أولاً: أن تعلم أصول الفقه يبين المناهج والطرق التي يستطيع الفقيه عن طريقها استنباط الأحكام الفقهية للحوادث المتجددة، فأردت أن أتعلم ذلك لعلي أخدم الإسلام والمسلمين بسبب ذلك، وأرد على أعداء الإسلام القائلين: أن الإسلام غير صالح لكل زمان.
ثانياً: أن أئمة الفقه يختلفون في كثير من الأحكام الفقهية وكان من أسباب اختلافهم أن بعضهم تمسك بدليل لا يوافقه عليه الآخرون، فأردت أن أعرف ما هي الأدلة والأصول التي يتمسك بها هذه الإمام دون ذاك الإمام.
ثالثاً: أن تعلم أصول الفقه يجعل الإنسان يدعو إلى الله تعالى وإلى دينه، بناء على أسس ومناهج وطرق يستطيع بها إقناع الخصم بيسر وسهولة فأردت أن أتعلم هذه الطرق لأدعو إلى الله وإلى دينه على بصيرة بخلاف ما كان يفعله بعض الدعاة الذين لم يتعلموا أصول الفقه فإنهم لا يمكنهم معرفة الأدلة والمصالح والمفاسدة.
رابعاً: أن أصول الفقه يعلم الإنسان كيف يتأكد من الأخبار التي تصل إليه؟ وكيف يروي تلك الأخبار؟
خامساً: أن باب القياس من أهم أبواب أصول الفقه، حيث انه من أبواب تصميم الأحكام الفقهية، لذلك قال الإمام الشافعي: " من لم يعرف القياس فليس بفقيه "، وقال الإمام أحمد: " لا يستغني أحد عن القياس "، فلما تعمقت بهذا الباب وجدته يبين العلل التي من أجلها شرعت الأحكام كلها، وهذا يجعل المطلع على ذلك مؤمناً بالله إيماناً أقوى ممن لم يعرف العلل، حيث إنه يكون أخشى لله من غيره، كما قال تعالى: (إنما يخشى الله من عباده العلماء) وبسبب ذلك تعرف المقاصد الشرعية من هذه التكاليف.
سادساً: أن تعلم أصول الفقه، يجعل الإنسان يفهم دلالات الألفاظ من الكتاب والسنة، حيث لا يمكنه استنباط أي حكم من الكتاب أو السنة إلا إذا عرف هل دل هذه اللفظ على الحكم بدلالة النص أو عبارته، أو إشارته أو اقتضائه، وبالمنطوق، أو بالمفهوم و نحو ذلك مما ذكرته في كتبي.
سابعاً: أن أصول الفقه يعلم كل شخص يريد كتابة بحث أو كتاباً، لأن علم أصول الفقه قد جمع بين النقل والعقل، ومن تعمق فيه عرف طريقة إيراد المسألة وتصويرها، وكيفية الاستدلال عليها والاعتراض، والجواب عنه بأسلوب مبني على أسس ومناهج. كل ما سبق جعلني اختار هذه التخصص، ثم بعدما تعمقت فيه وجدته جامعاً لكل العلوم الشرعية، ومنظما لها، لذلك من تعمق فيه كفاه عن فيه من العلوم ولا أبالغ إذا قلت: إن علم أصول الفقه ينظم حياة الإنسان الشرعية والاجتماعية والسياسية، ونحو ذلك.
هلا وضحتم للقارئ العادي بأسلوب ميسر معنى أصول الفقه؟
-أصول الفقه هي معرفة أدلة الفقه إجمالاً، كيفية الاستفادة منها , وحال المستفيد.
أي معرفة أدلة الفقه المتفق عليها كالكتاب والسنة والاجماع والقياس، والمختلف فيها كالاستحسان، والاستصحاب، وسد الذرائع، وقول الصحابي، وشرع من قلبنا، والمصالح والمرسلة والعرف، والاستقراء، ويدخل في ذلك القواعد الكلية فإنها تسمى أدلة.
والمقصود من معرفة أدلة الفقه: معرفة الأدلة وأحوالها المتعلقة بها بالتفصيل من حيث إثباتها والرد على من نفى بعضها، ثم لابد أن يعرف كيف يعمل عند تعارض الأدلة، وكيف يرجح بعض الأدلة على بعض؟ ثم لابد أن يعرف من هو المجتهد؟ لأنه ليس كل من حفظ القرآن أو السنة يصلح أن يكون مجتهداً، بل اشترط العلماء شروطاً لا بد من توفرها فيمن يتولى الاجتهاد.
ما الفرق بين الفقيه والأصولي،وهل صحيح أن الثاني أوسع فقهاً من الأول؟
الأصولي يبحث عن أدلة الفقه الاجمالية بالتفصيل، فهو الذي يضع القواعد والمناهج والأسس التي يجب على الفقيه أخذها أو السير عليها وتطبيقها إذا أراد استخراج حكم شرعي من دليل تفصيلي، ولا يجوز له أن يخالفها، فلا بد أن يتقيد بها.
وأن مثل علم الأصول بالنسبة للفقه كمثل علم المنطق بالنسبة لسائر العلوم الفلسفية،فهو ميزان يضبط العقل ويمنعه من الخطأ في الفكر.
¥