[إتحاف المسندين في تراجم المحدثين العراقيين]
ـ[أبو أسيد البغدادي]ــــــــ[23 - 02 - 04, 09:08 ص]ـ
الحمد لله الذي علم بالقلم علم الإنسان ما لم يعلم، والصلاة والسلام على رسوله محمد وآله وصحبه وسلم وبعد، فهذه سلسلة (إتحاف المسندين في تراجم المحدثين العراقيين) مستلة من كتب شيخنا أبي الطيب محمد البغدادي:
1 – ((نعمة المنان في أسانيد شيخنا أبي عبد الرحمن – ثبت الشيخ صبحي السامرائي البغدادي -))
2 - ((جائزة القاري في أسانيد شيخنا عدنان إلى مختصرالبخاري – ثبت الشيخ عدنان الأمين رحمه الله -))
3 – ((الثبت المسند في أسانيد شينا بهجة أبي محمد – ثبت الشيخ بهجة الألوسي محقق السنن الصغرى للبيهقي -))
العلامة محدث العراق السيد عبد الكريم بن السيد عباس آل الوزير الحسني الشيخلي الأزجي الملقب بأبي الصاعقة
ترجمته: هو العالم العلامة البحر الفهامة، بقية السلف وحجة الخلف عالي السند ومحدث بغداد الأوحد والمسند الممجد، صاعقة أوانه في حفظه واتباعه واتقانه الثقة الشيخ السيد: عبد الكريم بن السيد عباس بن السيد ياس آل الوزير الحسني نسباً، اليماني أصلاً، البغدادي الأزجي الشيخلي مولداً، السلفي الأثري الرباني معتقداً ومنهجاً ومسلكاً، جامع العلوم النقلية والعقلية من الآفاق، وناشر سنة المصطفى صلى الله عليه وسلم و عقيدة السلف في العراق. وزارع بذرة شجرة الموحدين وسط ظلمات الضالين، المعروف بالشيخ الصاعقة
ولادته: ولد ببغداد بمحلة باب الأزج "باب الشيخ" حالياً سنة: 1285هـ-1867م.
عائلته: نزحت عائلته وهي من الأشراف الحسنية من اليمن قبل 200 سنة إلى حماة، ومن ثم استقرت في بغداد، ولم يبق منهم إلا أفراد معدودون. ووالد السيد عبد الكريم: الحاج السيد عباس الشيخلي من أعيان بغداد، وهو تاجر معروف وله مجلس أدب يحضره أكابر علماء بغداد وأعيانها.
نشأته: ولم يكن له من ذرية سوى ابنه السيد عبد الكريم، فراح يكلؤه بالحفظ والرعاية والاهتمام. فمن صغره طوفه أبوه على أهل العلم في بغداد فتعلم القراءة والكتابة والخط وتلاوة القرآن الكريم، ولما كانت بغداد تحت حكم الدولة العثمانية وكانت تتخذ من الحنفية مذهباً لها كان أكثر العلماء والقضاة والمفتين وطلاب العلم على نفس المذهب فكان منهم أحد شيوخ المذهب في عصره يدرس في جامع الشيخ عبد القادر الكيلاني الحنبلي رحمه الله تعالى، الفقه فجلس عنده الشيخ عبد الكريم وجرى كلام حول مسئلة في الفقه الحنفي فذكر الشيخ الحنفي أقوال أصحاب المذهب فيها "قال أبو حنيفة رحمه الله كذا وقال أبو يوسف كذا، دون ذكر الدليل من السنة فقال له الشيخ عبد الكريم، وأين قول رسول الله صلى الله عليه وسلم فأجابه: بأن المذهب هكذا وهو ليس بمحدث، فنصح أباه أن يدفعه إلى أحد محدثي بغداد، فكان من أبيه أن دفعه إلى علامة بغداد ومحدثها الشيخ الفقيه نعمان أفندي بن أبي الثناء الآلوسي المفسر، وهو وإن كان في ظاهره حنفي المذهب ألا أنه سلفي المعتقد، ناشر للسنة غير متعصب لقول أمام من الأئمة إذا خالف السنة، حقاً " إن من سعادة الحدث والأعجمي أن يهديه الله لصاحب سنة" قاله سفيان الثوري.
السلفية في العراق:
ولابد لي أن أتكلم ولو بإيجاز عن الأعلام السنية التي نشرت الفكر السلفي في بغداد بعد ظلمات الجهل فوقها ظلمات الهوى فوقها ظلمات الفسق ظلمات بعضها فوق بعض. والغارقون في بحر الظلمات هم الصوفية والروافض والمتمذهبون والمتكلمون وغيرهم.
أن دعوة الأمام المجدد أبي عبد الله محمد بن عبد الوهاب بن سليمان التميمي
رحمه الله تعالى لاقت صدى واسعاً في نجد والحجاز وغيرها من البلدان. لكنها لاقت الرفض من روافض الإسلام. والله يأبى إلا أن يتم نوره ولو كره الكافرون فكان من بعض علماء أهل بغداد خصوصاً أن تأثروا بدعوة الحق إلى دين الله الخالص بمنهج النبي (وبفهم السلف الصالح، ومنهم –على سبيل التمثيل لا الحصر -
العلامة المحقق عبد الله السويدي صاحب الردود على الرافضة.
والعلامة الأمام عبد الله بن محمود أبو الثناء الالوسي الحسيني البغدادي صاحب "روح المعاني". والغالب أن يسير الفتى على نهج أبيه فكان:-
¥