4 - أن الصحابة رضي الله عنهم كان لهم اجتهاد في فهم القرآن وتفسيره.
ـ[أم عبدالله الجزائرية]ــــــــ[27 - 07 - 09, 09:44 م]ـ
الدرس الخامس:
الموضوع الأول: الاختلاف بين الصحابة رضي الله عنهم في التفسير:
بما أن النبي صلى الله عليه وسلم كان المصدر الوحيد للتفسير بالنسبة للصحابة رضي الله عنهم، وجدنا أن النزاع بينهم كان قليلا، وهذا ما أشار إليه شيخ الإسلام في مقدمته.
وقد لوحظ أن الخلاف كان أكثر في عهد التابعين، وقد ذكر بهذه المناسبة شيخ الإسلام قاعدة وهي أنه كلما كان العصر إلى النبي صلى الله عليه وسلم أقرب كان الاختلاف فيه أقل، والعلم والبيان فيه أكثر، وهذه قاعدة مهمة تلاحظ في كل العلوم.
الموضوع الثاني: تلقي التابعين التفسير عن الصحابة رضي الله عنهم:
وضح شيخ الإسلام في مقدمته أن التابعين أخذوا التفسير عن الصحابة كما أن الصحابة أخذوا عن الرسول صلى الله عليه وسلم، وذكر مثالا، وهو "مجاهد بن جبر " في عبارته التي قال فيها:
" عرضت المصحف على ابن عباس أوقفه عند كل آية منه وأسأله عنها "، وسفيان الثوري امتدح تفسير مجاهد وقال: " إذا جاءك التفسير عن مجاهد فحسبك به "، ولهذا يعدون مجاهدا إمام التابعين في التفسير، وذكر شيخ الإسلام علمين من أعلام الإسلام اعتمدوا على كلام مجاهد في التفسير وهما الشافعي والبخاري، وكذلك اعتمد غيرهم كالإمام أحمد، والطبري في تفسيره.
ولم يكن مجاهد وحده الذي برع في علم التفسير من التابعين، بل هناك عكرمة والذي اعتنى به ابن عباس أيما اعتناء وحرص على تلقينه العلم لما رأى من نباهته.
الموضوع الثالث: اجتهاد التابعين في علم التفسير:
أشار شيخ الإسلام إلى نقطة وهي أن بعض التابعين اجتهد في التفسير، وكان اجتهادهم واستنباطهم واستدلالهم عن علم، سواء كان علما يقينيا أو غلبة ظن، ولم يتكلم أحدهم عن جهل أبدا، ولذلك قتادة لما سئل عن مسألة قالها " هل هذا الشيء قلته برأيك " يعني الرأي المجرد المطلق، فذكر للسائل أنه لم يقل مسألة إلا وعنده فيها نقل، فقد كانوا يعتمدون على المصادر التي اعتمد عليها الصحابة، ويعتمدون على قول الصحابي كمصدر لهم أيضا.
الموضوع الرابع: حقيقة الاختلاف في التفسير في عصر السلف:
أكد شيخ الإسلام أن الاختلاف بين السلف في التفسير قليل وكانت هذه المعلومة نتيجة لعلم واستقراء للخلاف من قبله، وهو أهل لهذا الحكم لسعة علمه واطلاعه، ولاحظ شيخ الإسلام أن أكثر اختلاف السلف هو اختلاف تنوع في التفسير لا تضاد، وإذا تأملنا كلام شيخ الإسلام عن اختلاف التنوع سنجد أنه لا يخرج عن نوعين:
الأول: الخلاف الذي يرجع لمعنى واحد.
الثاني: الخلاف الذي يرجع لأكثر من معنى.
ولم يعرج شيخ الإسلام لاختلاف التضاد ولم يمثل له، ومثاله:
قال تعالى:
{وَالْمُطَلَّقَاتُ يَتَرَبَّصْنَ بِأَنفُسِهِنَّ ثَلاَثَةَ قُرُوَءٍ} (البقرة:228)
فبعضهم قال القرء: الطهر، وبعضهم قال: الحيض، فإما أن تتربص المرأة ثلاث أطهر أو ثلاثة حيضات، وهذا اختلاف التضاد فلا يمكن حمل الآية على المعنيين في نفس الوقت.
أما اختلاف التنوع فمثاله:
قال تعالى:
{وَأَقِمِ الصَّلاَةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفاً مِّنَ اللَّيْلِ إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ} (هود:114)
بعض السلف قال "الحسنات " الصلوات؛ لأنها تكفر ما بينها، وبعضه قال " ذكر الله "، وهذا كله صحيح، وحتى لو جاء أحد ما وقال الحسنات " كبر الوالدين " سيكون تفسيره تفسير صحيح، لأن لفظ الحسنات عام وله أمثلة متعددة، وكل الأمثلة ترجع لمعنى واحد وهي " الحسنة ".
ـ[ابو الحسن احمد السكندري]ــــــــ[04 - 08 - 09, 06:56 م]ـ
جزاك الله خيرا
ـ[أم عبدالله الجزائرية]ــــــــ[02 - 09 - 09, 06:04 ص]ـ
جزاك الله خيرا
وجزاك الله تعالى كل خير.
وبدى لي بعد أن وصلت إلى هذا الدرس أن أتوقف وأحيلكم إلى الشرح مكتوبا ومنسقا من قبل الشيخ الكريم نفسه ولم أكن أدري أن الكتاب قد رفع على الشبكة.
http://majles.alukah.net/showthread.php?p=268424
ـ[الجُمَّان]ــــــــ[15 - 01 - 10, 01:59 ص]ـ
بارك الله فيك جهد مبذول تشكري عليه ..
ـ[أم عبدالله الجزائرية]ــــــــ[16 - 01 - 10, 12:41 م]ـ
بارك الله فيك جهد مبذول تشكري عليه ..
وبارك الله فيك، والفضل كل الفضل لله تعالى.
ـ[محمد بن سعد المالكى]ــــــــ[16 - 01 - 10, 03:15 م]ـ
جزاك الله خيرا أختى
قال الشيخ حاتم العونى عن هذا الشرح
أفضل شرح لمقدمة ابن تيمية شرح الدكتور الطيار
المصدر
رسالة تكوين ملكة التفسير لحاتم الشريف العونى
ـ[محمد بن سعد المالكى]ــــــــ[16 - 01 - 10, 03:22 م]ـ
جزاك الله خيرا أختى
قال الشيخ حاتم العونى عن هذا الشرح
أفضل شرح لمقدمة ابن تيمية شرح الدكتور الطيار
المصدر
رسالة تكوين ملكة التفسير لحاتم الشريف العونى
¥