" بعد ذلك طلب وكيل المحكمة استدعاء برناردينو ميدرانو, الذي يقطن بالمدينة و كان أسيرا في الجزائر, ليسألوه حول صحة إجبارية ختان المورسكيين الذين يصلون هناك و ضرورة التزامهم بقوانين و أزياء المغاربة".
*********************
"في مدينة كوينكا و بمقر محكمة التفتيش, يوم العاشر من شهر يناير 1634م, حضر الجلسة الصباحية السيد المفتش دون سيبستيان دي فرياس الذي ترأس الجلسة بمفرده, فأمر بإدخال رجل أدى القسم على قول الحق و كتم السر, و قال أنه يدعى:
"دون برناردينو دي ميدرانو Don Bernardino de Medrano نبيل (ينحدر من هذه المدينة يبلغ من العمر حوالي 47 سنة.
سُئل أن يفيد في الفترة التي كان فيها أسيرا في الجزائر إن كان رأى أو سمع عن ختن المغاربة) (5) القادمين من هنا دون أن يطلبوا منهم ذلك كي يصبحوا مغاربة أو يجبروهم بالقوة على زي و شريعة المغاربة".
"قال أنه خلال الفترة التي طُرد فيها المغاربة من إسبانيا أٌسِر بمدينة الجزائر و ظل بها لمدة ثلاث سنوات و شهرين و رأى بأم عينيه رجال الشرطة Adabajies يمرون في الشوارع و إذا ما عثروا على مورسكي من إسبانيا غير مختون يمسكونه و يزجون به بالقوة في أول ردهة تصادفهم فيفحصونه فإن لم يكن مختونا ختنونه رغم أنفه و قد مات الكثيرون جراء الختان و كثيرون جدا أولئك الذين اشتكوا للأسرى و إلى رجال الدين النصارى ختانهم ضدا عن رغبتهم لأنهم كانوا كاثوليكيين نصارى لا يستطيعون الجهر بذلك أمام المغاربة و إنما أمام النصارى الذين يثقون بهم, و تبدأ عملية الختان بعد إصدار إعلانات من طرف العدالة بأن يتم ختان جميع المورسكيين شاءوا أم أبوا. و قد لاحظ هذا الشاهد أن كل مورسكيي مملكة بلنسية كانوا مختونين, و نصف مورسكيي أراغون تقريبا, بينما لا أحد من مورسكيي قشتالة و أندلوثيا كان مختونا حسب الرأي الذي كان متداولا بين الأسرى و رجال الدين. و يعلم هذا الشاهد أن القس برناردو دي مونرو Bernardo De Monrroy المخلص العام لطائفة التثليث قد حصل على تفويض من قداسته (البابا) بالعفو عن المورسكيين الكاثوليكيين الذين خُتنوا و قد رأى هذا الشاهد بأم عينيه بعضا من مورسكيي إسبانيا يتوجهون للاعتراف رفقة الأب مونرو و يدير لهم الطقوس الدينية".
"و سُئِل إن كان يعلم أو سمع في الوقت الذي كان فيه في الجزائر إن كان المغاربة يسمحون للنصارى الذين يعيشون بين ظهرانيهم بالدخول إلى مساجدهم".
" قال حينما يكونون في المسجد للصلاة لا يسمحون بأي شكل من الأشكال بدخول النصارى و لا حتى لنساءهم. و عندما لا يكونون في جماعاتهم من عادة البواب السماح بالدخول بسرعة لمن سنهم بين السابعة و الأربعين. "
" و سُئل إن كان في الفترة التي قضاها أسيرا في الجزائر قد سمع أو رأى المورسكيين يختنون نصرانيا, فقال أنه رأى المسجد لكن لم يتوقف عنده و أنهم حين الصلاة و تلاوة القرآن يوجد حرس على الباب لا يسمحون للنصارى و لنساء المغاربة بالدخول".
"و سُئل إن كان زي النصارى هناك مثل زي المغاربة أو مخالف له و إن كانوا يسمحون بأن يرتدي النصارى زيهم و إن كانوا يجبرون الأسرى أو يقنعونهم بأن يصبحوا مغاربة".
"قال بأن الأسرى النصارى الكاثوليك يرتدون جميع أنواع الأقمشة التركية إلا القلنسوة و يلبسون البني, لكن لا يسمح لهم بارتداء الزي الإسباني و إلا انتزعوه منهم و ألبسوهم لباس العبيد الذي هو عبارة عن سراويل من أقمشة بيضاء إلى الساق و قدمين حافيتين و صدرة واسعة إلى نصف الركبتين من الخيش البني, و إذا كانوا أطفالا أو نساء يُلبسهم المغاربة حسب زيهم حتى يقنعونهم بشريعتهم بل و يجبرونهم على ارتدائها بالحبس و الهراوات و أفعال أخرى مؤذية, أما الرجال فلا يقنعونهم بترك شريعتهم أو ارتداء زيهم".
" ثم سُئل إن كان في هذه المدينة أو بجوارها شخص عنده علم بالأشياء التي أدلى بها".
"قال لا علم عنده عن شخص ما قد يفيد بذلك غير خادمه المدعو فرانثيثكو يورتادو Francisco Urtado الذي كان يعمل عنده قبل 4 سنوات و لا يعلم الآن مكان تواجده أو إن كان ميتا أو حيا, ثم أكد أن ما قاله هو الحق الذي أدى اليمين عليه".
الدون برناردينو دي كويلار إي مديرانو Don Bernardino de Cuellar y Medrano
¥