تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

وأما أخي الفاضل السديس فأقول له: كما أن الخبر قد لا يصح فإنه قد يصح، ومن الواجب التحقق فيه نفيا أو إثباتا، لا الاكتفاء بالوقوف السلبي والتثبيط دون تحرك وبحث، وأما موقف من استنكر الخبر ممن كلمتُه من العلماء فليس لأن الصور والمعلومات تكفي أو لا تكفي، بل إنكار لأصل وجود الفكرة على الواقع، والاكتفاء بالاستبعاد بأنهم لم يسمعوا بذلك قط، مع عدم التفكير (مجرد التفكير) بالبحث والتقصي سواء للإثبات أو الإبطال، وأكثر من هذا أن بعضهم يكاد يصرّح بتكذيبي أنا في اختراع وجود هكذا شيء! واتخذ مني موقفاً مبنيا على هذا التصور من الصد والإعراض بعدما كلمته، هذا الذي حصل مع الأسف، والأمر وقع على يدي وأنا أدرى به من غيري، وإلا لأتيتُ بتعللات مثيلة وزيادة.

ولأستفيد أكثر من مداخلة طالب علم غيور على العقيدة من أمثالك أخي الفاضل، لعلك تفيد الجميع بسؤال شيخكم العلامة البراك عن الآتي:

ما الموقف الشرعي لأثر بهذه الحالة: أهل منطقته مشتهر عندهم أنه كان كعبة القرامطة، وذُكر في بعض الكتب أنه كان قد أُمر الناس بالحج والصلاة إليه، وهل يتغير الحكم في حال عدم ثبوت أحد الأمرين السابقين أو لا؟ وهل يؤثر في الحكم كون المسألة وصلت للعلماء والولاة أم لا؟

وجزاكم الله خيراً.

وأختم بقصة أخيرة حول الغيرة والمعلومات الكافية للتحرك في موقف فيه نوع مشابهة:

حدثنا الشيخ نعمان الزبير حفظه الله ورعاه، وكان مرافق سماحة الشيخ ابن باز في المدينة، وهو صهر شيخنا العلامة عبد الله العقيل:

- قام سماحة الشيخ بتغيير بعض الآثار في المدينة مع الشيخ ابن صالح، ومرة وجدت شيئاً غريباً في قباء، وأن قبة البئر عليها قبة ضخمة كبيرة، والخلاطات واقفة تصبها، فجئت للشيخ وقلت له: هذا بئر الخاتم، عملوا عليها قبة، فصلينا وقال: نذهب للشيخ ابن صالح بالمحكمة، فلما جئنا دخل عليه الشيخ في مجلسه بالقضاء، واختصروا، فقال: نذهب للأمير الآن، وذهبت معهما، وكان الأمير غيوراً، فقالوا له: إنه يُراد أن يكون مزاراً، فقال الأمير: هذا لا يكون وأنا موجود، فاتصل على الأوقاف وقال: بلغني أنه يحصل الآن كذا وكذا من ثقة، فقالوا: وما المطلوب؟ قال: إذا صار مغرب اليوم وعلى الأرض أثر فلا تلوموا إلا أنفسكم، من الذي أمركم أن تبنوا عليها؟ وقال لهم: سأصلي هناك وأرى.

وفوراً صبوا على البئر وهدموا القبة، وجُعل الإسفلت فوقها ولم يبق لها أثر، وأنا كنت موجوداً.

فهذا موقف يُذكر للفائدة، مع كونه متعلقاً بأثر يُقال إنه أثر نبوي، والله أعلم بثبوته، ولم ينتظروا حتى يتطور الأمر ويأتي الزوار وسواهم لتتحرك الغيرة والحماسة، فكيف بأثر يُذكر بأنه أثر وثني؟!

ـ[محمد زياد التكلة]ــــــــ[26 - 11 - 10, 04:35 م]ـ

وإكمالاً للمباحثة مع أخي الفاضل خزانة الأدب:

فقد جاء في تثبيت دلائل النبوة للقاضي عبد الجبار لما حكى عن القرامطة، وفيه: " .. وسلب البيت، وقلع الحجر الأسود، وأبو حفص عمر بن زرقان صهير أبي سعيد [يعني الجنابي القرمطي قائدهم] واقف حذاء البيت، والسيف يأخذ الناس، وهو على فرسه يضحك ويتلو: (لإيلاف قريش) حتى وصل إلى قوله (وآمنهم من خوف). قال: ما آمنهم من خوفنا، ظهر الباطن يا أهل مكة، حجوا إلى البحرين، وهاجروا إلى الأحساء، من قبل أن نطمس وجوهاً فنردها على أدبارها.)

لاحظ التفريق بين الحج للبحرين، والهجرة للأحساء، وهل الحج يكون إلا لكعبة؟ وبعد ذلك صرَّح بعودته للبحرين وذكر أخباراً له هناك.

وتأمل ما أورده المؤرخون عن أبي سعيد الجنابي لما قلع الحجر الأسود أنه قال: إنه مغناطيس القلوب، فظاهره أنه كان يراه سبب إقبال القلوب لمكة، فلما أراد أخذ لبلده على هذا الفهم فإنه يريد أن يجذب الناس لعنده بدل حجهم لمكة.

فهذا نص قد يفيد في مبحثنا، والله أعلم.

ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[26 - 11 - 10, 04:53 م]ـ

وأما أخي الفاضل السديس فأقول له: كما أن الخبر قد لا يصح فإنه قد يصح، ومن الواجب التحقق فيه نفيا أو إثباتا، لا الاكتفاء بالوقوف السلبي والتثبيط دون تحرك وبحث،

ولأجل هذا كان تعليقي ـ حفظك الله ورعاك وشكر لك غيرتك وحرصك ـ لأن أي عالم أو مسؤول ستكلمه عن هذا الموضوع لن يقبل منك مجرد الكلام أو مثل هذه الصور، ولا بد من إقناعه وإثبات ذلك.

ـ[محمد زياد التكلة]ــــــــ[26 - 11 - 10, 05:00 م]ـ

وجزاكم خيراً أخي الشيخ المكرم، وحقيقةً أرجو إفادتي والإخوة بسؤال شيخكم العلامة عبد الرحمن البراك حفظه الله ورعاه، فإني في حاجة لذلك، ولا سيما بعد النقول الأخيرة التي أوردتُها.

لعلك تفيد الجميع بسؤال شيخكم العلامة البراك عن الآتي:

ما الموقف الشرعي لأثر بهذه الحالة: أهل منطقته مشتهر عندهم أنه كان كعبة القرامطة، وذُكر في بعض الكتب أنه كان قد أُمر الناس بالحج والصلاة إليه، وهل يتغير الحكم في حال عدم ثبوت أحد الأمرين السابقين أو لا؟ وهل يؤثر في الحكم كون المسألة وصلت للعلماء والولاة أم لا؟

وجزاكم الله خيراً.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير