الشيخ الفقيه محمد بن إبراهيم بن محمد بن إبراهيم بن محمود بن منصور بن عبد القادر بن محمد بن علي بن حامد بن ياسين بن حمد بن ناصر بن عبد اللطيف بن الياس بن عبد الوهاب بن الشيخ لوين بن عبد الرحمن بن الشيخ لوين بن عبد الرزاق بن طاهر بن حسام الدين بن جلال الدين بن سلطان بن رحمة الله بن فتخان بن عبد الله بن إبراهيم بن عيسى بن علي بن حسين بن موسى بن رميزان بن هارون بن خالد بن قاسم بن محمد بن الهادي بن الحسن بن علي بن أبي طالب بن عبد المطلب القرشي الهاشمي الحسني، هكذا ساق نسبه ابنه عمر في رسالة ترجم بها لوالده، ويقول: والعهدة في معرفة هذا النسب المذكور عليه فأما إلى آل محمود وآل حامد، وأما ما فوقه فمنقول من الشجرة المعروفة المشهورة عند آل حامد المتوارثة بينهم كابراً عن كابر.
كان جده – علي بن حامد – أميراً في وادي الدوسر من قبل الشريف وإلى مكة المكرمة الذي امتد نفوذه إلى نجد فاستقر في هذا الوادي حتى جاءه أولاده ثم مات فخرج بعض ولده مسافراً إلى – الأفلاج – فأعجب بخصبها فطلب من أميرها أحد أفراد – الشثور- أن يسكن فيها فأذن له فنقل اخوته وأولاده فزرعوا وغرسوا وتناسلوا حتى كثروا وكثرت أموالهم وعقارهم فصار بينهم وبين آل شتور مشاحنة وقتل من آل شثور قتيل اتهم في قتله –محمود – فخاف على نفسه من الشر، فهرب هو وأولاده من الأفلاج إلى حوطة بني تميم – فأجاروهم وأقاموا عندهم حتى قام الشيخ محمد بن عبد الوهاب بتجديد الدعوة السلفية فهاجروا إليه في الدرعية وصاروا من أعوانه وبعد خراب الدرعية سكنوا بلدة –ضرما – فولد المترجم له في بلدة ضرما وذلك عام – 1250هـ - ونشأ فيها وتعلم مبادئ الكتابة والقراءة وحفظ القرآن الكريم على الشيخ عبد الله بن نصير قاضي بلدة ضرما.
فما جاء عام 1265هـ حداه الشوق إلى العلم فانتقل إلى موطن العم والعلماء – الرياض- عاصمة نجد في ذلك الزمن وكان فيها علماء كبار وأبرزهم العلامة الشيخ عبد الرحمن بن حسين وابنه الشيخ الكبير عبد اللطيف فشرع في طلب العلم في الرياض فقرأ على الشيخ عبد الرحمن وابنه الشيخ عبد اللطيف وقاضي الرياض الشيخ عبد الرحمن بن عدوان والشيخ عبد العزيز بن شلوان قاضي الرياض أيضاً وجدّ واجتهد في طلب العلم وصرف كل وقته في تحصيله حتى أدرك إدراكاً كلياً وصار من كبار العلماء لاسيما في الفقه الحنبلي فقد بلغ في معرفته والاطلاع على دقائقه الغاية، ووصل فيه إلى النهاية وشارك في غيره حتى حفظ منتقي الأخبار للمجد بن تيمية عن ظهر قلب وهو يزيد عن ستة آلاف حديث.
وألف رسالة في النحو سماها (الرحيق المسلوف في اختلاف الأدوات والحرف).
فطلب أهل وادي الدوسر من الأمام فيصل بن تركي آل سعود أن يعينه قاضيا فاتفق رأيه ورأي الشيخ عبد الرحمن بن حسن على بعثه إليهم فأمره بالمسير إليهم بعد امتناعه فسار إليهم وأقام قاضيا عندهم ثلاث سنين ثم نقل إلى قضاء يلده ضرما.
واستمر فيها حتى وفاة الإمام فيصل عام 1282هـ - فنقله الإمام عبد الله بن فيصل إلى قضاء الرياض فانتقل عام 1283هـ وقام بالعمل كما قام بالتدريس ونفع العامة والخاصة لأنه هو الأمام والوعظ والمدرس في جامع الرياض الكبير.
وكان في تعليمة خير وبركة فقد تخرج على يد أفواج بعد أفواج من العلماء الكبار يرجعون في تحصيل الفقه إلى فضل الله تعالى ثم إلى قراءتهم عليه.
فمن مشاهير من تخرج على يده العلامة الكبير الشيخ عبد الله بن عبد اللطيف والشيخ محمد بن عبد اللطيف والشيخ إبراهيم بن عبد اللطيف والشيخ حسين بن حسن والشيخ العلامة عبد الله بن حسن والشيخ حسن بن عبد الله والشيخ صالح بن عبد العزيز والشيخ عبد الحميد بن محمد بن عبد الرحمن بن عبد الله بن الشيخ محمد بن عبد الوهاب والشيخ عبد الله بن مسلم قاضي حائل والشيخ عبد العزيز بن حمد بن عتيق والشيخ عبد العزيز ابن بشر والشيخ عبد الله الحجازي والشيخ ناصر بن عبد العزيز راعي ملهم، والشيخ عبد الله السيار والشيخ عبد الله بن عبد العزيز العنقري قاضي سدير والشيخ عبد الله بن زاحم رئيس محكمة المدينة المنورة والشيخ محمد بن حمد بن فارس والشيخ مبارك بن باز المشهور بأبي حسين والشيخ عبد الله بن عتيق والشيخ عبد الله بن جريس والشيخ سعد الخرجي والشيخ عبد العزيز بن صالح المرشدي أحد علماء حائل وقضاتها والشيخ حمد بن محمد الخطيب والشيخ يعقوب بن محمد والشيخ صالح السالم آل بنيان وغيرهم من الخلائق الكثيرة ممن انتفع بعلمه واستفاد منه.
وكان مع علمه الواسع ومقامه الكبير متواضعا كريم الخلق كما أنه شديد في دينه صلب في عقيدته غيور على محارم الله تعالى عادل في أحكامه بعيد عن الشبهات، فكانت أرزاق القضاة والأمراء من الزكاة التي تجبى من البلدان في ذلك الوقت الضيق، أما هو يقبلها ويأخذ رزقه من موارد أخري من بيت المال لكون الزكاة لا تحل لآل محمود وهو هاشمي النسب.
ولم يزل مقيما في الرياض حتى توفي في شهر صفر عام 1333هـ، وله من العمر ثلاث وثمانون سنة وخلف ثلاثة أبناء هم عبد الله وعمر وعلى.
وقد صار لوفاته أثر كبير وأسي عميق فرحمه الله تعالى.
¥