ـ[ابوالعلياءالواحدي]ــــــــ[05 - 07 - 09, 03:19 م]ـ
جزاك الله خيرا. قد والله عجبت مما عجبت منه، نعم قد قرأت ما قاله أصحاب التفاسير التي ذكرتها، ولكنني لم افهم منها ما قاله الشيخ الشعراوي، حتى إذا كتبت الذي كتبت،وكنت ابحث عن تفسير آية فقرأث ثانية ما قاله الطبري في تلك الاية فعجبت لنفسي كيف غاب عني فهم كلامه ـــ فكأنني والله ما قرأته الا تلك الساعة ـ وازداد عجبي وانا اقرأ أقوال غيره، وكنت اهتبل الفرصة لأنبه على وهمي هذا ولكنك سبقتني اليه ــ زادك الله علما ــ ولعل حبي للشيخ الشعراوي رحمه الله جعلني أفهم من كلامه ما لا افهم من كلام غيره واستغفر الله لا رب سواه.
وأما سؤالك حفظك الله عما جاء في الكلام الذي أوقع به مشاركاتي، فإنه لا يخفى عليك ان قضاء الله سابق لفعله وخلقه، فقد قضى أن يخلق الارض والسموات وسائر المخلوقات ثم أخرجها الى الوجود على الترتيب الذي ذكره سبحانه وتعالى، بل وخلق الحسنات والسيئات، والطاعات والمعاصي قبل ان يخلق اهلها.
وأما عبارة (أدخلهم النار قبل أن يعصوه) فما أدري وجه انكارك لها، وما منا من احد الا وقد علم مقعده من الجنة او من النار،وليس احد يدري في اي القبضتين من قبضتي الرحمن كان يوم قال: هؤلاء في الجنة ولا ابالي وهؤلاء في النار ولا ابالي.قد سبق الكتاب بذلك ولا يهلك على الله الا هالك، نسأل الله عافيته وعفوه.
هذه اشارات تزيل الاشكال ومثلك اكتفى بالاشارة،فإن كان مني قصور في العبارة، فأعلمنيه أصر اليه.والله الموفق لا اله غيره.
ـ[عبد الوهاب الأثري]ــــــــ[07 - 07 - 09, 04:20 م]ـ
قولك حفظك الله في نهاية مشاركتك:
فإن كان مني قصور في العبارة، فأعلمنيه أصر اليه. والله الموفق لا اله غيره.
أقول: ما أجمل هذه الكلمة. أسأل الله أن يعلمنا الحق, ويوفقنا لاتباعه. آمين آمين.
قولك حفظك الله:
فإنه لا يخفى عليك ان قضاء الله سابق لفعله وخلقه ...
لو كان (سبق قضائه لفعله) غير خافٍ علي, لما سألتك عنه.
وقولك حفظك الله في الجواب: "سابق لفعله وخلقه"
اتضح لي من جوابك أنك لا تريد عموم فعله, بل أطلقت لفظا عاما (فعله) وأردت بعض أفراده (خلقه) , فهو عام مراد به الخصوص, فكأني فهمت من جوابك أنك أردت من قولك: "سبق قضاؤه فعله" أي سبق قضاؤه خلقه.
فهذا وإن كان قد يصح على بعض معاني القضاء (فهو من الألفاظ التي لها عدة معان) , لكن قد يشكل لأن إطلاق لفظ القضاء كثيرا ما ينصرف إلى ما يرادف القدر, وإذا كان القضاء بهذا المعنى يكون القضاء متضمنا وشاملا للخلق وليس سابقا له, وفي هذا يقول ابن القيم في شفاء العليل: الباب الثالث عشر في ذكر المرتبة الرابعة من مراتب القضاء والقدر وهي مرتبة خلق الله سبحانه الأعمال وتكوينه وإيجاده لها, وهذا أمر متفق عليه بين الرسل صلى الله تعالى عليهم وسلم, وعليه اتفقت الكتب الإلهية والفطر والعقول والاعتبار. انتهى.
والحاصل أن هذه العبارة شبيهة ببعض الألفاظ التي ربما احتوت على معنى صحيح, ولكن قد يُنهى عنها, لما فيها من الإجمال, أو الإطلاق الذي لا يصح. وكل خير في اتباع هدي الكتاب والسنة في ذلك, فقد جاء لفظ التسبيح والتحميد فيهما في مواطن كثيرة جدا, ومع ذلك لم نجد مثل هذه العبارة.
وقولك حفظك الله:
بل وخلق الحسنات والسيئات، والطاعات والمعاصي قبل ان يخلق اهلها.
أقول: من قال: إن الله خلق الطاعات والمعاصي قبل أن يخلق أهلها؟!!
الطاعات والمعاصي أعمال لا تقوم إلا بعامل, هل رأيت صلاة بلا مصل وصياما بلا صائم وحجا بلا حاج, هذا لا يمكن وهل رأيت سرقة بلا سارق ....
فالطاعة لا تكون إلا بعد خلق من تقوم به من العباد, وكذلك المعصية. وما ظننتك تطلق مثل هذه العبارة, اللهم أن يكون ذلك سبق قلم منك, ثم ما علاقة هذا بسبق قضائه لفعله؟
وقولك حفظك الله:
وأما عبارة (أدخلهم النار قبل أن يعصوه) فما أدري وجه انكارك لها
وجه إنكاري لها أنها معارضة لقوله تعالى: "وما كنا معذبين حتى نبعث رسولا", قال ابن جرير: حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة، قوله (وما كنا معذبين حتى نبعث رسولا): إن الله تبارك وتعالى ليس يعذب أحدا حتى يسبق إليه من الله خبرا، أو يأتيه من الله بينة، وليس معذبا أحدا إلا بذنبه. انتهى.
وقولك حفظك الله:
¥