تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

وكان يشعر كل واحد من المحيطين به أن له فائدة كبيرة، وأن وجوده مهم لمسيرة الدعوة، ومن أبرز صفاته يرحمه الله أنه كان يلقى الناس بوجه طلق، وأنه كان يحقق قول الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم: "تبسمك في وجه أخيك صدقة". لقد كان حريصًا على إخوانه، شغوفًا بمعرفة كل جوانب حياتهم ومعارفهم وأخلاقهم وإنتاجهم العلمي وبحوثهم وكتبهم وآرائهم.

مكانته عند العلماء

كانت للشيخ مكانته العلمية عند سائر الجمعيات الدينية والهيئات العلمية في مصر، أما مكانته خارج البلاد فقد كان رحمه الله صاحب مكانة خاصة عند الشيخ عبدالرزاق عفيفي رئيس جماعة أنصار السنة المحمدية الأسبق، ونائب رئيس لجنة الفتوى بالسعودية، وكان بينهما مراسلات كثيرة، كما كان له المكانة اللائقة به ولجماعته عند أصحاب الفضيلة الشيوخ: ابن باز وابن عثيمين وابن حميد والسبيل والفوزان وغيرهم من علماء المسلمين ودعاتهم.

السبق العلمي

كان للشيخ رحمه الله سبق شهد له به الذين عرفوه عن قرب في استنباطاته من النصوص الشرعية، عن علم وبصيرة نافذة، وعن ذلك يقول الشيخ "محمد عاطف التاجوري":

"منذ ما يقرب من عشرين عامًا، عندما كنت مع الشيخ "صفوت الشوادفي" رحمه الله تعالى في مدينة "الرياض" بالمملكة العربية السعودية، وقد سأله سائل عن الشيخ "محمد صفوت نور الدين" رحمه الله تعالى وعن علاقته به، فقال له هذه الكلمة التي مازلت أتذكرها في العديد من المواقف: "سبقنا علمًا وفهمًا". هكذا كانت كلمة الشيخ "صفوت الشوادفي" رحمه الله، وهو المعروف بكلماته القصيرة المعبرة عن شيخه الشيخ "محمد صفوت نور الدين" رحمه الله عز وجل، وهي تعبر عن السبق العلمي والفقهي الذي كان عليه شيخنا الشيخ "محمد صفوت نور الدين" رحمه الله رحمة واسعة، وهذا ما كان يلمسه منه ويعرفه عنه كل المحيطين به، وكل تلاميذه، من استنباطاته الواسعة من النصوص الشرعية، وبالرغم من سماعنا للنص القرآني أو النبوي العديد من المرات وقراءتنا عنه في العديد من الكتب، إلا أننا كنا نسمع من شيخنا الجليل رحمه الله عز وجل شروحًا جديدة واستنباطات لم نسمعها أو نقرأ عنها من قبل. لم يكن شيخنا الفاضل رحمه الله هو الوحيد الذي حاز هذه الفضيلة، ولكنه كغيره من علماء الإسلام في جميع العصور، كانوا على هذه الفضيلة، وكم كنا نقرأ ونعجب من استنباطات شيوخ أهل السنة والوجوه التي يخرجون بها من تدبرهم للنصوص الشرعية؛ حتى إن النص القصير من النصوص الشرعية ـ سواء كانت قرآنية أم نبوية ـ يستخرجون منه الفوائد التي تزيد أحيانا على مئة فائدة. هذا هو السبق العلمي المطلوب في أيامنا، وقبل ذلك وبعد ذلك، وقد تكون هذه الكلمة غير مستعملة إلا في العلوم المادية فقط، أو هكذا اعتدنا، ولكنها في العلوم الشرعية والأمور الدينية أكثر طلبًا، وأكثر إلحاحًا، ففي العلوم الشرعية حياة القلوب".

تراث الشيخ

كان الشيخ صفوت نور الدين لا يكاد يستريح، ولا يغلق بابه أو هاتفه دون أحد يلتمس منه النصح أو السؤال في مسألة، وربما تأتيه الفتاوى وهو على الطعام فيتركه من أجل قضاء حاجة السائل.

ولم يتحفنا الشيخ بمصنفات في فروع العلم؛ وذلك لأسباب، من أهمها: أن الشيخ كان متواضعاً ويرى أنه ليس أهلا لذلك!! لكنه بالرغم من تواضعه الشديد وعزوفه عن وضع أي مصنف فقد ترك لنا تراثاً ضخماً من مقالاته وأبحاثه في مجلة التوحيد من خلال الافتتاحيات وباب السنة، مع كم هائل من خطبه ومحاضراته التي طاف بها شتى بقاع الأرض.

وللشيخ عدة أبحاث قليلة المبنى عظيمة المعنى، كرسالة "موقف أهل الإيمان من صفات عباد الرحمن" وأخرى بعنوان "التربية بين الأصالة والتجديد" وأيضا "المسجد الأقصى ودعوة الرسل" وغير ذلك.

وفاته

وفي يوم الجمعة 13 رجب 1423هـ (الموافق 20/ 9/2002م) توفي الشيخ بعد صلاة الجمعة في المسجد الحرام بمكة، وصلي عليه في المسجد الحرام بعد صلاة المغرب، ودفن في مقابر مكة، بعد حياة حافلة بالجهاد والدعوة في سبيل الله، بغير كلل ولا ملل، ومن بشائر حسن الخاتمة: أن الله قبضه إليه يوم الجمعة بعد أن أدى عمرة قبلها بيوم أو يومين.

(نقلا عن موقع لها أون لاين)

ـ[عاصم بن صفوت الشوادفى]ــــــــ[04 - 07 - 08, 04:00 م]ـ

جزاكم الله خيراً على هذا الموضوع الطيب ...

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير