تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

المنتسبين إلى العلم الذين الذين بدأوا يروجون مذهبه وينشرون عقيدته، فغرروا عوام المسلمين بذلك لماوجدنا داعياً إلى كتابة هذه الوقفات مع كتبه المليئة بشتم أعلام الأمة بكلام تقشعر منه جلود الذين يخشون ربهم. ولكن واجب النصيحة يقتضي وجوب بيان حال الرجل، ومن كتبه نفسها، وكما قيل: (من فمك أدنيك) وسنترك الحكم للقارئ الكريم.

ترجمة موجزة للشيخ محمد زاهد الكوثري وموقف العلماء منه

هو الشيخ محمد زاهد بن حسن بن علي بن خضوع بن باي بن قانيت بن قنصو الجركسي الكوثري، نسبة لقرية الكواثرة بضفة نهر شبز القوقاز (الكوثري وتعليقاته: ص67). ولد في قرية الحاج حسن أفندي من أعمال دوزجة بشرقي القسطنطينية في (27 أو 28 شوال سنة 1296ه) وتلقى مبادئ العلوم من شيوخ دوزجة وغادرها إلى القسطنطينية فتفقه في جامع الفاتح (معجم المؤلفين: 3/ 302)، ولما أراد الإتحاديون أن يحجّموا أمر الدروس الدينية وينقصوا منها عارضهم الكوثري وحذر منهم وألب عليهم، فعمل الإتحاديون على إبعاده إلى معهد فرعي وسط الأناضول ثم عاد الأستانة فعين أستاذاً في جامعة إستنبول ثم صار وكيلاً للمشيخة الإسلامية (محمد زاهد…مقال في مجلة الأزهر: س66ج6ص876، ومعجم المؤلفين:3/ 302) ن ووكالة المشيخة هذه نسهبا لنفسه كثيراً ونسبها له كذلك أبو زهرة في "تقدمة المقالات" ص (22)، وعمر كحالة في "معجم المؤلفين" (3/ 302) وغيرهما , ونفى عنه هذا اللقب الشيخ عبد الرزاق حمزة في "المقابلة"ص (129) وقال: إن الشيخ مصطفى صبري (جعله وكيلاً للدرس في معهد سليمان الشرعي، وقد استغل الكوثري هذا وجعل نفسه وكيلاً للمشيخة والفرق بينهما كبير جداً)، وهذا هو الصواب فقد قال الشيخ مصطفى صبري في "موقف العلم " (3/ 393): (أنا الذي اخترت فضيلته في عهد مشيختي وكيلاً للدرس).

وقد جابه الكوثري العلمانية في تركيا لما ظهرت دعوتهم وصدر الأمر باعتقاله، فهاجر بدينه منتقلاً بين دمشق والقاهرة حتى استقر في القاهرة (معجم المؤلفين:3/ 302). وقد أكرم أهل دمشق مثواه وإقامته فترة طويلة وفيها نشرت أوائل الكتب التي علق عليها، واستمر السيد القدسي ينشر كتبه (المقابلة: ص 129)، وقد اضطر السيد حسام الدين القدسي إلى إيقافه عن التصحيح والتعليق لما وقف على خياناته وجناياته على أئمة الدين، وذكر في مقدمة الإنتقاء أن في بعض تعليقاته: (يحاول الارتجال في التاريخ تعصباً واجتراءً) (الكوثري وتعليقاته: ص47 - 57).

وهاجم الكوثري في مصر علماء عصره بدافع التعصب لمذهبه الحنفي ولآراء أبي حنيفة- والإمام أبو حنيفة من هذا التعصب براء-، وقسا الكوثري في رده على مخالفيه وصال وجال في نقض كل ما يخالف مذهبه واعتقاده، ومن هؤلاء المعاصرين الذين صال عليهم: شيخي الأزهر عبد المجيد سليم ومحمد مصطفى المراغي وشيخ المحدثين أحمد شاكر وغيرهم (الأزهر: س66ج6ص877)، واشتهر عنه ذلك التعصب حتى لقب ب (مجنون أبي حنيفة) (المقابلة: ص142).

وفي تعاليقه وتحقيقاته يضعف من أراد ويوثق من أراد دون ضوابط أو قيود، وربما ارتجل الكذب صرح بذلك العلامة الشيخ سليمان الصنيع رحمه الله حيث قال-بعد حكاية مجلس ضمهما-: (الذين يظهر لي أن الرجل يرتجل الكذب) (انظر هامش طليعة التنكيل: ص257)، وأخطأ في تراجم كثيرة ولعل ذلك منشئوه حكمه على الرواة كما استظهره الأستاذ ضيف الله المناصير في رسالته " جهود الكوثري في علوم الحديث" ص (204 - 205) وذكر أنه وقف على ما يزيد على (250) راوٍ أخطأ فيهم أو وهم، كما نبه على أغلاطه وأخطائه في تعليقاته على "ذيول التذكرة" العلامة الشيخ أحمد رافع الطهطاوي في " التنبيه والإيقاظ"، وللعلامة الشيخ محمد العربي التباني الجزائري مؤلف سماه "تنبيه الباحث السري إلى ما في رسائل وتعاليق الكوثري" تعقبه فيه (حيث تحامل على الأئمة وأتباعهم من غير الحنفية) (تحذير العبقري:1/ 9)، وممن بيَّن تحامله وكشف نقمه على أهل الحديث الشيخ أحمد بن الغمّاري في كتاب له سماه "بيان تلبيس المفتري محمد زاهد الكوثري" وقال فيه ص (44) أن الأستاذ الكوثري (لم يشكر لغير الحنفية نعمة، ولم يرع لهم حرمة بل جعلهم غرضاً لطعنه)، يقول الشيخ الألباني: (لا يخفى أن التعصب المذهبي لم يحفل أحد به مثل الأستاذ زاهد الكوثري على الحقيقة منذ كتاب "التنكيل بما في تأنيب

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير