل في سائر أحواله , وانظر الى ذلك في الأبناء مع آبائهم كيف تجدهم متشبهين بهم دائما , وما ذلك إلا لإعتقادهم الكمال فيهم , وانظر الى كل قطر من الأقطار كيف يغلب على أهله زي الحامية جند السلطان في الأكثر لأنهم الغالبون لهم , حتى إنه إذا كانت أمة تجاور أخرى ولها الغلب عليها فيسري إليهم من هذا التشبه والإقتداء حظ كبير , كما هو في الأندلس لهذا العهد مع أمم الجلالقة , فإنك تجدهم يتشبهون بهم في ملابسهم وشاراتهم والكثير من عوائدهم وأحوالهم , حتى في رسم التماثيل في الجدران والمصانع والبيوت , حتى لقد يستشعر عن ذلك الناظر بعين الحكمة أنه من علامات الاستيلاء , والأمر لله , وتأمل في هذا سر قولهم ((العامة على دين الملك)) فإنه من بابه , إذ الملك غالب لمن تحت يده والرعيةمقتدون به لإعتقاد الكمال فيه اعتقاد الأبناء بآبائهم والمتعلمين بمعلميهم , والله العليم الحكيم وبه سبحانه وتعالى التوفيق " أ. هـ (المقدمة 2/ 505 ت علي عبد الواحد وافي)

يالله! , كلام جليل جدا وفيه فوائد جمة .. وحق على طالب علم التاريخ ان يقرأ المقدمة ويدرسها ويتدارسها لما فيها من فوائد جمة .. مع التنبيه على بعض الأمور التي لابد ان يقرأها الطالب بحذر وهي هنات وزلات أخطأ فيها ابن خلدون غفر الله له .. ويأبى الله إلا ان يكون الكمال له والعصمة لنبيه صلى الله عليه وسلم.

والناظر في أحوال المسلمين اليوم يجد هناك طائفة كبيرة تقلد الغرب تقليدا أعمى في ملبسهم ومأكلهم وعوائدهم وأحوالهم وطرق معايشهم ولا حول ولا قوة الا بالله.

ومع ذلك نقطع بأن هناك صحوة كبرى في أرجاء العالم الإسلامي ظاهرة جلية في بعض الدول كمصر والمملكة والمغرب وغيرها , وان شاء الله هذه الصحوة ستؤتي ثمارها قريبا .. مع العلم ان تلك الصحوة تحتاج الى علماء التمكين الذين لديهم بصر في سنن الله تعالى في كونه وسنن الله في بناء الدول وهلاكها , والله المستعان

ـ[أبو وئام]ــــــــ[05 - 11 - 10, 04:57 م]ـ

جزاكم الله خيرا

ـ[أبومالك المصرى]ــــــــ[06 - 11 - 10, 02:10 ص]ـ

بارك الله فيك

1 - -يقول المؤرخ ابن الأثير: (وأنه لا يحدث أمر إلا وقد تقدم هو أو نظيره فيزداد الإنسان بذلك عقلاً ويصبح لأن يقتدي به أهلاً). -يقول كوندي - أحد الكتاب النصارى -: (العرب هَوَوْا عندما نسوا فضائلهم التي جاؤوا بها، وأصبحوا على قلب متقلب يميل الى الخفة والمرح والاسترسال بالشهوات) [3]

-يستطيع الراصد لذلك التاريخ-يقصد تاريخ الأندلس- أن يقول: إن بداية الانحسار الإسلامي في الأندلس كان منذ أن سقطت الدولة الأموية هناك، وبعد أن قام على أنقاضها العديد من الدويلات الإسلامية المتناحرة المتنازعة التي صورها الشاعر بقوله [5]:

مما يزهدني في أرض أندلسٍ ... أسماء معتمد فيها ومعتضد

ألقاب مملكة في غير موضعها ... كالهر يحكي انتفاخاً صورة الأسد

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير