[وفاة محمود نفيس أحد أعلام الدعوة الإسلامية في مصر، مقال للعلامة محمد بن لطفي الصباغ]
ـ[محمد زياد التكلة]ــــــــ[03 - 12 - 04, 09:46 ص]ـ
توفي الأستاذ (محمود نفيس حمدي) ليلة الجمعة مساء الخميس 19 شوال 1425 (2 كانون الأول 2004)
إنه علم من أكبر أعلام الدعوة إلى الله في مصر.
قلتُ بعد أن عرفته: إن القاعدة "لكل مسمى من اسمه نصيب" تنطبق على الأستاذ محمود نفيس كل الانطباق، فلقد كان محمود السيرة، وهو رجل نفيس قلَّ أمثاله في الرجال.
عرفتُه في الرياض مديرا لمدرسة منارة الرياض، ثم عرفته مسؤولا عن التوجيه في عمادة شؤون الطلاب في جامعة الملك سعود، فعرفتُ فيه الرجل المؤمن الصادق الإيمان، وعرفتُه شجاعا مقداما لا يخشى في الله لومة لائم.
كان يأتي إلى عمله قبل الدوام بساعة، ويبقى في عمله بعد الدوام، كان يعمل الكثير ولا يَظهر، وكان يحبه الأساتذة الذين تحت إمرته، لأنه كان لا يكلفهم بأمر إلا ويعمل معهم ويدافع عنهم دفاعه عن أولاده، وقد كان في وجوده في عمادة شؤون الطلاب أثر كبير في الدعوة إلى الله، فقد كان ينظم المحاضرات، ويقيم الرحلات، ويجعلها هادفةً مذكِّرةً داعيةً إلى الله، عمل في عمادة شؤون الطلاب مع الدكاترة: الدكتور محمود سفر، والدكتور رضا كابُلي، والدكتور محمد الوهيبي، والدكتور محمد علي عيسى، وكان كلٌّ من هؤلاء الرؤساء معجبا به وبعمله، لأنه كان يعمل كل شيء، ويُسند ذلك إلى غيره.
وقد شهدتُ موقفا له مملوءا بالشجاعة والثبات، وذلك عندما شب حريق في منى، وكان واحدا من المسؤولين عن المخيم الجامعي في منى، فعندما اقتربت النار من مخيم الجامعة فرَّ كلُّ من كان في المخيم من الطلاب والمسؤولين، ولكنه بقي في المخيم محافظا عليه ولم يرض أن يخرج معنا، وبقي حتى انجلت الغمة.
كان حسن الإدراة، محبوبا مِن قِبَل مَن فوقه في العمل ومَن تحته.
سُجن أيام فاروق لجهاده ضد الإنجليز، ثم لقي في أيام عبدالناصر السجن والعذاب الشديد، فصبر وصابر سنين معدودة.
وكان رحمه الله مربيا عظيما، تلمس أثر ذلك في أبنائه وبنته الكرام، الذين رباهم على التقوى والتزام الإسلام.
وكان كريما صادقا، تراه دائما في مساعدته لإخوانه، محسنا إلى الفقراء، وكان مهتما بشؤون العالم الإسلامي، متابعا لأحوال المسلمين فيه، يناقش هذه الأحوال مع من يجالس من الناس بعُمق وبصيرة.
كان رحمه الله أمّارا بالمعروف، ونهّاءً عن المنكر، قويا في أداء الفطرة السليمة، مدافعا عن العلماء العاملين.
له من الأولاد ثلاثة ذكور: الأستاذ الدكتور سيف الإسلام، والمهندس عبدالحميد، والمهندس أحمد، وله بنت واحدة: الأستاذة سماح، حفظهم الله، وجعلهم خير خلف.
تخرج الأستاذ محمود نفيس من قسم اللغة العربية من كلية الآداب من جامعة الملك فؤاد كما كانت تسمى، وهي الآن جامعة القاهرة.
كان -رحمه الله وغفر له- شديد الغيرة على الدعوة الإسلامية وعلى اللغة العربية، وكان متمكنا من اللغة العربية أدبِها ونحوِها.
عاش زاهدا داعية إلى الله، وكان في غاية النشاط والحيوية، وكان عظيم الأمل والثقة بالله.
وعندما كان مديرا لمنارة الرياض أقام فيها عددا من المحاضرات العلمية ذات الطابع الإسلامي، وكنتُ واحدا من هؤلاء الذين دعاهم، وكان منهم الدكتور عبدالرحمن باشا، والدكتور رشاد سالم رحمهما الله، والأستاذ عبد الرحمن الباني.
رحم الله الأستاذ محمود نفيس رحمة واسعة، وجعله في عليين، وإنا لله وإنا إليه راجعون.
محمد بن لطفي الصباغ
صباح الجمعة 20 شوال 1425
ـ[محمد زياد التكلة]ــــــــ[03 - 12 - 04, 09:50 ص]ـ
قلت: توفي الأستاذ الداعية محمود نفيس رحمه الله عن عمر يناهز الرابعة والسبعين تقريبا عن مرض عضال طال معه.
وكنت أسمع الثناء العاطر عليه كثيرا من شيخنا الصباغ، ومن شيخنا عبدالرحمن الباني حفظهما الله.
رحم الله الفقيد، وأجزل له ولأهله الأجر والثواب.
ـ[ابن عبد البر]ــــــــ[03 - 12 - 04, 02:44 م]ـ
رحم الله الأستاذ محمود نفيس رحمة واسعة، وجعله في عليين، وإنا لله وإنا إليه راجعون ..
لا إله إلا الله .. ما هذه الأخبار المتوالية ,., عن وفيات الأعلام .. اللهم احفظ العلم بحفظ أهله ..
ـ[الرايه]ــــــــ[03 - 12 - 04, 08:08 م]ـ
رحمه الله وغفر له ورفع درجته في المهديين
ـ[أبو عائشة]ــــــــ[09 - 12 - 04, 03:44 ص]ـ
اللهم أجرني مصيبتي!
وأخلف لي خيراً منها!