ـ[أبو الحجاج علاوي]ــــــــ[07 - 12 - 08, 11:29 ص]ـ
مقال في التعريف بالشيح يوسف العتوم ـ حفظه الله ـ كتبه أحد محبي الشيخ
[المعمر الشيخ يوسف محمود العمرو العتوم تلميذ الشيخ علي الدقر في العلم الشرعي.
العتوم حج 43 مرة وله 350 من الأبناء والأحفاد.
بدأ المعمر الشيخ يوسف محمود العمرو العتوم عامه السابع عشر بعد المائة، وسط همة عالية سعيها إلى هداية الناس وارتياد المساجد وتقديم الدروس وخطب الجمعة.
''الأسبوع'' كان له حديث مطول مع الشيخ أبو كمال، الذي فتح صفحة الذكريات والأحداث والحكايات عبر قرن ونيف من الزمان فقال: ''ولدت في بلدة سوف عام 1890م وأمضيت طفولتي في البلدة راعياً للأغنام''.بعد هذه المرحلة توجه الشيخ أبو كمال إلى سورية طلباً للعلم: ''ولم يكن في جيبي درهم واحد وقطعت المسافة سيراً على الأقدام وتعرضت خلال سفري للسجن من السلطات الفرنسية آنذاك في منطقة درعا، وبعد أربعة أيام أفرج عني وتابعت مسيري إلى الجامع الأموي في دمشق وأمضيت هناك اثنتي عشرة سنة اطلب فيها العلم، ومن أشهر العلماء الذين تلقيت العلم على أيديهم الشيخ الكبير علي الدقر والشيخ بدر الدين''.
لم يكن هدف الشيخ الحصول على الشهادة ''وإنما العلم لذلك لم آت بشهادات إلى بلدتي إنما بالعلم الذي فتحه الله عليَّ''.
بدأ الشيخ مسيرته في المساجد والعمل على بنائها ونشر الدين الحنيف بين الناس في وقت ساده الجهل والبُعد عن الدين، فواجه الكثير من الصعاب والعناد حتى إن الناس رفضوا بناء المسجد القديم في البلدة، وعندما احضر حجارته أرادوا إبعادها فبنى المسجد تحت حراسة العسكر الأتراك وبجهد موصول من الشيخ.
لم تقبل وزارة المعارف تعيينه معلماً لأنه ''لا يملك شهادات'' فعاد إلى الشام مرة أخرى لإحضارها، حيث عيّن معلماً للتربية الإسلامية وبقي في مهنة التدريس نحو اثني عشر عاماً. اختار الأزهر الشريف ودرس فيه خمس سنوات متواصلة ليعود مرة أخرى إلى البلدة والقرى المجاورة مثل عجلون وجديتا وزوبيا، واعظاً وخطيباً في المساجد فقدم الآلاف من الخطب والدروس والمحاضرات والندوات.
تزوج الشيخ المعمر أربع مرات،
زوجته الأولى لم تنجب،
والثانية أنجبت (4) بنات و (3) أولاد توفاهم الله،
وأنجبت الثالثة (4) بنات و (5) أولاد،
وأنجبت الرابعة (5) أبناء و (4) بنات. هم ذرية الشيخ ويقول إنهم ''متفوقون في الدراسة''
ويضيف ''لي أكثر من مائة وعشرة أعوام وأنا أصلي ولم تخل صلاة لي من الدعاء إلى ذريتي بأن يكرمهم الله بالعلم والمعرفة فلعل الله سبحانه وتعالى كرمني بذلك''. له أربعة أبناء يدرسون في الجامعات،
ويبلغ عدد أبنائه وأحفاده أكثر من (350) فرداً حتى إن أحدهم يجلس ويقول ''يا جدي كلم جدك الشيخ''.
أما مكتبته الشخصية، التي تعد مئات الكتب، فقد أهداها للعديد من المساجد،
وكانت له إسهاماته في إنشاء ثلاثة مساجد في البلدة،
ويحرص كل الحرص على ألا ينام ومعه شيء من الدنيا من المال أو غيره وعندما يسأله أحد عن كتاب يرشده إلى مكتبة المسجد ليطالع هناك أو يستعير الكتاب لعدة أيام ثم يعيده.
الأيام والسنون الطويلة لم تأخد من الشيخ همته، فهو يقسم يومه إلى عدة أجزاء، منها المطالعة التي لم ينقطع عنها طوال حياته، ويمضي نهاره في القراءة والصلاة والدروس، ويمضي الليل في الصلاة وقيام الليل والتهجد ويهجع من الليل قليلاً،
ويقول: ''ليس هناك أعجب للإنسان من تركه الوقت ... ''.
كتابه في جيبه أينما حل وارتحل، يقرأ فيه إذا ما استقل حافلة أو عاد مستشفى ودائماً يحث في دروسه وخطبه على ضرورة القراءة. لكنه لا ينكر أنه نسي أسماء بعض الناس وحتى بعض أبنائه أو أحفاده لكنه ''لم ينس شيئاً من القرآن أو الحديث الشريف''.
يضع كفنه تحت رأسه ووصيته معلقة في بيته، وحفر قبره قبل أكثر من عشرة أعوام ويزوره بين الحين والآخر وينظفه بنفسه ويعتني بالأشجار التي زرعها عند نصيتي القبر ( ... )
هكذا يستقبل الحياة الاخرة بابتسامة رقيقة ودعاء موصول واطمئنان إلى قضاء الله.
أدى فريضة الحج (43) مرة منها 3 مرات على الراحلة (الجمال) وفي إحداها ''مات الجمل وتابعنا مسيرنا إلى مكة سيراً على الأقدام، وكان في تعبنا لذة ونشوة نستشعرها لأننا ضيوف الرحمن وبقدر المشقة يكون الإكرام''.
واليوم، وبعد هذه المرحلة الطويلة يعتز الشيخ بما قام به من دور فتغلب وانتصر على الكثير من العادات الخاطئة التي كانت سائدة، فالكثيرون اقلعوا عن التدخين بفضله وينتظره المصلون ويأتون إلى المسجد حيث خطبته ودرسه. يلتف حوله أعداد هائلة من المريدين الذين يذكرونه بخير، ويذكرون كيف كان حال الناس وممارستهم للكثير من العادات السلبية وكيف تغيرت عادتهم بسببه.
وفي الفترة الأخيرة انقطع عن أداء الصلاة في المسجد بسبب عدم القدرة على الوصول إليه يفتقده أهل البلدة ويدعون له بالصحة والعافية ولكن حين تزوره يمتعك حديثه وذاكرته وتتمنى ألا تفارقه. يبتسم الشيخ ويرفع يديه إلى السماء قائلاً: (اللهم اشهد اني قد بلغت رسالة نبيك المصطفى صلى الله عليه وسلم قدر استطاعتي وما منحتني من قوة] فايز عضيبات
انتهى المقال
والله أسأل أن يحفظ علماءنا وكبراءنا
¥