[من يزيل هذا الإشكال حول قوله تعالى (قول الله تعالى (مادامت السموات والارض)]
ـ[ابوالعلياءالواحدي]ــــــــ[22 - 06 - 09, 02:41 ص]ـ
قال الحق تبارك وتعالى في سورة هود: [فَأَمَّا الَّذِينَ شَقُوا فَفِي النَّارِ لَهُمْ فِيهَا زَفِيرٌ وَشَهِيقٌ (106) خَالِدِينَ فِيهَا مَا دَامَتِ السَّمَوَاتُ وَالْأَرْضُ إِلَّا مَا شَاءَ رَبُّكَ إِنَّ رَبَّكَ فَعَّالٌ لِمَا يُرِيدُ (107) وَأَمَّا الَّذِينَ سُعِدُوا فَفِي الْجَنَّةِ خَالِدِينَ فِيهَا مَا دَامَتِ السَّمَوَاتُ وَالْأَرْضُ
إِلَّا مَا شَاءَ رَبُّكَ عَطَاءً غَيْرَ مَجْذُوذٍ (108)]
وقد وقف بي الفكر عند موضعين من هذه الآيات،وراجعت جملة من كتب التفسير فلم أجد فيها ما يشفي، ففزعت الى اهل الملتقى عسى أن أجد طلبتي واطفيء غلتي.
الاشكال الأول: كيف نفهم قول الله تعالى (مادامت السموات والارض) لأنه إذا كان دوام السموات والارض مؤقتا محدودا، كان تعلق العذاب والنعيم ببقائهمامرهونا.فهل عذاب الاشقياء ونعيم السعداء منقطع؟
الإشكال الثاني في فهم قول الله تعالى: (الاما شاء ربك) فهذا الاستثناء في جانب الاشقياء ظاهر جوابه،وهو أن فريق السعير مشتمل على الكافرين وعصاة المسلمين، فيخرج الله برحمته عصاة اهل التوحيد، ولا يبقي فيها الا من حبسه الكتاب من الكافرين. أما الاشكال فهو في الاستثناء الوارد على فريق السعداءممن دخلوا الجنة، فالاجماع قائم على ان من دخلها أمن من الخروج منها. فما وجه هذا الاستثناء إذن؟
ورحم الله عبدا أنار لنا السبيل بالدليل.
ـ[أبو سلمى رشيد]ــــــــ[22 - 06 - 09, 02:51 ص]ـ
قال الله تبارك وتعالى مخبرا عما سيحدث يوم القيامة: (يوم تبدل الأرض غير الأرض والسماوات) يعني أرضنا وسماؤنا التي نعرفها قد بدلتا بغيرهما.
] فما دليل أخي الواحدي على أن بقاء السماوات والأرض مؤقة محدود بعد ذلك؟
لعل أخي أبا العلياء يجد جوابا للاشكالين في كلام علمائنا في معرض ردهم على القائلين بفناء النار
والله أعلمُ
ـ[ابوالعلياءالواحدي]ــــــــ[22 - 06 - 09, 04:53 م]ـ
أحسن الله اليك يا ابا سلمى. العهد الذهني يمنع هذا التأويل، و انا أميل الى قول من يقول بأن هذا خرج على
ما اعتادته العرب في مخاطباتها عند ارادة التأبيد، فيقولون، لا افعله ما دامت السموات والارض، وما بل بحر صوفة
وما اختلف الليل والنهار وما تعاقب الملوان ... الخ
ـ[أبو سلمى رشيد]ــــــــ[23 - 06 - 09, 04:10 م]ـ
حفظ الله أبا العلياء
ـ[ابوالعلياءالواحدي]ــــــــ[23 - 06 - 09, 07:25 م]ـ
و حفظك ربي ورعاك يا أبا سلمى.
ـ[أبو سلمى رشيد]ــــــــ[23 - 06 - 09, 07:40 م]ـ
آمين
ـ[ابوالعلياءالواحدي]ــــــــ[23 - 06 - 09, 07:48 م]ـ
.... ويبقى الاشكال الثاني.فمن له؟
ـ[محمد عبد المنعم السلفي]ــــــــ[23 - 06 - 09, 08:00 م]ـ
قال الشيخ الشنقيطي رحمه الله
قوله تعالى: {قَالَ النَّارُ مَثْوَاكُمْ خَالِدِينَ فِيهَا إِلاّ مَا شَاءَ اللهُ}
هذه الآية الكريمة يفهم منها كون عذاب أهل النار غير باق بقاء لا انقطاع له أبدا ونظيرها قوله تعالى: {فَأَمَّا الَّذِينَ شَقُوا فَفِي النَّارِ لَهُمْ فِيهَا زَفِيرٌ وَشَهِيقٌ, خَالِدِينَ فِيهَا مَا دَامَتِ السَّمَاوَاتُ وَالأَرْضُ إِلاّ مَا شَاءَ رَبُّك}، وقوله تعالى: {لابِثِينَ فِيهَا أَحْقَاباً}، وقد جاءت آيات تدل على أنّ عذابهم لا انقطاع له كقوله: {خَالِدِينَ فِيهَا أَبَداً}.
والجواب عن هذا من أوجه:
أحدها: أن قوله تعالى: {إِلاّ مَا شَاءَ اللهُ} معناه إلا من شاء الله عدم خلوده فيها من أهل الكبائر من الموحدين، وقد ثبت في الأحاديث الصحيحة أن بعض أهل النار يخرجون منها وهم أهل الكبائر من الموحدين، ونقل ابن جرير هذا القول عن قتادة والضحاك وأبي سنان وخالد بن معدان واختاره ابن جرير وغاية ما في هذا القول إطلاق ما ورد ونظيره في القرآن {فَانْكِحُوا مَا طَابَ لَكُمْ مِنَ النِّسَاءِ}.
الثاني: أن المدة التي استثناها الله هي المدة التي بين بعثهم من قبورهم واستقرارهم في مصيرهم قاله ابن جرير أيضا.
¥