تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[محضر محكمة التفتيش الإسبانية ضد المورسكي دييغو دياث]

ـ[هشام زليم]ــــــــ[02 - 12 - 10, 02:32 ص]ـ

[محضر محكمة التفتيش الإسبانية ضد المورسكي دييغو دياث]

ترجمة هشام زليم المغربي.

( http://i3.makcdn.com/wp-*******/blogs.dir//87596/files//2010/12/inquisicion.jpg)

الأندلس, ذلك الحلم الجميل الذي رسمه المؤرخون و الأدباء و تنافس في وصفه الفصحاء و البلغاء سرعان ما أحالته محاكم التفتيش الإسبانية إلى كابوس رهيب و ماض أليم. أمة بكاملها تعرضت لجميع أنواع الإبادات الحسية و المعنوية من تقتيل و تهجير و طمس للهوية و مصادرة للماضي و للإنجازات. من كان يصدق أن الأرض التي شهدت أول نهضة أوربية ستكون للأسف مسرحا لولادة أول دولة عنصرية في التاريخ. فلتفخر إسبانيا بماضيها القائم على الكذب و الأساطير و الروايات الزائفة, و لتُقِم الأعياد تمجيدا لسقوط هذه المدينة أو تلك بيد الملكين الكاثوليكيين و لكن هيهات ينسى أحرار العالم ما اقترفته أيديها من جرائم و إبادات و ما سنته من سنن سوداء في "تكنولوجيا" الإرهاب و التعذيب… و يوما ما ستقف إسبانيا في قفص الاتهام مطأطئة الرأس, مهانة و ستتلى عليها سجلات جرائمها التي ارتكبتها بأيد أشخاص دنيئين مثل الكرادلة توركيمادا, ثيثنيروس, خايمي بليدة, خوان ريبيرا و غيرهم, يومها سيرجع الحق إلى أصحابه و ستُطوى صفحة سوداء من التاريخ و ستُشرق على العالم شمس الأندلس من جديد!

سنذكر اليوم محنة رجل مورسكي عانى كثيرا مع محكمة التفتيش الإسبانية, جريمته العودة إلى أرضه و الوقوع في "خطيئة" لم يرتكبها هو و كانت رغما عنه!!!

إن قضية هذا المورسكي توضح المعاناة التي عاشها المورسكيون و تعطي فكرة عن الدولة البوليسية-التيوقراطية التي أسستها محكمة التفتيش الإسبانية, دولة جعلت أفعال العباد من أخص خصائصها و نادت بالوشاية بأقرب الأقربين لعل الواشي ينال غفران الكنيسة. و أهم ما يستشف من القضية هو إصرار الأندلسيين على العودة إلى أرضهم رغم الطرد و بالتالي استمرارهم في العيش بإسبانيا إلى اليوم متنكرين في أزياء و أسماء نصرانية مستعارة.

* تنبيه: ترددت في تعريب كلمة الموروس Moros التي وردت كثيرا في هذا الموضوع, فهناك من يعربها بمعنى "المسلمين" و هناك من يراها تعني "العرب", لكن ما أراه صحيحا هو ما نحاه العلامة تقي الدين الهلالي المغربي رحمه الله في ترجمته لكتاب "مدنية المسلمين بإسبانيا" لمّا ترجم الموروس بمعنى "المغاربة", و هذا هو الصحيح, لأن أهل شمال المتوسط اعتادوا نعث سكان شمال أفريقيا بالبربر أو الموروس, و قد تحولت هذه الكلمة اليوم إلى وصف قدحي ينعث به جميع المسلمين بربرا كانوا أو عربا أو حتى سكان الجزر الفيليبينية التي كانت تحتلها إسبانيا, حيث أطلقت على سكان تلك البلاد من المسلمين "المورو".

ملخص و مقتطفات من محضر محكمة التفتيش ضد المورسكي القشتالي, دييغو دياث, المتابع بكوينكا سنة 1630 بعد أن تم طرده مرتين من شبه الجزيرة الأيبيرية:

الجزار دييغو دياث و زوجته مارية ديل قشتيليو Maria del Castillo مورسكيان يقطنان بلمونتي Belmonte. (1)

مثُل دييغو دياث أمام المحكمة بعد أن اتهمه كل من خادمته السابقة, أنطونيو مالو Antonio Malo و زوجته و شاهد آخر بما يلي:

- الطبخ بالزيت عوض استعمال شحم الخنزير في الإناء.

- أكل اللحم في أيام الصوم الأكبر –الكواريثما- و في الجُمع دون أن يكونا مُعتلا الصحة إضافة لأكلهما سمك التونة, السردين, الجبن, و هي أشياء لا يأكلها المرضى.

- لا يحضران القداس و لا يعلمان أبناءهما الصلوات.

- يغتسلان, يغيران ثيابهما في الجُمع و ينامان عاريين.

- يستقبلان في فندقهما بغالين و مورسكيين من وادي ريكوتي Valle del Ricote.

" و تعلم هذه الشاهدة أن المدعو دييغو دياث كان يجمع في منزله العديد من مورسكيي وادي ريكوتي, فكان يدخل هو و زوجته إلى غرفته رفقة هؤلاء المورسكيين فيتحدثون بالعربية التي لا تفهمها هذه الشاهدة و يغلقون عليهم باب الغرفة لأكثر من ثلاث أو أربع ساعات".

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير