[الشيخ زهير الشاويش: صاحب أكبر مكتبات العالم الإسلامي]
ـ[نواف البكري]ــــــــ[11 - 10 - 03, 04:51 ص]ـ
نشرت جريدة الرياض اليوم مقالاً نافعاً عن الشيخ زهير الشاويش - حفظه الله -
وأتمنى أن التقي به وفقه الله:
راشد بن محمد بن عساكر
لن أقدم شيئاً جديداً في التعريف بهذا العالم المحدَث بل الموسوعي الثقافة، وفضله على التراث الإسلامي، وتحقيقه وطبعه ونشره، فإن ذلك يحتاج إلى تآليف خاصة، وبحوث متعددة، حيث استفادت الأمة الإسلامية من إثراءات هذا العالم وتطريزاته وتعليقاته الفريدة، وفوائده الجمة التي مازالت مستمرة منذ أكثر من ستة عقود، كالسحابة التي تجود بمائها، ومازال بحمد الله يقدم هذا العطاء، والدفاع عن عقيدة السلف الصالح حتى اليوم، رغم الظروف العصيبة التي مرت عليه في حياته .. صادم الأمواج المتلاطمة حاملاً راية الدفاع عن عقيدة هذا البلد ودولة التوحيد طوال العقود الماضية رغم تباعد المسافات في البلاد الشامية على الأخص.
أمضيت عدة أيام وساعات طوال في مدينة بيروت ودارته العامرة، من أيام شهر رجب لهذا العام - 1424ه - تمنيت ان تزداد للاستماع والفائدة من غزارة علم الشيخ وفوائده. ثم أكرمني خلالها وفقه الله بمطالعتي لجزء من مكتبته الضخمة، أمضيت فيها مع شيخنا أجمل الأوقات، وفي الافادة من بعض المخطوطات، والاستفاضة الكريمة مع كل زائر، كل ذلك بتواضع وسمت عرف عنه، كما هو خلق العلماء، الأمر الذي اخجلني رغم أن الشيخ في الثمانين من عمره أطال الله بقاءه حيث (ولد في دمشق عام 1344ه) متغالباً على ما يعتريه من مرض بقوله: "مع المحابر حتى المقابر! ".
دار الحديث حول شؤون التراث والمخطوطات وحول ما لدى علماء الجزيرة العربية والعلماء الحنابلة النجديين من مشاركة في التأليف وطلب العلوم ولاسيما في بلاد الشام ونسخهم للكتب المفيدة كما دار الحديث عن زيارة الشيخ للرياض قبل خمسين عاماً ولقائه الملوك والأمراء والعلماء وكيف كانت الرياض آنذاك، كما أفاض بالحديث عن شيخ الإسلام ابن تيمية باقعة العصر وأعجوبة التاريخ، والذي يمتلك الشيخ العالم زهير عدداً من مخطوطاته وتعليقاته وتلامذته رحمهم الله، وحدثني ان بعضها قد اشتراها من الرياض.
ثم أخبرني عن مكان مسجد شيخ الإسلام في دمشق الذي يصلي فيه ويدرس به والمسمى بالجامع القرشي، إضافة إلى غيره من العلماء وغيرها من المعلومات المفيدة.
في مكتبة الشيخ:
أكرمني الشيخ بالاطلاع على بعض المخطوطات والمصورات وهذه عادته بدون منة، حيث يراسله كثير من الدارسين في مختلف بقاع العالم، والباحثين وطلبة الدراسات العليا، للاستفادة منه ويقدم لهم ما يحتاجونه مبتغياً الأجر من الله عز وجل.
أما في مكتبة الشيخ فقد شاهدت بعض ما تحويه مكتبته من المخطوطات المفيدة النادرة، وقد حرصت على تتبع بعض المخطوطات والوثائق التي لها علاقة بجهود بعض العلماء النجديين أو ما يخص تاريخ الجزيرة العربية، فوجدت الكثير، وليعلم القارئ الكريم ان هذا غيض من فيض كما يقال ولا يمكن الإلمام بجميع ما فيها - وقد أذكر ذلك في مواضيع أخرى.
نماذج من هذه المخطوطات:
1 - بلاد العرب: للغدة الأصفهاني (ت310) تقريباً ولعلها من أقدم النسخ لهذا الكتاب، وقد علمت من الشيخ زهير انه أرسلها للشيخ حمد الجاسر - رحمه الله - قلت: ولعل ذلك تم بعد تحقيق الشيخ حمد لكتاب لغدة سنة 1388ه والنسخة واضحة الخط مشكلة تخلو من السقط. كتب في أعلاها تاريخ الحجاز. جاء في أول هذه النسخة ما نصه:
(بسم الله الرحمن الرحيم وهو المستعان وعليه التكلان قال أبوعلي لغدة الأصفهاني رحمه الله تعالى قال أبوالورد العقيلي من مياة بني عقيل بنجد ... ).
2 - رسالة تقع في أكثر من مائة وتسعين ورقة وهي عبارة عن حمل الأموال وتوزيع الأوقاف من مدينة دمشق إلى المدينة المنورة في سنة 992ه وهي بيان للأموال ونتاج ما يخرج من الضياع التي كانت تجمع للحرمين الشريفين مما هو وقفاً عليها، وقد سجل على جوانب هذا المخطوط تقديرات وحسابات لهذه الأموال حتى القرن الحادي عشر الهجري، ويرد في هذه الأسماء بعض الأسر الحنبلية ومقدار أوقافهم، وهذا الكتاب شيء نادر جداً وعلمت من الشيخ زهير الشاويش أن أحد أجداده بكري الحسيني "وهو الذي لقب بالشاويش" كان يحمل هذا الدفتر مع العلماء والقضاء إلى المدينة
¥