ويعنى به: أن الإمتثال لرغبته فى الجلوس خير من سلوكى الذى أظنُّه أدباً، لأن طاعتى له هى الأدب. وكان يوماً حافلا قص على الشيخ فيه ما جرى بينه وبين الشيخ محمد نسيب (7) الرفاعى حفظه الله.
ولا يفوتنى أن أقول: كنت قابلت الشيخ نسيب الرفاعى بصحبة الأستاذ أحمد عطية المتقدم ذكره فى بيته بحى الهاشمى فى عمان البلقاء، ولقلما رأت عيناى مثله فى تواضعه وأدبه وحسن خلقه، وكان معظم كلامه عن الشيخ الألبانى، وبرغم تقاربهما فى السن الا أنه كان يبالغ فى تعظيم الشيخ، وقال لى: أنا مدينٌ بالفضل لرجلين: الأول: ابن تيمية، والثانى: الألبانى.
وقال لى: لقد تآزرنا فى نشر الدعوة السلفية فى سوريا، وكان الشيخ يزورنا فى حلب، فدخلت على ابنتى " عائشة " وكانت صغيرة، فقال لى الشيخُ: لو كانت كبيرة لتزوجتها وكنت منى بمنزلة أبى بكر من محمدٍ صلى الله عليه وسلم، فانظر ما كان بينى وبينه من الآصرة.
وقرأ علينا أبو غزوان مقدمته لكتابه: ((التوصل الى حقيقة التوسل)) وقصَّ علىَّ أشياء ذكرتها فى ((طليعة الثمر الدانى فى الذب عن الألبانى)). وهو القسم الخاص بترجمة الشيخ الألبانى حفظه الله تعالى.
وقد أمضيت نحو شهر فى هذه الرحلة، ولما علم الشيخ بموعد سفرى دعانى على الغداء عنده فى يوم الرحيل، وسألنى عن حال السلفيين فى مصر، وسألته عن الطريقة المثلى لنشرة الدعوة، وكيف نواجة المخالفين لنا، وكان يوما حافلا أمضيته مع (عميد السلفيين) فى العالم الإسلامى حفظه الله وبارك فى عمره0
وإلى اللقاء فى الجزء الثانى من المقدمة
قريبا إن شاء الله
(1) اقتباس من كلام الإمام الجليل محمد بن إدريس الشافعي رحمه الله ورضي عنه في مقدمته لكتابه (الرسالة) تحقيق المحدث النبيل أبي الأشبال أحمد شاكر رحمه الله.
(2) قال النبي صلي الله عليه وسلم لبديل بن ورقاء الخزاعي: ((إِنَّا لَمْ نَجِئْ لِقِتَالِ أَحَدٍ، وَلَكِنَّا جِئْنَا مُعْتَمِرِينَ، وَإِنَّ قُرَيْشًا قَدْ نَهِكَتْهُمُ الْحَرْبُ وَأَضَرَّتْ بِهِمْ، فَإِنْ شَاءُوا مَادَدْتُهُمْ مُدَّةً وَيُخَلُّوا بَيْنِي وَبَيْنَ النَّاسِ، فَإِنْ أَظْهَرْ فَإِنْ شَاءُوا أَنْ يَدْخُلُوا فِيمَا دَخَلَ فِيهِ النَّاسُ فَعَلُوا وَإِلا فَقَدْ جَمُّوا، وَإِنْ هُمْ أَبَوْا، فَوَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لأُقَاتِلَنَّهُمْ عَلَى أَمْرِي هَذَا حَتَّى تَنْفَرِدَ سَالِفَتِي، وَلَيُنْفِذَنَّ اللَّهُ أَمْرَهُ)) فَقَالَ بُدَيْلٌ: سَأُبَلِّغُهُمْ مَا تَقُولُ.
(3) توفي شيخنا رحمه الله و رضي عنه يوم السبت 22 / جمادي الآخرة / 1420 هـ الموافق 2/ 10/1999 بعد عصر هذا اليوم، فاللهم ارض عنه و اغفر له و ارحمه كفاء ما قدَّم للمسلمين من تقريب السنة والذب عنها.
(4) ثم ثوفي الشيخ رحمه الله في رجب (1417هـ) اللهم اغفر له و ارحمه، وارض عنه كفاء ما نافح عن دينك، وما جاهر بكلمة الحق.
(5) و في " لسان العرب " (4/ 3876) قال: " والكسعي الذى يضرب به المثل في الندامة، وهو رجل رام رمي بعد ما أسدف الليل عيرا فأصابه، و ظن أنه أخطأه فكسر قوسه، وقيل: وقطع أصبعه ثم ندم من الغد حين نظر إلي العير مقتولا وسهمه فيه، فصار مثلا لكل نادم علي فعل يفعله، و اياه عني الفرزدق لما قال:
ندمت ندامة الكسعى لما غدت مني مطلقة نوار
وقول الآخر:
ندمت ندامة الكسعى لما رأت عيناه ما فعلت يداه "
وذكر ابن منظور سببا آخر
(6) وهو حديث باطل كما حققته عند الرقم (1529) من هذا الكتاب والحمد لله
(7) ثم توفى رحمه الله يوم الأربعاء الرابع عشر جمادى الآخرة سنة (1412هـ) فاللهم ارض عنه وتقبله.
ـ[المنهج]ــــــــ[05 - 12 - 03, 12:29 م]ـ
أكرمك الله وحفظك أخى الكريم / أبو معاذ
هل كتاب الثمر الدانى فى الذب عن الألباني متوفر عبر الشبكة
ـ[يحيى القطان]ــــــــ[05 - 06 - 04, 01:26 ص]ـ
أخي أبو معاذ بارك الله فيه
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
جزاك الله خيرًا على ما نقلته عن الشيخ أبي إسحاق بارك الله فيه.
¥