ـ[ابوالعلياءالواحدي]ــــــــ[23 - 06 - 09, 11:52 م]ـ
قد والله قلبت كل ما امكنني من التفاسير فأعياني ان اجد فيها جوابا يحل هذا الاشكال ويزيل ذاك الالتباس حتى تملكني الياس وكاد ان يتهوكني الوسواس،ويشاء الباري أن تقع عيني على تفسير الامام محمد الشعراوي،و أنظر في تفسيره لهذه الآية فأجده رحمه الله قد قال فيها كلاما يسيرا حل به اشكالا عسيرا، ولا تسل عن تمايلي طربابحل هذه العويصة، بل ــ والله ــ لقد كاد الدمع يطفر من عيني فرحا بما قال هذا الامام الهمام، وحزنا على مصاب الامة فيه، فإنا لله وإنا اليه راجعون ..............
يقول الامام الشعراوي: (وكلمة «الخلود» تفيد المكث طويلاً؛ مكوثاً له ابتداء ولا نهاية له؛ وإذا أبِّد فهو تأكيد للخلود.
والذين شقوا إنما يدخلون النار؛ بدءاً من لحظة:
{يَوْمَ يَأْتِ لاَ تَكَلَّمُ نَفْسٌ إِلاَّ بِإِذْنِهِ} [هود: 105].
وهو عذاب لا نهاية له بالنسبة للكافرين.
وأما عذاب المسلم العاصي على ما ارتكب من آثام؛ فبدايته من لحظة انتهاء الحساب إلى أن تنتهي فترة عذابه المناسبة لمعاصيه؛ ويدخل الجنة من بعد ذلك.
ولهذا قال الحق سبحانه:
{إِلاَّ مَا شَآءَ رَبُّكَ} [هود: 107].
وهكذا ينقص الحق سبحانه الخلود في النار بالنسبة لأنصاف المؤمنين، فالحق سبحانه {فَعَّالٌ لِّمَا يُرِيدُ} [هود: 107] ولا يحكمه أي شيء.
وإياكم أن تظنوا أن قدر الله يحكمه؛ فالقدر فِعْلُه، ولا أحد يسأل الله سبحانه عمَّا يفعل؛ لأن ذات الله هي الفاعلة؛ فإن شاء سبحانه أن ينقص خلود مسلم عاصٍ في النار؛ فالنقص يكون في النهاية؛ وبذلك يتحقق أيضاً نقص خلوده في الجنة، لأنه لا يدخلها إلا بعد أن يستوفي عقابه.
وبهذا التصور ينتهي الإشكال الذي اختلف حوله مائة وخمسون عالماً ... )
يا الله. سبحانك أنت فهمتها عبدك هذا، فاللهم كما استاثرته بهذا الفهم والفتح من دون كثير من عبادك،فاجعل منزلته عندك في عليين واغفر له ولنا يوم الدين.
ـ[حسن بن الشيخ علي وَرْسمه]ــــــــ[24 - 06 - 09, 10:43 ص]ـ
جزاكم الله خيراً
أخي أبو العلياء عندي استشكال عن جواب الإشكال المفهوم من كلام الشيخ الشعراوي -رحمه الله-
وهو أن سياق الآية يدل على أن الخلود في حالة معينة، وهي التي وقع الاستثناء فيها
فقوله" ففي الجنة خالدين فيها إلا ما شاء الله " فقوله " خالدين " حال والمعنى أنهم خالدون في الجنة
وهذا بعد دخولها، والاستثناء يقع على هذا لأنه منطوق وسياق الآية، فكيف نحمل الاسثناء على ما قبل دخول الجنة؟
ـ[ابوالعلياءالواحدي]ــــــــ[24 - 06 - 09, 12:56 م]ـ
سلمك الله أخي ... الاستثناء واقع على زمن الخلود لا على الخلود،
ـ[حسن بن الشيخ علي وَرْسمه]ــــــــ[24 - 06 - 09, 07:46 م]ـ
بارك الله فيك ما أزلت الإشكال، أليس الخلود هو نفس الزمان، وبناء عليه فالتفريق ليس بظاهر
ـ[ابوالعلياءالواحدي]ــــــــ[24 - 06 - 09, 10:26 م]ـ
لا تتعجل بارك الله فيك، هناك "المخلدون" وهناك"مدة خلودهم" فالاشكال يحدث إذا جعلنا الاستثناء واردا على "المخلدين" أما إذا جعلناه واردا على "مدة الخلود" فلا إشكال، لأن المعنى حينئذ أن اهل الجنة خالدين ما دامت السموات والارض، وذلك ابتداءمن فتح ابوابها الى ما شاء الله تعالى، ولكن هناك من اهلها من لا يدخل الجنة ابتداء فتلك المدة التي يقضيها في غير الجنة هي المستثناة.
ـ[ابوالعلياءالواحدي]ــــــــ[24 - 06 - 09, 11:32 م]ـ
وقد انقدح في نفسي جواب على هذا الاشكال، وما هو ــ والله ــ الا أثر من تأملي في كلامي الامام الشعراوي، فقد وقع في خلدي أن قول الحق تبارك الله وتعالى (الا ما شاء الله) فيه "سر " الربوبية الذي لا يدرك كنهه ولا يقدر قدره الا العارفون الخلص بالله تعالى، ذاك السرالالهي المقتبس من رهبوت العظيم القادر وجبروته، فكل المخلوقات تحت مشيئته وقهره، عذب من عذب وليس لهم بظالم، ونعم من نعم بمحض الجود والفضل والكرم، وإن كنت في شك من هذا، أو لم يبلغ مدى ذهنك هذا، فتأمل أدب عيسى بن مريم مع ربه إذ يقول: (إن تعذبهم فإنهم عبادك وإن تغفر لهم فإنك انت العزيز الحكيم) مع ما أعلمه ربه في الدنيا من أنه لا يغفر شركا، ولكنه في هذا المقام يكل الامر والمشيئة لمولاه الذي لا يجب عليه حق الا ما اوجبه على نفسه، (قل فمن يملك من الله
¥