[العلامة الشيخ محمدسالم الهاشمي الشنقيطي حفظه الله.]
ـ[صقر بن حسن]ــــــــ[27 - 03 - 03, 05:21 م]ـ
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله.
وبعد
.
فمن المعلوم ما للعماء الراسخين من سابقة وفضيلة، وما لجهودهم من أثار عظيمة عليَّة.
فرحم الله من مات منهم وأجزل مثوبتهم، وثبت على الحق من بقي منهم وأعلى شأنهم.
وإن من بقية السلف في هذا العصر والأوان، ممن يُشار إليهم بالبنان، الذين فاقوا على حداثة سنهم جميع الأقران.
الإمام العلامة الشيخ (محمد سالم بن محمد علي بن عبدالودود الهاشمي الشنقيطي) حفظه الله تعالى.
فهو من بيت علم وشرف وسيادة.
فوالده علامة القطر الموريتاني الإمام العلامة الجهبذ محمدعلي بن عبدالودود رحمه الله تعالى، الذي كان من كبار العلماء وأئمة الدين، المتبحر في العلوم الشرعية والعقلية. وهو من ذرية الحسين بن علي بن أبي طالب رضي الله عنهما كما سمعت حفيده الشيخ محمد الحسن يذكر ذلك.
وهذه نبذة عنه بقلم ابن أخته شيخنا العلامة الحافظ (محمد الحسن الددو) حفظه الله يقول فيها:
(هو العلامة الشيخ محمد سالم بن محمد علي بن عبدالودود - الملقب عَدُود - الهاشمي ولد ببلاد (شنقيط) المسماة اليوم - موريتانيا - ودرَسَ فيها على والديه جميع العلوم الشرعية واللغوية حتى برَّز في جميعها على حداثة سنه.
وقد تولى الشيخ منصب القضاء نائبا لرئيس المحكمة الابتدائية، ثم نائبا لرئيس المحكمة العليا ورئيسا للغرفة الإسلامية فيها فترة طويلة، حاول خلالها جاهدا إلغاء القانون الوضعي في البلاد واستبداله بقانون شرعي حتى تم له بعض ذلك، ثم عُين الشيخ رئيسا للمحكمة العليا، ثم وزيرا للثقافة والتوجيه الإسلامي، ثم رئيسا للمجلس الإسلامي الأعلى وهو رئيسه إلى الآن.
والشيخ عضو في المجمع الفقهي لرابطة العالم الإسلامي، وفي المجمع الفقهي للمؤتمر الإسلامي، وفي المجلس العلمي للأزهر، وفي الأكاديمية المغربية، وللشيخ مؤلفات أكثرها منظومات .. ) أهـ
وله منظومة كبيرة جداً طبع جزء منها في بيان (مجمل اعتقاد السلف) كما هو واضح منها، يقول عنها الشيخ العلامة (محمد الحسن الددو) حفظه الله:
(فهذه منظومة محتوية على أهم مباحث العقيدة على مذهب السلف أهل السنة والجماعة، دون التعرض للخلافات، ينتفع بها إن شاء الله كل من حفظها من طلاب العلم ومعلميه، وهي محتوية على كثير من النصوص من القرآن والحديث عليها مدار العقائد، ويُلمح إليها في النظم تلميحا مليحا.
وهذه المنظومة مقدمة لنظم طويل اشتمل على (مائة ألف مسألة فقهية) على مذهب مالك وأهل المدينة في (بضعة عشر ألف بيت) من كامل الرجز، وخاتمة جامعة لأهم الآداب والأخلاق الإسلامية في (خمسمائة بيت).
وقد تضمن النظم - مختصر خليل، والجامع المنسوب إليه، مع زيادات كثيرة من الشروح وأمهات كتب المالكية – مع عدم التعصب، بل كثيرا ما يُشار فيه إلى تضعيف المذهب إذا عارضه حديث صحيح، والنظم في مجمله خال من العيوب الشعرية التي لا تخلوا منها المنظومات غالبا ... ) أهـ.
