”أقوى دليل ضد هذا المتهم هو ما اعترف به هو نفسه و تأكد منه الخبراء بعد معاينته و هو أنه مختون, و هذا هو أهم شعيرة عند المغاربة, و قد خُتِن بالجزائر عندما طُرد رفقة مورسكيين آخرين, و رغم قوله أنه خُتن قسرا فإن الظاهر الجلي هو العكس, لأن المغاربة لا يجبرون أحدا على اعتناق عقديتهم فما بالك بختن من لم يختن بعد بالقوة. لهذا مما لا شك فيه عندي أن هذا المتهم و الذين ختنوا قد ارتدوا عن شريعة المسيح المخلص أو أنهم اعترفوا أنهم لم يكونوا نصارى البتة, و هكذا بالنسبة للختان و للباس و للدخول للمساجد قد أقر بانتمائه لشريعة محمد, لأنه اعترف بدخوله إلى المسجد في جو من الوقار, علما أن المغاربة لا يسمحون بالدخول لأصحاب العقيدة المخالفة. و اعترف كذلك بأنهم صنعوا له هناك من رداء كان يرتديه زيا للمغاربة و رغم محاولته إبداء الأمر على أنه أُجبر على ذلك فهذا لا يمكن تصديقه أبدا, و قد تم التحقق من الماضي المرتد الذي تاب منه. الأمر الأكثر تأكيدا اعتقاده هو و العامة أنه بذهابه إلى روما للتوبة فسيتجنب العقاب, فاتخذ سبيله إلى هناك, ولما عثر في أبينيون على لجنة كنسية مجتمعة لذاك الغرض اعترف هناك فغفروا له و قد كَشف عن شهادة المعترف بتاريخ 2 يوليوز 1618م. و هذا كله يؤكد أنه لو كان في وقت ما كاثوليكيا فقد ارتد لمّا كان في الجزائر.”
” رغم قول الشهود الذين تحدثوا بدعوة منه أمورا في صالحه لم ترفع عنه هذه الشبهة و لم تخفف منها و يلاحظ حديثهم الحماسي و القوي لصالحه, فأحدهم قال أنه رآه عدة مرات يحمل صلوات و يعلمها لأبنائه علما أنه رجل لا يعرف القراءة. آخرون قالوا أنهم رأوه يرتدي ملابسا جديدة أيام الأحد و هذا شيء لا يمكن ملاحظته في العادة إلا من طرف الخدم. و كخلاصة قال أحد الجراحين أن هؤلاء لم يخبروه عن أي وعكات صحية و لا يعرف إن كانت تسمح لهم بأكل اللحم. و قال شاهد قدموه أن وعكاته الصحية معروفة و قد اطلع عليها و أنه بإمكانه أكل اللحم و ضميره مرتاح, و في أوقات أخرى أمام شهود من هذا النوع تم جلدهم 200 جلدة, سواء الجراح, أو الذين شهدوا على الصلوات… (و هناك شهود آخرون قالوا أشياء أخرى مرتبكة و ملقاة على عواهنها كهذه. ”
"أما أولئك الذين شهدوا لصالحه بأنه يعطي الصدقات و أفعال أخرى تدل على صلاح الرجل فهي أشياء مشتركة بين المغاربة, الكفرة و اليهود و كلهم يعتبرونها أعمالا صالحة. فقط نوع واحد خاص بالنصارى و هي, حسب قول بعض الشهود, إعطاؤه للصدقات لأجل طعام القداسات, و هذا إن لم يكن تظاهرا فإنها محاولة للتكفير عن ردته في الجزائر, لهذا يبدو لي وجوب تقديمه إلى التعذيب و أطلب رخصة بذلك."
"إضافة لهذا أقول أن الاعتراف المقدس الذي أدلى به في أبينيون جاء بعد 7 أو 8 سنوات على خروجه من الجزائر, فإذا كان ختانه نتيجة الخوف و كذلك اعتناقه شريعة محمد, ما كان ليتأخر كل هذا الوقت عن الندم و التوبة ".
*******************
"في محكمة التفتيش المقدسة بمدينة كوينكا في يوم العشرين من شهر دجنبر 1633م, حضر الجلسة المسائية السادة المفتشون دون سيبستيان دي فرياس Don Sebastian de Frias, دون إنريكي دي بيرلتا قردناش Don Enrique de Peralta y Cardenas و دون راموس رودريغيث دي مونروي Don Ramos Rodriguez de Monroy و أمروا بإحضار دييغو دياث من الزنزانة, و بعد حضوره أخبروه بما اتفقوا عليه في شأنه و أنه عليه قول ما يريح ضميره و يبر قسمه الذي أداه قبل ذلك, دون أن يضر ذلك بقضيته. فقال أنه ليس عنده ما يخبر به أكثر مما أخبر به".
" سُئِل عن إفادته المتعلقة بختانه هو و باقي المورسكيين بمجرد وصولهم إلى الجزائر من إسبانيا و أنه رفض هذا العمل لأنه بقي نصرانيا بحيث لمّا وجد نفسه مع راهب أسير اعترف له, و أن يذكر السنة التي جرى فيها ذلك و الأمور التي ناقشها مع الراهب و إن كان قد اعترف له خصوصا بخطيئة الختان."
¥