عندما سُئل دييغو دياث في المحكمة إن كان له أعداء, ذكر خادمة سابقة طردها بسبب شربها للخمر, و أنطونيو مالو و زوجته أصحاب فندق مثله و منافسين له. يدفع عن نفسه التهم (يقول مثلا أنه لم يتحدث بالعربية مع أولئك الذين استقبلهم بمنزله و إنما باللغة البلنسية, لأنه عاش فترة طويلة في تلك البلاد و تحدث بلغتها و له أصدقاء هناك.). و من خلال عدة استجوابات سيروي قصة حياته. ينحدر دييغو دياث من دايميال Daimiel, إحدى بلدات قلعة رباح Calatrava الخمس. ينتمي للموريسكيين القدامى الذين يقيمون بقشتالة لخدمة الملوك الكاثوليك منذ أكثر من 300 سنة, و قد أرادوا طردهم بعد طرد الغرناطيين, و قاموا فعلا بطردهم فعادوا للعيش و الاستقرار في تلك البلدات.”
كان سن دييغو عند الطرد 17 سنة, و كان حتى ذلك الحين يعمل مزارعا. "بعد مغادرته ممالك قشتالة, عند الطرد سنة 1609م, عبَر إلى بايونة Bayona عبر سان خوان دي لوث San Juan de Luz بمملكة فرنسا. قضى هناك حوالي 15 يوما رفقة العديد ممن شملهم قرار الطرد". عاد دييغو إلى دايميال قادما من فرنسا لكنه اعتقل, و بعد سجنه لمدة شهرين نُقِل إلى قرطاجنة رفقة موريسكيين آخرين حملوا جميعا في السفينة في اتجاه مدينة الجزائر. روى دييغو تفاصيل مقامه بهذه المدينة و اعترف أنه مختون.
"رسوا قرب الجزائر و جاء أتراك هذه المدينة و حملوهم إلى المدينة نفسها و وضعوهم في مخازن Taraçanas و هي عبارة عن دور ملكية كبيرة تحوي الأسلحة و ذخائر المدفعية, فقاموا في هذا المكان بمعاينة جميع الذكور و ختنوهم”. لقد قام بعملية الختان حلاقون, عالجوهم و ضمدوهم و أعطاهم الأتراك بعد ذلك طعاما فخما ”كما يُعمل في إسبانيا أيام الزفاف”. وُضِع الطعام الذي منحوهم على الأرض فوق حصيرة قصبية غطيت بغطاء المائدة. بعد ذلك, صنعوا له من معطف كان يرتديه لباسا للمغاربة."
”عمل دييغو في السفن و في استخراج الحجر ضمن أشغال بناء رصيف للميناء.” كانوا يمنحونه ريالا و نصف. كان يمشي رفقة مورسكيين آخرين من طليطلة و من مملكة غرناطة و أيضا مع نصارى. ذات مرة, بينما كانا يتظاهران بلعب الورق, اعترف بخطاياه لقسيس أسير و بأنه مستمر في العيش وفق شريعة النصارى دون أن يخبر بذلك أي أحد. لم يدخل إلى المسجد الكبير بالجزائر إلا مرة واحدة لإحساسه برغبة فضولية في التعرف عليه, و كان ذلك في وقت غير أوقات الصلاة.
يذكر الأمور التي صدمته في عادات الأتراك و كيف أن هذه الأمور كانت ستمنعه عن اعتناق شريعة محمد لو رغب في ذلك. يقول أن كل شيء يعملونه عكس ما هو موجود في إسبانيا: عندما يتبولون يرفعون القميص و يخفضون السراويل مثل النساء (2). ”ينتعلون أحذية دون أربطة و تبدو كل الأشياء على عكس إسبانيا, أما النساء فيمشين وجوههن مغطاة بحيث لا يستطيع أحد أن يراهُنًّ.”. يأكلون و هم جلوس في القذارة, لكن أكثر ما يثير اشمئزازه هو ”شراؤهم لغلمان كعبيد للنوم معهم, فانظر سيدي أي وقاحة هذه”… ”كما يوجد في الجزائر –العاصمة- أكثر من 6 ألاف غرناطي نصراني بينما مورسكيو أراغون و بلنسية لم يكونوا نصارى أبدا (3) و إذا كان لأحد الغرناطيين الموجودين في الجزائر طفل فإنه لا يجرأ على مفارقته حتى يبلغ العشرين سنة مخافة أن يأخذه منه مغاربة الجزائر و يفعلوا به سوءا كما ذكر سالفا” (4).
بعد بضعة أشهر في الجزائر, ركب دييغو قاربا للصيادين, بينهم العديد من مورسكيي أراغون, و رأى ذات يوم أنه بات قريبا من شاطئ إسبانيا فارتمى في الماء و سبح حتى وصل إلى طرطوشة. و منها عبر إلى سرقسطة ثم ذهب إلى فرنسا لعله يجد والده أو أحد إخوته. لم يجد أحدا (بعضهم مات, و البعض عاد إلى إسبانيا) , ذهب حتى أبينيون Avignon ثم عاد إلى إسبانيا. عاش في بلنسية, أين تعلّم مهنة الجزارة, ليمارسها بعد ذلك في أوريولة Orihuela , مانثانارث Manzanares, موتا ديكويربو Mota de Cuervo, و بلومنتي Belmonte و بها استقر حينما تمّ اعتقاله. يقول مدافعا عن نفسه أنه لو لم يكن نصرانيا صالحا لما عاد إلى إسبانيا مرّتين بعد طرده مرّتين. ” و أنه لو كان يحفظ شريعة محمد لكان الآن في الجزائر و هي أرض يتوفر فيها كل شيء بكثرة.”
¥