* وهكذا الشيخ لم يستجد أحدا قط، ولم يطلب من أحد مالا ولا نوالا، فإذا قارنا بحال كثير ممن هو دون الشيخ مكانة وعلما بمراحل؛ عرفنا مزيد فضل الشيخ، وبقي شيخنا على هذا حتى انتقل إلى الدار الآخرة.
* وكان الشيخ يفتي على مذهب ابن تيمية في طلاق الثلاث، وسأله أخونا الشيخ نور الدين طالب: هل ذلك تقليد منه لابن تيمية أم ماذا؟ فأجابه الشيخ: بل ذلك بعد البحث والنظر في الأدلة.
* سألني الشيخ مرة: ما هو مذهبك الفقهي؟ فقلت: حنبلي، فقال: جيد، أنا أحب المذهب الحنبلي وكذا الشافعي لوفرة الدليل فيهما.
* سمعت الشيخ يؤثر من بين كتبه كتابين: معجم قواعد اللغة العربية، وترجمة الإمام أحمد بن حنبل.
* سمعت الشيخ يقول: كنت لما ألفت معجم النحو أخذت مادته من كتب المتأخرين، مثل السيوطي وغيره، ثم رأيت الأولى إرجاع اللغة إلى طريقة وكتب المتقدمين، كسيبويه، وعليها ألفت معجم القواعد.
* كان الشيخ شديد الوفاء لأصحابه ومن يحبهم، فحدثني الأخ نور الدين طالب أنه لما توفي الشيخ ناجي الطنطاوي (شقيق الشيخ علي) لم يحضر جنازته في دوما إلا نفر قليل، ولم يكن فيهم من المشايخ غير الشيخ الدقر، وخرج إلى المقبرة رغم كبر سنه.
ولما زرته سنة وفاة العلماء 1420 وعزيته بالمشايخ ابن باز، والألباني، والطنطاوي، وغيرهم، أطاب الثناء عليهم، ولا سيما في تمسكهم بالسُنّة، وترحم عليهم وتأسف لفقدهم.
* أخبرني الشيخ بأنه كان يذهب كثيرا مع بعض أهل الفضل للتنزه في بساتين بلدة مسرابا في غوطة دمشق، وكان لهم هناك مجلس علمي وأدبي لهم.
* سألت الشيخ الدقر عدة مرات عند قراءة المسلسلات عليه: هل تذكر اسم الشيخ الذي تلقى عنه شيخكم بدر الدين المسلسلات؟ فقال: لا.
قلت: حدثني الأخ الشيخ صالح العصيمي أنه سأل الشيخ الدقر في رحلتين مختلفتين له عن هذا الأمر، فقال لا أذكر اسمه، إلا أن هذا الشيخ له تفسير بالحروف المهملة، قال العصيمي: فيكون هو الشيخ محمود نسيب الحمزاوي، إذ أنه هو المعروف بهذا التفسير.
* وأذكر بعض من أجازه الشيخ الدقر من الشيوخ وطلبة العلم: عبد الله بن عبد العزيز العقيل، عبد القادر الأرناؤوط، عبد العزيز بن إبراهيم بن قاسم، وعبد الله بن حمود التويجري، وسعد الحميد، وصالح آل الشيخ، وحسين آل الشيخ، وعبد الله السعد، وعادل الكلباني، وسلمان العودة، وعبد الرحمن الفريوائي، وخالد الدريس، ومحمد الخضيري، وعبد الله العبيد، وسليمان الحرش، ونور الدين طالب، وعمر الحفيان، وعبد الوهاب الزيد، وعبد الله ناجي المخلافي، وصالح العصيمي، وعبد الهادي البستاني، ورياض السعيد، وزهران علوش، وعبد الباري وعبد الأول ابنا حماد الأنصاري، وعبد الله بن حسين ديرشة الصومالي، وشادي الشبلي، وخالد الديل، ومسعود المبارك، وعبد الله بن محمد الشمراني، وهشام السعيد، وعبد المغيث الغماري، وأنس بن عبد الرحمن العقيل، وإمام علي، وأيمن ذوالغنى، وعامر السلهام، وسامي السلامة، وأحمد عاصم، وأخوه صلاح الدين، وسلطان الطبيشي، وعبد المجيد الوهيبي، وعبد المحسن الفريوائي، وفواز الجهني، ومراد ورائد حفيدي عبد الرحمن بن أبي بكر الملا، وعبد المجيد الوهيبي، ومنذر محمود، بدر العتيبي، وغيرهم كثير، وإنما ذكرت بعض من علمت أو شاهدت إجازته بنفسي، وإلا فالآخذين من الشيخ لا يُحصون، صغارا وكبارا.
مرض الشيخ ووفاته:
كان الشيخ مصابا بمرض القلب، إضافة لكبر السن، ومع ذلك فقد كان نشيطا يبكر لصلاة الجماعة مشيا على الأقدام، وكان وجهه آخر عمره نضرا كأنه قطعة من النور بشهادة من يعرفه، ولما زرته مع الشيخ عبد العزيز بن قاسم في ذي القعدة 1422 كان في صحة جيدة، إلا أن سمعه قد ثقل قليلا.
وبقي شيخنا على نشاطه مع أمراض متفاوتة، حتى أتينا لزيارته مرة أخرى في رجب 1423 ولما أردنا زيارته بلغنا أنه قد وقع وأصيب بنزيف في الرأس، وأنه أدخل العناية المركزة في مستشفى الشامي، وزرناه هناك لنسمع أنه وقع مرتين في المستشفى وأصيب بنزيف داخلي وتقيح داخلي، فزرناه بعد ذلك في بيته مع الشيخ ابن قاسم، والأخ الشيخ نور الدين طالب، والأخ الشيخ عبد الله بن حسين الصومالي، وكانت حالة الشيخ سيئة جدا، وكان منظره وهو طريح الفراش؛ وشبه فاقد للذاكرة؛ يوحي بأنه يحتضر، وتأثرنا لذلك كثيرا.
¥