يقول الشيخ العلامة (محمد سالم عدود) حفظه الله في هذه المنظومة:
بالبدءِ باسمِ الله في التقديمِ ... و الوصفُ بالرحمنِ والرحيمِ
قال محمدٌ بسالم شُفِعْ ... نجلُ محمدٍّ بعَالٍ قد تُبِعْ
الهاشميُّ المنتمي بالأسِّ ... إلى المباركِ الذي للخُمسِ
ثم إلى يعقوبَ منها ينتَمي ... بالله ربي أعتزي وأحتمي
أحمدهُ جَلَّ كما ابتَداني ... بنِعَمٍ مَالي بها يدانِ
ويقول فيها:
وما نقولُ في صِفاتِ قُدسهِ ... فرعُ الذي نقولهُ في نَفسهِ
فإن يقُلْ جهميهُم كيفَ استوى ... كيفَ يجيْ فقل كيفَ هُوَا
لا فَرقَ بينَ ما سَميُّهُ يُعَدْ ... وصفاً لنا كعَلمٍ أوجُزءاً كَيَدْ
البابُ في الجميعِ واحدٌ فلا ... تكُن مُعطِّلا ولا مُمثِّلا
يأتي يجيْ يكشفُ عن ساقٍ يضعْ ... قَدَمَه ُ على جهنَّمَ يَسَعْ
بفضلهِ الخلقُ يَداهُ بالعطَا ... مبسوطتانِ كَيفَ شاءَ بَسَطا
كلتاهُمَا في يُمنِها يمينُ ... فهو بذا مِن خَلقِهِ يَبِينُ
يَرى ولا يَراهُ مِنا ذو بَصَر ... حتى يموتَ مثلَ ما جَا في الخَبَر
يَسمعُ يُبصرُ يُحبُّ يَعجبُ ... يَضحكُ يَرضى يَستجيبُ يَغضبُ
ويقول فيها:
يَغارُ أن يَزنِىَ عبدٌ أو أمهْ ... لهُ ويَستحْيِيْ على مَا أكرَمهْ
وليسَ يَستحيِي من الخلقِ ولا ... من ضَربِهِ ما كالبَعوُضِ مَثلا
وليسَ يأذنُ لشيءٍ أذَنَهْ ... إلى تِلاوةِ نَبِيٍّ حَسَنَهْ
ولخلوفُ فمِ ذِي الصومِ الزَّكِيْ ... أطيبُ عِندَهُ مِنَ المسكِ الذَّكِي
يَفعلُ ما يَشاءُ لا يُستكرَهُ ... وهُوَ بالِغٌ تعالى أمرَهُ
فما يَشَأ فِينا يَكُنْ لوْ لمْ نَشا ... ولا يَكونُ ما نَشا ما لم يَشا
ويقول فيها:
أسماؤه الحسنى على الصفاتِ ... دلَّتْ فَذلَّتْ أوجُهُ النُّفاةِ
فأثبِتوا من وَصفِهِ ما السَّلفُ ... أثبتَ وانفوا ما نَفى ثمَّ قِفوا
واجتنبوا الشِّركَ الجَليِّ والخَفي ... ولو بما فيهِ اختلافُ السَّلفِ
فأفرِدُوهُ جلَّ بالعبادهْ ... لا تُشركوا في نَوعِها عِبادهْ
فلا تُسَمُّوا ولداً عَبد علي ... أو تَنذِروا لصالحٍ أو لِولي
ولا تَمسُّوا قبراً اوْ تَمسَّحوا ... ولا تَطوفوا حولَهُ أو تَذبحوا
لا تَعبدوهُ بِسِوى ما قَد شَرعْ ... قد نتقرَّبُ بجلبِ ما نَفَعْ
أو دَفعِ ما ضَرَّ لِمخلوقٍ ولا ... نَبلغُ ذا مِنْ مَالكِ المُلكِ عَلا
وبِالرُّبوبيَّةِ وَحِّدُوهُ ... فهْوَ الذي تَعنو لهُ الوُجُوهُ
لا تجعلوا إذا دَعوتُم وَسطا ... بينكُمُ وبَينَهُ فهْوَ خَطا
ذّلِكَ والإيمانُ كُلٌ قدْ شَمَلْ ... عقْداً بِقلبٍ مَعَ قولٍ وَعَمَلْ
بِنيَّةٍ في سُنةٍ وبِالعَملْ ... زيادةٌ و نقصاً المِثلَ احتَمَل
-
¥