ثم زرته في منتصف شعبان لأودعه، وإذا بي أتفاجأ بالشيخ يقوم بنفسه ويستقبلني في مجلس الضيوف، ويتداول الحديث وهو في صحته التي عرفته بها قديما! وفرحت بذلك جدا، واتصلت بالشيخ ابن قاسم في الرياض وأخبرته، فقال: سبحان من يحيي العظام وهي رميم!
ثم زاره أخي الشيخ عبد الله الصومالي يوم 17 شعبان، وأخبرني بأن الشيخ صحته طيبة، وحالته مستقرة، وقد كتب إجازة يومها، وهذا آخر خبري بالشيخ رحمه الله، إلى أن وصلني خبر وفاته يوم الخميس 15/شوال / 1423 هـ فرحم الله الشيخ، وأسكنه فسيح جناته.
جنازة الشيخ وما حصل فيها:
اتصلتُ هاتفيا بأحد الإخوة طلبة العلم المقربين من الشيخ، فأفادني بما يلي:
(صُلي على الشيخ قُرب بيته في جامع الحَمْد في حي المهاجرين سفح قاسيون بدمشق، وامتلأ الجامع وازدحم بالمصلين داخله وخارجه، وحضر أغلب مشايخ دمشق، على رأسهم محدّثها الشيخ عبد القادر الأرناؤوط، وكبير القراء الشيخ بكري الطرابيشي، وهما من أقرب الناس للشيخ منزلة ونهجا - فثلاثتهم سلفيون - وغيرهما من المشايخ.
وقام أحد أقرباء الشيخ - ممن يخالف منهجه - بأمر الجنازة، وأساء للفقيد بأن وضع جنازته أمام المصلين لصلاة الجمعة، واعترض كثير من المشايخ مثل الشيخ الأرناؤوط، إضافة لكثير من الحاضرين، لأن ذلك مخالف للشرع، بل الفقيد نفسه كان ينهى عن ذلك، ولكن أمضى القريب المذكور الأمر بخلاف الشرع، وخلاف المعترضين، وخلاف ما كان عليه الشيخ، ولا حول ولا قوة إلا بالله!
ثم قدّم المذكور ثلاثة مشايخ لتأبين الفقيد، وهم محمد عوض، ومحمد كريّم راجح، وعبد العزيز الرفاعي الحوراني، وأثنوا على شيخهم، وكانت كلمة الشيخ كريّم مميزة.
وكان كلٌ من الشيخين الأرناؤوط والطرابيشي قد أعدّ كلمة ضافية لرثاء الفقيد، إلا أن قريب الشيخ المذكور لم يدع لهما مجالا، وأنهى الكلمات، رغم وجود عدد من المشايخ القريبين للشيخ الذين أرادوا الحديث عنه كما هي العادة في مثل هذا الأمر.
ونتيجة لما سبق فقد حصل استياء من كثير من طلبة العلم في دمشق، ولا سيما ممن كانوا على مشرب الشيخ رحمه الله.
ثم مضت الجنازة، وكان التشييع بالسيارات، وتم الدفن سريعا بمقبرة باب الصغير، تلك المقبرة القديمة، التي تضم رفات جماعة من الصحابة وعلماء الإسلام على مدى الدهر، لتضم بين جنباتها شيخ الشام، ومسندها، وشيخ اللغة في زماننا، العلامة عبد الغني الدقر.
وكان العزاء في مقر الجمعية الغراء، تلك الجمعية التي أسسها أبوه، وتولاها ابنه الشيخ أحمد، ثم قام بها الشيخ مدة طويلة، وتخرجت على يديه طبقات من الطلاب، إلى أن توفي) ا. هـ بمعناه.
فرحم الله الشيخ رحمة واسعة، وأردد ما قاله تلميذ الفقيد، الشيخ أديب الصالح لما سمع بوفاته: "أخلف الله على المسلمين من أمثاله، وأسكنه جنته".< p align=left> كتبه أفقر العباد: محمد زياد بن عمر تكلة، الرياض، يوم الجمعة 16 شوال 1423 مع الاعتذار لحال الموقف، حامدا مصليا مسلما.
ـ[ abouosama1] ــــــــ[21 - 12 - 02, 04:12 م]ـ
إنا لله وإنا إليه راجعون وأخلف الله علينا بمثله وأعظم لنا الأجر بفقده
وشكرا للأخ الكريم الذي أدرج هذه الترجمة ولكن أحب أن أقول إنه غالى في بعض المسائل التي سمعت من شيخنا خلافها وجزاه الله كل خير على وفائه لشيخه فنحن في زمن كثر فيه العقوق وقل فيه الوفاء
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[21 - 12 - 02, 04:56 م]ـ
رحمه الله رحمة واسعة، وغفر له ورفع الله درجته في الجنة
تنبيه:
ما ورد في ترجمته السابقة من ذكر التأبين له، فهذه بدعة منكرة ’ لايجوز فعلها، ولم يكن النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه يفعلون ذلك بالأموات، وأما الثناء على الميت وكون المؤمنين شهود الله في الأرض، فلا يعنى هذا إلقاء مثل هذه الكلمات ونحوها، فالنبي صلى الله عليه وسلم يقول (أنتم شهود الله في الأرض)، عندما مر بجنازة فأثنوا عليها خيرا، ومرت جنازة فأثنوا عليها شرا، فالثناء لايكون بمثل هذه الطريقة المحدثة.
ـ[هيثم حمدان]ــــــــ[21 - 12 - 02, 07:17 م]ـ
إنّا لله وإنّا إليه اجعون.
رحمه الله وغفر له.
وعوداً حميداً أخي الكريم أحمد السبلي، فقد طالت غيبتكم عن الملتقى.
ـ[ابن وهب]ــــــــ[22 - 12 - 02, 01:37 ص]ـ
http://www.muslm.net/vbnu/showthread.php?s=&threadid=63250
ـ[أبو حازم المسالم]ــــــــ[23 - 12 - 02, 02:10 ص]ـ
سبحان الله .. ! لقد كان يوم الخميس الخامس عشر من شوال ذاك هو يوم عودتي من دمشق إلى المدينة النبوية بعد أن قضيت فيها قرابة الأسبوعين و لم أسلك سبيلا للشيخ قبل موته هذه الفترة لطول أملي و كثرة تسويفي.
هذا و قد عشت سنينا طوالا في دمشق و لم أكن أعلم فيها أنه على هذا الاعتقاد السني حتى قرأت هذه الترجمة له هذه اللحظات!
و إنما سمعت به ـ من قبل ـ من خلال كتاب (غنيمة العمر بأسانيد الشيخ عبد الغني الدقر) لنور الدين طالب في مكتبة الحرم المدني وذلك منذ أشهر قلائل فحسب!
فإنا لله و إنا إليه راجعون! و عظم الله أجرنا في موت هذا العالم الذي لم أستفد من معاصرته شيئا!!
و إنما أُُحمّل ناقلَ هذه الترجمة العذلَ و التقريع الشديد لإخفائه الأمر عني و عدم تقديمه النصح لي في ذلك وهو يعرفني أشد المعرفة .. !!
أسأل الله لي و له الهداية و الرشد .. و لا حول و لا قوة إلا بالله!