تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[آيات أشكلت على بعض المفسرين (1) معنى الذرية وكلام الشيخ السعدي رحمه الله]

ـ[عبدالرحمن الفقيه.]ــــــــ[19 - 09 - 02, 08:30 م]ـ

الحمد لله رب العالمين وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين

فقد وقفت خلال مروري وتصفحي لعدد من التفاسير على بعض آيات أشكلت على المفسرين

فتجد مثلا الشيخ السعدي يقول وهذه الآية أشكل آية على في التفسير وكذلك الشنقيطي في أضواء البيان وكذلك ابن العربي والزمخشري وغيرهم

وقد جمع الأمام ابن تيمية رحمه الله في ذلك مصنفا سمي (تفسير آيات أشكلت)

وقد طبع في مجلدين

وكان قصد ابن تيمية رحمه الله من هذا التصنيف كما قال (1/ 135)} في تفسير آيات أشكلت على كثير من العلماء حتى لايوجد فيها الا ماهو خطأ)

ثم بدأ بذكر الآيات وبيان وجه الصواب فيها

فرحمه الله رحمة واسعة وأجزل له المثوبة

والأمر الذي اريده في كتابة هذا الأمر يختلف عما ذهب اليه ابن تيمية رحمه الله

فأذكر ان شاء الله قول المفسر في الآية التي أشكلت عليه وأذكر أقوال أهل التفسير الاخرى مع محاولة بيان الراجح بحول الله وقدرته

الحلقة الأولى:

قال الشيخ العلامة عبدالرحمن بن ناصر السعدي رحمه الله تعالى في تفسيره لسورة يس الآية (41)

وهي قوله تعالى (وآية لهم أنا حملنا ذريتهم في الفلك المشحون)

قال الشيخ (أي ودليل لهم وبرهان على أن الله ده المعبود لأنه المنعم بالنعم الصارف للنقم الذي من جملة نعمه (أنا حملنا ذريتهم)

قال كثير من المفسرين المراد بذلك آباؤهم (وخلقنا لهم) أي للموجودين من بعدهم (من مثله) أي من مثل ذلك أي جنسه (مايركبون) به فذكر نعمته على على الآباء بحملهم في السفن لأن النعمة عليهم نعمة على الذرية (((((وهذا الموضع من أشكل المواضع علي في التفسير)))))

فان ما ذكره كثير من المفسرين، من ان المراد بالذرية لآاباء، مما لايعهد في القران اطلاق الذرية على الآباء

بل فيه من الابهام، واخراج الكلام عن موضعه، ما يأباه كلام رب العالمين، وارادته البيان والتوضيح

لعباده0

وثم احتمال احسن من هذا، وهو ان المراد بالذرية، الجنس، وانهم هم بانفسهم، لأنهم هم، من ذرية

بني آدم 0 ولكن ينقض هذا المعنى قوله تعالى: (وخلقنا لهم من مثله ما يركبون) ان اريد: وخلقنا

من مثل ذلك الفلك، أي لهؤلاء المخاطبين، ما يركبون من انواع الفلك، فيكون ذلك تكريرا للمعنى، تأباه فصاحة القران0

فان اريد بقوله (وخلقنا لهم من مثله ما يركبون) الابل، التي هي سفن البر، استقام المعنى واتضح 0 الا انه يبقى ايضا، ان يكون الكلام فيه تشويش، فانه لو أريد هذا المعنى، لقال: وآية لهم انا حملناهم في الفلك المشحون، وخلقنا لهم من مثله ما يركبون 0 فأما أن يقول في الأول: حملنا ذريتهم، وفي الثاني: حملناهم

فانه لا يظهر المعنى 0 الا أن يقال: الضمير عائد الى الذرية، والله أعلم بحقيقة الحال 0

فلما وصلت في الكتابة الى هذا الموضع، ظهر لي معنى ليس ببعيد من مراد الله تعالى 0

وذلك أن من عرف جلالة كتاب الله، وبيانه التام من كل وجه، للأمور الحاضرة والماضية

والمستقبلة، وأنه يذكر من كل معنى أعلاه وأكمل ما يكون من أحواله، وكانت الفلك من آياته

تعالى، ونعمه على عباده، من حين أنعم عليهم بتعلمها الى يوم القيامة، ولم تزل موجودة في

كل زمان، الى زمان المواجهين بالقران 0

فلما خاطبهم الله تعالى بالقران، وذكر حالة الفلك، وعلم تعالى انه سيكون أعظم آيات

الفلك، في غير وقتهم، وفي غير زمانهم، حين يعلمهم صنعة الفلك البحرية، الشراعية

منها والبخارية، والجوية السابحة في الجو، كالطيور ونحوها، والمراكب البرية، مما كانت الآية

العظمى فيه لاتوجد الا في الذرية، نبه في الكتاب على أعلى نوع من انواع آياتها فقال (وآية

لهم انا حملنا ذريتهم في الفلك المشحون) أي: المملؤ ركبانا وأمتعه 0

فحملهم الله تعالى، ونجاهم بالأسباب التي علمهم الله ايها، من الغرق 0 ولهذا نبههم

عل نعمته عليهم، حيث أنجاهم من الغرق، مع قدرته على ذلك)) انتهى كلامه رحمه الله

التعليق على كلام الشيخ رحمه الله

لاشك أن ماذهب اليه الجمهور هو الأقوى وذلك لوجود أدلة من الآيات تدل عليه

لأن الله سبحانه يمتن على كفار قريش بهذه المنة التى يذكرونها

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير