تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

"قال أنه لا يتذكر بأي شكل من الأشكال الوقت أو السنة التي كان فيها الطرد لكنه يظن أن بعد سنتين على خروج جميع المورسكيين من غرناطة حملوه في البداية إلى فيوبيا Veobia و مكث بعض الوقت بسان خوان دي لوث San Juan de Luz دون أن يتذكر المدة, و منها عاد إلى إسبانيا, فاعتُقل ببلدة فيلا ديارو Villa de Aro هو و الراحل فرانثيثكو مورينو, المنحدر من داميال, اعتقلهما "أمين الفلفل" و سلّمهما للعدالة المدنية و اعتٌقلوا لمدة ثلاثة أشهر سلِّموا بعدها مرّة أخرى إلى "الممون العام” بفيوبيا…و من هنا ذهب إلى سان خوان دي لوث حيث كان والده و مكث هناك ستة أشهر عاد بعدها إلى إسبانيا, و جاء عبر مدريد إلى ديميال و كان له اتصال بمخبر محكمة التفتيش الذي يُدعى أوروثكو Orozco الذي ظل عنده ما بين 8 و 9 أشهر فأخذه منه عمدة كورتي ماديرا Corte Madera مع كثيرين كانوا أسرى و حملهم إلى قرطاجنة حيث ظلوا بضعة أيام إلى أن جاء العمدة كابريرا Cabrera بمجموعة أخرى من المورسكيين فجمع عمدة كورتي ماديرا المجموعتين على متن قارب و وعدوهم بأن يرسوا بهم بأرض النصارى فأخذوهم إلى أرض البربر و رسوا بهم في شاطئ مكان يدعى Sorjel سرخيل على بعد 12 أو 14 كلم من الجزائر العاصمة. فبدؤوا بالمسير جميعا نحو الجزائر و عند منتصف الطريق وصلت من الجزائر و المناطق المجاورة فرقة من الجيش يفوق تعدادها 100 شخص فحملوهم إلى المدينة المذكورة فأكرموهم و حملوا من أعياه المسير على خيول جيدة و أردفوا نساء المطرودين من إسبانيا في مؤخرة الأحصنة. بعد 3 أو 4 أيام قاموا بالختان الذي تحدث عنه, بحيث يقوم رجلان من الجزائر بإمساك أحدهم من يديه و دون أن ينبسوا بكلمة واحدة يخفضون سراويله و يختنوه. أما مع الراهب أو القس الذي لا يعلم ما جرى له, فبينما كانا يلعبان الورق اعترف له و أبدى له أسفه لتواجده هناك و لختانهم له.

"و سُئِل عن عدد الأيام التي فصلت بين الختان و الاعتراف الذي قال أنه أدلى به للراهب."

"قال بأنه يظن بعد شهرين أو ثلاثة أشهر من الختان لأن بعض المغاربة الغرناطيين الذين يصنعون الكراسي و لا يعلم أسماءهم أخبروه بوجود راهب أسيرا اعترفوا له, فإن أراد الذهاب للاعتراف لديه فسيتواصلون بينهم بما أنهم نصارى و سيبقون بالقرب منه بينما يعترف".

"ثم سُئِل عن المدة الفاصلة بين اعترافه و خروجه من الجزائر و إلى أي مكان ذهب أول مرّة و في أي منطقة. فقال أن الراهب نفسه نصحه إن كان يعرف العربية أن يذهب إلى وهران و منها إلى إسبانيا, و إلا فليرافق بعض المورسكيين الأراغونيين القباطنة الذين يخرجون في فرقطات للسرقة و لأغراض أخرى. و هكذا أتيحت له الفرصة في خرجات قبطان مورسكيي أراغون و قطلونية فارتمى في الماء و وصل إلى هذه المدينة و منها إلى سرقسطة حيث مرض فدخل المستشفى, و قبل أن يدخل قام بالاعتراف بخطاياه. و من تم ذهب إلى سان خوان دي لوث بفرنسا بحثا عن والده و إخوانه, فعلم كيف أن بعضهم قد مات و أن الآخرين عادوا إلى إسبانيا, فاتخذ سبيله إلى أفينيون بفرنسا حيث اعترف بخطاياه"

"ثم طُلِب منه أن يكشف عمن نصحه بالذهاب إلى أفينيون بفرنسا و أخبره أن هناك أشخاصا باستطاعتهم تحلته من مثل تلك الأمور".

"قال أنه هو الذي قرر الذهاب إلى روما للاعتراف بذنوبه و عند مروره من أفينيون التقى بقسين فرنسيين قبل الوصول إلى المدينة فأخبرهما أنه ذاهب إلى روما لأنه يحفظ بعض الذنوب التي لم يعترف بها فأجاباه أن هناك أسقفا و سفيرا بابويا بإمكانهما تحلته من ذنوبه المحفوظة و أعطياه عباءة ليدخل بها, فمكث هناك بضعة أيام ثم ذهب لرؤية الأسقف و السفير البابوي لكنهما لم يفهما منه ولو كلمة واحدة فأحالاه إلى الرهبان لعل و عسى يجدان أبا يفهم لغته, فأحاله هؤلاء بدورهم إلى راهب يدعى بتريانو عاش في طليطلة مدة ثلاثة عشرة سنة فاعترف لديه و أحلّه من ذنوبه, فعاد من هناك عبر بربينيون و خيرونا و مرّ قرب سرقسطة ليصل إلى بلنسية ثم أليكانتي فأوريخويلا Orihuela حيث تعرف على أحد الجزارين فتعلّم مهنة الجزارة, و ختم بأن ما قاله و أدلى به هو الحقيقة…”.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير