تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

(فيا عباد الله، رحم الله امرأ عرف قدر نفسه (1)، فلم يبخسها حقها، ولم يتعد حدوده أيضاً فيرفعها فوق قدرها. فهل آن لهؤلاء أن يكفوا عن الدعاوى العريضة، والمديح المردي، والألقاب الضارة. هل آن لنا أن نراقب القلوب، ونصلح من الألسن، ونتقي الله فنقول قولاً سديداً؟ هل آن لغير المختص في علم من العلوم أن يكف عن تلفيق قواعد وأصول لا سلف له فيها، ولم يحسن فهمها، حتى لا يأتي بالمضحكات المبكيات، قبل العرض على جبار الأرضين والسموات؟ وأن يتوب من دعوى استعداده الإجابة في كل ما يسأل عنه من تفسير أو حكم أو حديث بغير مسوغ؟ وقد قال ابن مسعود رضي الله عنه ـ فيما راوه الدارمي وغيره بإسناد صحيح عنه ـ: ((إن الذي يفتي الناس في كل ما يستفتى لمجنون)): هذا ـ عباد الله ـ فيمن هو أهل، فكيف بمن ليس بأهل؟!.

إذ لا يستطيع مسلم أن يرد القول بأن: ((النية هي المطية))، كما يردد أحد الأحبة دائماً، ولا أن ينفي أن رأس مال كل مسلم من عالم وطالب علم وعابد هو إخلاص العمل لله عزوجل، ومعالجة النية وتصحيحيها على الدوام. وقد قال النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم: (( ... ثلاث لا يغل عليهن قلب امرئ مسلم: إخلاص العمل لله، والنصح لأئمة المسلمين، ولزوم جماعتهم، فإن

دعوتهم تحوط من وراءهم (2))).

وثبت أيضاً أن صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال: ((بشر هذه الأمة بالسناء، والدين، والرفعة، والنصر، والتمكين في الأرض، فمن عمل منهم عمل الآخرة للدنيا، لم يكن له في الآخرة من نصيب (3))). وقد كان سلفنا الصالح رضوان الله عليهم يحترزون من أقوال وأفعال، نعدها نحن في هذه الأيام من التوافه والمحقرات. قيل لأحدهم: أدع الله لنا. قال: لا تحضرني لذلك نية. وكان شيخ الإسلام الأوزاعي رحمه الله ـ على إمامته وجلالته ـ يكره أن يرى معتماً يوم الجمعة وحده مخافة الشهرة، فكان يرسل إلى تلاميذه: الهقل وابن أبي العشرين وعقبة بن علقمة أن اعتموا اليوم فإني أكره أن أعتم.

فيا سبحان الله، هلك الذين كانوا يحبون الخمول ويمقتون الشهرة، وكثرت عمائم العجب والخيلاء حتى ظن بعض من أرخى أربع أصابع أنه قد صار بذلك إمام المسلمين ـ وفيهم ـ يا أسفى ـ شباب في مقتبل العمر. وبعد كل ذلك، فلا يظنن ظان أنني أدعى لنفسي الإخلاص أو التجرد أو الرسوخ في العلم أو طهارة القلب من الآفات.

حاشا وكلا، على أنني أسألها الله عزوجل على الدوام، عسى أو يرزقنيها يوماً من الأيام، ويهديني فيمن هدى، فلا يطردني عن بابه، ولا يحرمني من جنابه. ... )).

================

الحواشي:

(1) جعله الشيخ محمد الغزالي عفا الله عنه حديثاً نبوياً في جريدة ((الشعب)) ليوم الثلاثاء 30 جمادى الآخر 1409هـ، 7 فبراير 1989م، ولا أعلم له أصلاً عن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم، بل هو أثر عن عمر بن عبدالعزيز لم أتحقق من صحته.

(2) قطعة من حديث صحيح، رواه أحمد وأبو داود وابن ماجة عن زيد بن ثابت، وأحمد وابن ماجة والحاكم عن جبير بن مطعم، وأحمد بن أنس. وبقيت له طرق لا مجال لذكرها هنا.

(3) حديث جيد الإسناد، رواه أحمد وابن حبان والحاكم والبيهقي وغيرهم عن أبي، وصححه غير واحد.

ـ[أبوالتراب الأثري]ــــــــ[12 - 01 - 05, 03:32 ص]ـ

لا إله إلا الله سبحانك أني كنت من الظالمين. اللهم أرزقنا علماً نافعاً وعملاً متقبلاً ورزقاً طيباً.

ـ[راشد]ــــــــ[08 - 03 - 05, 10:47 ص]ـ

هل نشرت إجابات الشيخ على أسئلة اللقاء؟؟

http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=23451&highlight=%C7%E1%C8%CE%C7%D1%ED

ـ[بوعبدالله]ــــــــ[11 - 03 - 05, 11:03 م]ـ

تواضع تكن كالنجم لاحالناظر على صفحات الماء وهو رفيع

ولا تك كالدخان يعلو بنفسه الى طبقات الجو وهو وضيع

فأقبح شيء ان يرى المرء نفسه رفيعا وعند العالمين وضيع

وهذا هو حال العلماء التواضع وزهد الدنيا لا الحرص على الدنيا والتسابق على أفخم السيارات والعمارات والعقارات

ـ[ابوعبدالملك الأنصاري]ــــــــ[18 - 03 - 05, 06:36 م]ـ

بارك الله فيكم

ما هو جدول دروس الشيخ و أين

ـ[أبو وكيع الغمري]ــــــــ[18 - 03 - 05, 09:57 م]ـ

بارك الله فيكم

ما هو جدول دروس الشيخ و أين

الأخ الكريم أبو عبد الملك .. جعلتني أكتم ضحكتي في كمي .. (ابتسامة) .. و قد رددتَ بنفسك على قولك: أنا تلميذ أبو اسحاق .. فاعلم _ بارك الله فيك _ أن الطلبة العاديين الذين يحضرون عند الشيخ أبي اسحق حفظه الله يسمعون عن الشيخ عمرو _ أطال الله عمره في خير و ستر _ جيدا .. فضلا عن أن يكونوا تلاميذ للحويني شفاه الله .. و للدعابة .. قال _ فيك _ امام الدنيا عبد الله ابن المبارك: " قد عرفته " .. (ابتسامة) .. و أضيف بمناسبة قولك " تلميذ ,,, إلخ " .. {قُلْ إِنْ كَاْنَ لِلرَّحْمَنِ وَلَدٌ فَأَنَاْ أَوَّلُ الْعَاْبِدِيْنَ} .. أرجو أن تكون فهمتَ مقصودي من هذه المشاركة .. و الحمد لله.

أخوك / الأبا الشنقيطي

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير