تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

تلقيت الدراسة الابتدائية في قريتي، كما تلقنت قراءة القرآن وحفظت منه طرفاً وتعلمت أحكام التجويد على شيخي الأول محمود بن فالح، رفع الله قدره، ثم وأنا ابن اثنتي عشرة سنة لحقت بالمدارس الشرعية، والتي سميت من بعد بـ (المعهد الإسلامي) في مدينة البصرة، وبقيت في هذا المعهد حتى تخرجت منه سنة 1978م، وفيه بنيت لدي قاعدة العلوم الشرعية، تلقيت فيه العلوم على منهاجها القديم الأزهري على مشايخ كرام، منهم من قضى نحبه، ومنهم من ينتظر، رفع الله أقدارهم وأحسن ثوابهم، أجلهم في نفسي شيخي العلامة أبو عمر عادل بن كايد البصري، رحمه الله، والذي عنه تلقيت علوم الحديث والعقائد والفرق.

وأستاذي في العربية العلامة خليل بن عبدالحميد العقرب، والذي كان يقول: إني أجد للحن إذا سمعته ألماً في أذني، وشيخي الفقيه الشافعي عبدالكريم الحمداني، وابنه شيخنا نزار الحمداني، وشيخي وخالي إبراهيم الفائز، وشيخي الفقيه نجم الفهد، وغيرهم، أحسن الله جزاءهم.

رقيت المنبر وأنا ابن خمس عشرة أو ست عشرة سنة، وعملت إماماً في مدينة (الزبير) لأكثر من سنتين، قبل أن أفارق العراق إلى دولة الكويت صيف سنة 1978م، وهناك بقيت حتى سنة 1993م، وكانت محل تنمية العلوم الشرعية، كانت فسحة العمر في تخريج الفروع على الأصول.

عملت إماماً في وزراة الأوقاف وخارجها لنحو من ثماني سنين، ومشرفاً على برامج السنة النبوية في شركة (صخر) أول جهة تصدر برامج السنة على الحاسب الآلي، وذلك لمدة أربع سنين. كما أتممت حفظ القرآن وما فتح الله به من السنة أثناء مكثي في الكويت.

وفي هذه الفترة كتبت عدداً كبيراً من الأبحاث، وجميع ما نشر لي قبل سنة 1993م فهو مما أنجزته في الكويت، إلى أبحاث أخرى من إنجاز تلك الفترة لم تنشر بعد.

وفي بريطانيا أرض المهجر، اجتهدت في إيجاد صيغة أبقى من خلالها في نفس طريقي في البحث والتحقيق، فأنشأت مركزاً خاصاً بي للبحث العلمي، والحمد لله نحن ماضون في ذلك على هذا النحو.

أحد أعضاء المجلس الأوروبي للإفتاء والبحوث، والذي يضم عدداً كبيراً من علماء الأمة، وشغلت وظيفة الأمين العام للمجلس لمدة سنتين، طلبت العفو منها دفعاً عن نفسي الانشغال بعمل إداري، وأرأس اللجنة الفرعية للفتوى التابعة للمجلس، كذلك المستشار الشرعي لمسجد مدينة ليدز الكبير، وأقوم بالعمل الاستشاري في المجالات المالية الإسلامية لبعض الشركات.

لي ولدان: محمد ويوسف. وزوجتي إنجليزية مسلمة، والحمد لله.

هذه خلاصة في السيرة الذاتية).

ثم أجاب على الأسئلة ثم ذيل ذلك فكتب (وفقكم الله، وإلى صلة إن شاء الله.

أخوكم

عبدالله بن يوسف الجديع).

وقد أحببت نشرها لأن عدداً كبيراً من طلاب العلم لا يعرف تفاصيل سيرة هذا الشيخ الجليل مع كثرة تآليفه وكتبه، ولا سيما في علم الحديث، ولا أعرف له ترجمة أوسع من هذه، فلعل طالباً للعلم ينتفع بها.

وفق الله الجميع لما يحب ويرضى.

وأحب هنا أن أشير إلى أن كتابه الذي أشار إليه (تحرير علوم الحديث) قد طبع في مجلدين (1165) صفحة. وهو من مطبوعات دار الريان، وهو كتاب نفيس كعادة مؤلفه حرر كثيراً من مباحثه وله فيه آراء خاصة، وقد بنى تحرير كتابه هذا على طريق السلف المتقدمين، واستفاد من تحريرات المتأخرين، وعدل عن ابتكاراتهم في هذا الفن، لأنهم جروا على التنظير في أكثر ما انفردوا به خصوصاً أهل الأصول منهم، لأن هذا العلم مستنده إلى النقل، وإلى التبصر في منهج أهله على حد تعبيره وفقه الله.

وقد استبعد من مباحث الكتاب (غريب الحديث - وفقه الحديث - ومشكل الحديث- والنسخ في الحديث) لأنه قد تعرض لها في كتابيه (تيسير علم أصول الفقه) و (المقدمات الأساسية في علوم القرآن).

كما ألغى بعض المسائل التي تذكرها كتب المصطلح عادة مثل مسألة (من ينسخ وقت القراءة والعرض على الشيخ) ومسألة (السن عند الأداء) لعدم الحاجة إليها من ناحيتها التنظيرية.

ولعلنا نظفر من أحد أعضاء ملتقى أهل الحديث بقراءة علمية لهذا الكتاب ننتفع بها معشر الطلاب. ومن فوائد هذا الكتاب التي وقفت عليها.

- كلام جيد حول طريقة المتقدمين وطريقة المتأخرين 1/ 10 - 11

- تعريفه للحديث القدسي 1/ 37

- رأيه في أحكام العلامة أحمد شاكر رحمه الله على الأحاديث 2/ 878 وقد أفادنيها أخي خالد الباتلي وفقه الله.

وغيرها من الفوائد التي يعلم أهل التخصص أنها من المضنون به على غير أهله!

وفقكم الله جميعاً لكل خير، ومعذرة على تعثر العبارات في بعضها خجلاً ممن تعرض أمام عينه من أهل العلم، وأرباب الصناعة.

ـ[خليل بن محمد]ــــــــ[15 - 12 - 03, 12:35 ص]ـ

جزاك الله خيراً ..

ـ[أبو عبد الله الروقي]ــــــــ[15 - 12 - 03, 02:06 ص]ـ

أحسنتَ .. أحسَن اللهُ إليك يا أخانا عبد الرحمن ..

و ما زِلتُ معجباً بكتابات هذا العالم الفاضل وتحقيقاته منذ عِقدٍ من الزمان، وهو أحدُ القلائل الذين جمعوا بين الفنون في زمن التخصصّ القاتل، هذا التخصص الذي جعل بعض الدكاترة يشرح في أبوابٍ من الفقه فيُسأل عن مسائلَ من الصوم فيقول: أنا بعيد العهد عن هذا الباب .. !!

ولقد بلغَني أنّ الشيخ عبد الله الجديع كان يحفظ متنَ أبي شجاع وهو في التاسعة من عمرِه!!

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير