تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

أقول: إن رسم الهمزة في كتب " الرسم " قد ضبط في حدود واسعة، غير أن أهل العلم المتقدمين والمتأخرين قد تجاوزوا تلك الحدود فراحوا يرسمون الهمزة بطرائق عدة، وكأني أميل إلى أن ترسم همزة " بيئة " ياءً كما ألفنا ذلك لدى كثير من أهل العلم .. وغيرهم، ولقد وردت كلمة " بيئة " في المعجمات في " باب الهمزة فصل الباء" جاء في القاموس المحيط:" ...... والاسم " البيئة " بالكسر ".

أقول: كأن كسر الباء مؤذن بلزوم الياء تثبت عليها الهمزة، ولو فتحت الباء وتحولت إلى بناء " فَعْلة" بفتح الفاء لرسمت الكلمة " باءة "، وهي كالبيئة والمباءة بمعنى المنزل ([1]).

الأثري ورسم همزة الآلوسي

يقول الأستاذ إبراهيم السامرائي:" وقد استحسن أستاذنا الأثري أن يثبت همزة الألوسي مفتوحة في الشهرة وهي " الألوسي"، ولم يلتزم المد، وهو الشائع لدى العراقيين وغيرهم من العرب، ولا أدري أكان السيد محمود شكري وأسرته قد ألفوا هذا بينهم؟.

أقول: " الألوسي" بهمزة نظيرة " الآلوسي" بالمد، فقد أشار الأستاذ الأثري إلى ما ورد في كتب اللغة و البلدان في مادة ألوس، فقال:

" ألوس" التي تنتسب إليها أسرة الألوسي، فيها لغات، منها" ألوس" بوزن صبور، و " آلوسة " بالمد، ذكرهما الزبيدي في " تاج العروس"، و" ألوسة" كما في " نزهة المشتاق " للإدريسي، وكذلك في كتابه " صورة الأرض"و " آلس" بالمدِّ وضم اللام، وقد ذكر هذه ابن خلكان عن النجار المؤرخ البغدادي.

أقول: وفي " معجم البلدان " لياقوت، وسائر كتب البلدان مثل هذا، وأنا أميل إلى تكون الشهرة بالمد، لشيوعها مع صحتها، على أني أثبتها مفتوحة جرياً على ما استحسنه أستاذي الأثري" ([2]).

الإباء والوفاء لدى علاَّمة العراق شكري الآلوسي

قال الأب أنستاس ماري الكرملي:" وكان الآلوسي وصل إلى حالة قاصية من الحاجة إلى المال في عهد الاحتلال، فلما عرف ذلك المعتمد السامي برسي كوكس أهداه ثلاث مائة دينار ذهباً إنكليزياً، وكلفني بتقديمها إليه، فلما أتيته بها، رفض قبولها بتاتاً، وقال خير لي أن أموت جوعاً من أن آخذ مالاً لم أتعب في كسبه، فألححت عليه إلحاحاً مملاً مزعجاً، فأبى، وقال: لا تكثر، لئلا أطردك من بيتي طردا لا عودة إليه.

" إلا أن فاقته كانت وقرا على محبيه، وطلب إليَّ بعض الأصدقاء أن أجد له منصباً يُثري منه، فتكلمت مع أولي الأمر، وتمكنت من أن يعين قاضي قضاة المسلمين في العراق، فلما وقف على تنصيبه، أبى، وقال لي:" إن هذا المقام يستلزم علماً زاخراً، وذمةً لا غبار عليها، ووقوفاً تاماً على الفقه، وأنا لا أشعر بذلك، ووجداني يحكم عليَّ بأني غيرُ متصف بالصفات المطلوبة لمن يكون قاضي قضاة المسلمين" ([3]).

وفي هذا المقام يقول الأديب الشاعر عز الدِّين التنوخي الدمشقي ـ أحد أعضاء المجمع العلمي ـ"

تعرضتِ الدنيا له مستميلة *-*--*-* فآثر أخراه وأعرض نائيا

وقال لمعطيه الدنانير: عُد بها *-*--*-* لصاحبها إذ عزة النفس ماليا

هجرتك إن لم ترجع المال هجرةً *-*--*-* بها لا ترى بيتي (أَنْسْتَاسُ) ثانيا

لأحوج للدينار مني مفيده *-*--*-* إذا كان بالدينار يرني المراميا

فهل لشيوخ القوم يحذون حذوه *-*--*-* ليكما يصونوا أوجهاً ونواصيا" ([4]).

زهد علاَّمة العراق، وذكر مرضه، ووفاته:

قال السهروردي:" زهد العلاَّمة المترجم في كل ما تقدم إليه به من وظائف ورتب لأنه لم يحفل بشيء احتفاله بنشر العلوم، وتعليم أبناء الأمة والتصنيف، والتدريس حتى إنه ما قبل عضوية المجمع العلمي العربي بدمشق إلا ليتمكن من توسيع نطاق العلم في البلاد العربية، بقى كذلك حتى ابتلي بالأمراض كثيرة أهمها: مرض الرمل في المثانة، وذلك سنة 1337هـ، فعالجه الأطباء فخفت وطأته نوعاً ما، وحصلت له الاستراحة، ولما لم يحصل لديه طبيب ماهر يستأصل شأفة هذا الداء عاد عليه سنة 1341 هـ، كما لازمته الحمى الشديدة فضعف قلبه، وانهدت قواه، وانحل بدنه حتى صار لم يتمكن على تحمل مرض ما.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير