تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

الكوثري من الأباطيل" لذهبي العصر العلامة الشيخ عبد الرحمن بن يحي المعلمي رحمه الله.

ومن أقوال هذا المبتدع في التوسل: (لا بد لأهل السلوك والرشاد من التوسل والاستغاثة والاستمداد بأرواح الأجلة، والسادة الأمجاد، إذ هم المالك لأزمة الأمور في نيل ذلك المراد). اهـ

وذكر المعلمي في "طليعته" ص (9) أن الكوثري-بتعصبه هذا- أساء جداً حتى إلى الإمام أبي حنيفة رحمه الله ورضي عنه. ومع تعصب الكوثري لمذهبه ومغالاته فقد كان فيه انحراف في المعتقد وعدول عن منهج السلف، وانحياز إلى مذهب الجعد والجهم، وميول إلى الاعتزال. يقول الشيخ بكر أبو زيد في "براءة أهل السنة" ص (6): أن الكوثري (اجتمعت فيه أمراض متنوعة: من التقليد الأصم، والتمشعر بغلو وجفاء، والتصوف السادر، والقبورية المكبَّة للمخلوق عن الخالق)، ولهذا يقول علامة الشام محمد بهجة البيطار في"الكوثري وتعليقاته" ص (92): (وجملة القول أن هذا الرجل لا يعتد بعقله ولا بنقله ولا بعلمه ولا بدينه، ومن يراجع تعليقاته يتحقق صدق ما قلناه فيه).

وأما اعتزاليته فقد كشفها الشيخ مصطفى صبري إذ حكى مناظرة دارت بينه وبين الكوثري في مسألة القدر أوردها في كتابه "موقف العلم" (3/ 392) ثم قال: (الآن أجده- يعني الكوثري- قدرياً صريحاً… فهو معتزل أي قدري)، ثم ذكر أن الكوثري عرَّض به وأساء في الرد والنقض، ولذلك يقول الدكتور محمد رجب البيومي في مجلة الأزهر (س66ج7ص1057) إن الكوثري (يتسرع في القسوة دون موجب… وما كان أحراه يجادل بالتي هي أحسن).

وقد حاول الدكتور رجب حفظه الله أن ينفي عن الكوثري تهمة التعصب وأنه باحث نزيه فيه بعض قسوة وصولة، وأتى على ذلك بشواهد لا تفي بالمقصود ولا تزيل عنه تلك التهمة، فهي لاصقة به ولا يمكن أن تنفك عنه وقد كتب ما كتب، كيف وعلماء عصره إلى يومنا هذا يشهدون بتعصبه ويقررون تحامله على أهل العلم وأئمة الدين، حتى أن مقال الدكتور رجب في ترجمته للكوثري ذكر جملاً فيها إشارات إلى تعصبه وتقليده الأعمى لمذهبه، ولا يتسع المجال هنا لبيان ذلك. وذكر الدكتور رجب- نقلاً عن الأستاذ أحمد خيري- أن للكوثري (51) مؤلفاً غير حواشيه التي كان يضعها على الكتب. وتوفي الكوثري سنة (1371ه) وقد زرع فتنة ما زال شررها يحرق وشظاها يلفح أقواماً ويضر بآخرين.

وقد حذر العلامة المعلمي من هذه الفتن حين خاطب الكوثري في "التنكيل" ص (474) بقوله: (كان خيراً للأستاذ ولأصحابه ولنا وللمسلمين أن يطوي الثوب على غرة، ويقر الطير على مكناتها ويدع ما في "تاريخ بغداد " مدفوناً فيه، ويذر النزاع الضئيل بين مسلمي الهند مقصوراً عليهم … وقد جرني الغضب للسنة وأئمتها إلى طرف مما أكره، وأعوذ بالله من شر نفسي وسيء عملي {ربنا اغفر لنا الذين سبقونا بالإيمان ولا تجعل في قلوبنا غلاً للذين آمنوا ربنا إنك رؤوف رحيم}) اه كلامه رحمه الله.

اللهم أرنا الحق حقاً وارزقنا اتباعه وأرنا الباطل باطلاً وارزقنا اجتنابه.

التحديث بما في كتابات الكوثري من عدوان على أهل الحديث:

هذا كلام الكوثري في أهل العلم بما لا يليق أن ينسب إليهم، من كتابيه (المقالات وتأنيب الخطيب). و وقفتنا ستكون إن شاء الله تعالى مع كتابه"مقالات الكوثري" المملوء بالطعون على أهل الحديث وذلك على سبيل التمثيل لا الحصر. قوله في:

-الموافق ابن قدامة: فيكون اعترف في أول خطوة أن الحق بيد المعتزلة وهو لا يشعر فإذا كان حال الموقف هكذا فماذا يكون الحال من دونه؟ نسأل الله الصون. (المقالات ص75 - 85).

-ابن قتيبة: وقد هفا ابن قتيبة هفوة باردة في كتابه"الإختلاط في اللفظ" في تفلسفه بشأن اللفظ المسموع فرددنا عليه رداً واضحاً مكشوفاً. (المقالات ص60).

-الاصطخري ومن بعده عبد القادر بدران: وقد كذب من عزا أحمد بن حنبل أنه قال:"وكلم الله موسى تكليماً" من فيهِ وناوله التوراة من يده إلى يده. كما نقله عبد القادر بدران المسكين في كتابه "المدخل إلى مذهب الإمام أحمد بن حنبل" رواية بطريق الاصطخري. (المقالات ص 60/ 61.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير