[من أبطال المسلمين في بلاد الشام في القرن السابع: " السابق شاهين " مرعب الإفرنج رحمه الله]
ـ[أبو معاوية البيروتي]ــــــــ[24 - 12 - 10, 02:34 م]ـ
من أبطال المسلمين في بلاد الشام في القرن السابع: " السابق شاهين " مرعب الإفرنج
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد، وعلى آله وأصحابه أجمعين، ومن اهتدى بهداه إلى يوم الدين.
أما بعد، قال الذهبي في " معجم شيوخه " (ص 541 / ط. دار الكتب العلمية): سمعت محمد بن علي بن سليمان الرقي (ت 707 هـ) يقول:
مضيت إلى بانياس أيام الناصر يوسف، وكان واليها ابن برق، فأكرمني، فقلت: أريد أتفرّج - وكان الفرنج إذ ذاك يتخطفون الناس لانحلال الدولة – فقال: نبعث معك جماعة، فبعث معي جماعة، فركبت فرساً وخرجت معهم، فتقدموا قدامي وبقي يسايرني رجل منهم، فأجريت ذكر الفرنج وقلت: عندكم هذا " السابق شاهين "؟ بلغني أنه ينكي في الفرنج، إيش هو هذا؟ فقال: أنا السابق! فعجبت من ذلك، فحدّثني أشياء جرت له، قال:
كان إفرنجي يؤذي الناس، فكمنتُ له مرة في مضيق عند باب بيروت، فمرّ بي على حصان، فطفرت (!) صرت خلفه وقمطته بيدي، فهمز فرسه وكان على تلٍّ عالٍ تحته البحر، فطفق بنا الحصان إلى البحر، فقتلته في الماء وخرجت بالحصان وجئتُ به.
ومرة احتجنا إلى خبز أنا وأصحابي وطلعتُ إلى قرية بعد المغرب، فدخلتُ بيتاً وإذا صبي في سرير فأجليتُ خلفه، فلما ذهب هويّ من الليل بكى الصغير وألحّ، فقالت أمه: (يا سابق شاهين خذه!) تفزعه بذلك، فقلتُ في الحال: هاتيه! فارتعدت وكادت يُغشى عليها، فقلت: أريد خبزاً، فقامت وأحضرت خبزاً كثيراً ومواكيل وقالت: يا سيدي، أنا أكون أبعث لكم وأنت لا تجيء! اهـ.
قال أبو معاوية البيروتي: وكانت سلطنة الملك الناصر يوسف من سنة 634 هـ حتى سنة 659 هـ،
ولم أعثر على مصدرٍ آخر يترجم للسابق شاهين إلا مصدراً ذُكِرَ فيه مقتله، واستفدنا منه أيضاً أنه كان غلاماً للسلطان بيبرس، وأنه خلّف ذرية في بلاد الشام، قال النويري (ت 733 هـ) في " نهاية الأرب في فنون الأدب ": وفي شهر رمضان (سنة 665 هـ) وصل رسل صور وسألوا استمرار الهدنة فقال السلطان: " أنا ما فعلت ما فعلت إلا لأنكم قتلتم السابق شاهين غلامي، وإذا قمتم بديته استمرت الهدنة ". وأحضر أولاد السابق شاهين فقرر ديته خمسة ألف دينار صورية، أحضر الرسل نصفها وجماعة من المغاربة واستمهلوا بالبقية، وقال السلطان: " تبنين وهدنين وبلادهما بلاد أخذتهما بسيفي فصارت للإسلام فاستقرت للمسلمين ". وأُجيبوا إلى الصلح وكتبت الهدنة لمدة عشر سنين. اهـ.
ولعلّه يُطبَع لاحقاً كتب تُلقي الضوء أكثر على سيرة المجاهد " السابق شاهين " رحمه الله.
ـ[أبو الطيب أحمد بن طراد]ــــــــ[24 - 12 - 10, 03:14 م]ـ
رحم الله السابق شاهين، وبارك اللهم في أبي معاوية
ـ[أبوعابد الأثري]ــــــــ[24 - 12 - 10, 04:26 م]ـ
من أبطال المسلمين في بلاد الشام في القرن السابع: " السابق شاهين " مرعب الإفرنج
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد، وعلى آله وأصحابه أجمعين، ومن اهتدى بهداه إلى يوم الدين.
أما بعد،< font size="5"> قال الذهبي في " معجم شيوخه " (ص 541 / ط. دار الكتب العلمية) ومرة احتجنا إلى خبز أنا وأصحابي وطلعتُ إلى قرية بعد المغرب، فدخلتُ بيتاً وإذا صبي في سرير فأجليتُ خلفه، فلما ذهب هويّ من الليل بكى الصغير وألحّ، فقالت أمه: (يا سابق شاهين خذه!) تفزعه بذلك، فقلتُ في الحال: هاتيه!
ما اشبه هذا بسيرة مجاهد آخر من الشام ايضا: في الكامل في التاريخ احداث سنة 122 في هذه السنة قتل البطال، واسمه عبد الله أبو الحسين الأنطاكي، في جماعة من المسلمين ببلاد الروم، وقيل: سنة ثلاث وعشرين ومائة، وكان كثير الغزاة إلى الروم والإغارة على بلادهم، وله عندهم ذكر عظيم وخوف شديد. حكي أنه دخل بلادهم في بعض غزاته هو وأصحابه، فدخل قرية لهم ليلا وامرأة تقول لصغير لها يبكي: تسكت وإلا سلمتك إلى البطال! ثم رفعته بيدها وقالت: خذه يا بطال! فتناوله من يدها.