جوابك: عن عمر، رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن موسى عليه السلام قال: يا رب أرني أبانا آدم الذي أخرجنا ونفسه من الجنة فأراه آدم عليه السلام فقال له: أنت آدم؟ قال: نعم، قال: أنت الذي نفخ الله فيك من روحه وعلمك الأسماء كلها، وأمر الملائكة فسجدوا لك؟ قال: نعم، قال: فما حملك على أن أخرجتنا ونفسك من الجنة، فقال له آدم: ومن أنت؟ قال: موسى قال: أنت موسى نبي بني إسرائيل الذي كلمك الله عز وجل من وراء حجاب، ولم يجعل بينك وبينه رسولا من خلقه؟ قال: نعم، قال: فما وجدت في كتاب الله عز وجل أن ذلك كائن قبل أن أخلق؟ قال: نعم، قال: فبم تلومني في شيء سبق من الله عز وجل فيه القضاء قبلي» قال رسول الله صلى الله عليه وسلم «فحج آدم موسى عليهما السلام»
قال أبو سليمان حمد بن محمد بن إبراهيم الخطابي رحمه الله: معناه الإخبار عن تقدم علم الله بما يكون من أفعال العباد وأكسابهم وصدورها عن تقدير منه وخلق لها، خيرها وشرها، والقدر اسم لما صدر مقدرا عن فعل القادر، يقال: قدرت الشيء وقدرت - خفيفة وثقيلة - بمعنى واحد، والقضاء في هذا معناه الخلق، كقوله تعالى: فقضاهن سبع سموات في يومين أي: خلقهن.
ــ حديث (إن الله كتب السيئات و الحسنات ..... )
ــ حديث (كتب على ابن آدم حظه من الزنا، أدرك ذلك لا محالة ... )
ــ لما استأذن ابوهريرة النبي صلى الله عليه وسلم في الاختصاء خشية الوقوع في الزنا قال له: (جف القلم بما أنت لاق،فاختص او ذر)
ـ قال يحيى بن سعيد رحمه الله تعالى: (ما زلت اسمع اصحابنا يقولون افعال العباد مخلوقة)
والآثار في هذا كثيرة.
و اما عبارة (أدخلهم النار قبل ان يعصوه) فمعناها أن علمه بكونهم من اهل النار قد سبق وجودهم، وما تنكر من ذلك يا اخي،فوالله لو أن الله عذب العباد جميعا لعذيهم وليس لهم بظالم، ثم اما أتاك نبأ غلام الخضر؟ ام تراك نسيت (إنهم لن يلدوا الا فاجرا كفارا)؟ أم تراك غافلا عن أن سورة اللهب قضى فيها الرب ما قضى وابو لهب وامرأته في صلب آدم؟
و اما اعتراضك بآية (وما كنا معذبين حتى نبعث رسولا) فنزع في غير غرض، وقدم، فالآية مسوقة لبيان عدل الله تعالى و قطع حجة المعاندين الذين قد يقولون يوم القيامة (لولا ارسلت الينا رسولا ... )
ـ[عبد الوهاب الأثري]ــــــــ[08 - 07 - 09, 12:34 ص]ـ
عن أبى أمامة رضي الله عنه قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- «أنا زعيم ببيت فى ربض الجنة لمن ترك المراء وإن كان محقا ... " رواه أبو داود بسند حسن.
ـ[ابوالعلياءالواحدي]ــــــــ[08 - 07 - 09, 02:46 ص]ـ
.... و بيت في أعلى الجنة لمن حسن خلقه)
ـ[إبراهيم الجزائري]ــــــــ[11 - 07 - 09, 02:00 ص]ـ
بارك الله فيكم
يا أبا العلياء أوصيك ونفسي بأنه إذا أشكل عليك شيء من القرآن وكثرت عليك منه الأقوال، فافزع إلى أئمة اللغة فإنهم مدققون محققون، وهاك حل ما استشكلتَ بأيسر مما جلبتَ وفقك الله.
قال الزجاج (معاني القرآن 3/ 79): "وقالوا قولا آخر ((إلا ما شاء ربك)) وهو لا يشاء أن يخرجهم منها، كما تقول أنا أفعل كذا وكذا إلا أن أشاء غير ذلك، ثم تقيم على ذلك الفعل وأنت قادر على غير ذلك؛ فتكون الفائدة من هذا الكلام أن لو شاء يخرجهم لقَدَر، ولكنه أعلمنا أنهم خالدون أبدا".
ـ[ابوالعلياءالواحدي]ــــــــ[11 - 07 - 09, 02:33 ص]ـ
يا ابراهيم قد حفظت وصاتك.ولكن ألا ترى ان هذا ان صلح مع اهل النار فإنه لا يصلح مع اهل الجنة فإن من خاف رنقا بعد صاف، كان كمن حاق به جور بعد انصاف.
ـ[إبراهيم الجزائري]ــــــــ[11 - 07 - 09, 03:08 ص]ـ
يا ابراهيم قد حفظت وصاتك.ولكن ألا ترى ان هذا ان صلح مع اهل النار فإنه لا يصلح مع اهل الجنة فإن من خاف رنقا بعد صاف، كان كمن حاق به جور بعد انصاف.
فتكون الفائدة من هذا الكلام أن لو شاء يخرجهم لقَدَر، ولكنه أعلمنا أنهم خالدون أبدا
في الآية معنى هو إظهار القدرة، ونفي الوجوب عليه سبحانه، وإلا فقد أخبر في المحكم أن أهل الجنة خالدون أبدا
ـ[ابوالعلياءالواحدي]ــــــــ[11 - 07 - 09, 03:15 ص]ـ
وقد انقدح في نفسي جواب على هذا الاشكال، وما هو ــ والله ــ الا أثر من تأملي في كلامي الامام الشعراوي، فقد وقع في خلدي أن قول الحق تبارك الله وتعالى (الا ما شاء الله) فيه "سر " الربوبية الذي لا يدرك كنهه ولا يقدر قدره الا العارفون الخلص بالله تعالى، ذاك السرالالهي المقتبس من رهبوت العظيم القادر وجبروته، فكل المخلوقات تحت مشيئته وقهره، عذب من عذب وليس لهم بظالم، ونعم من نعم بمحض الجود والفضل والكرم، وإن كنت في شك من هذا، أو لم يبلغ مدى ذهنك هذا، فتأمل أدب عيسى بن مريم مع ربه إذ يقول: (إن تعذبهم فإنهم عبادك وإن تغفر لهم فإنك انت العزيز الحكيم) مع ما أعلمه ربه في الدنيا من أنه لا يغفر شركا، ولكنه في هذا المقام يكل الامر والمشيئة لمولاه الذي لا يجب عليه حق الا ما اوجبه على نفسه، (قل فمن يملك من الله شيئا إن أراد أن يهلك المسيح ابن مريم وأمه ومن في الارض جميعا) فلا اعتراض عليه بشيء من خلقه فالخلق خلقه والجنة حنته والنار ناره والقدر بقدرته، لا يسأل عما يفعل جل شأنه وتعالى جده.
فإذا أراد الله أن يخرج أهل النار كلهم جميعا من النار لم يكن للعبيد الا التسليم والاذعان، أليس هو الفعال لما يريد؟
الا تراني ـ يا رعاك الله ـ قد ذكرت هذا المعنى في مداخلتي هذه.؟
¥