تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ـ[هشام أبو يزيد]ــــــــ[02 - 12 - 09, 01:42 ص]ـ

الشيخ أبو ذر القلموني حفظه الله رجل عابد زاهد كما يبدو من مظهره، نحسبه كذلك والله حسيبه، لكن فرق كبير بين العابد والعالم، فالشيخ مجتهد في العبادة نشط في الوعظ، ولكنه ليس من أهل العلم. وأرجو ألا يفهم الإخوة الكرام من كلامي شيئا آخر.

لقد عرفته وأنا ابن ثلاث عشرة سنة، ورأيت منه حنوا كبيرا عليَّ وكان يقشر الموز ثم يعطيني إياه لآكله، ثم سلمني كتاب (ففروا إلى الله).

والشيخ على ما له مناقب وفضائل عظيمة إلا أنه في كثير من الأحيان يأخذ نفسه بالورع ويشدد عليها ثم يجتهد في إلزام غيره بذلك. كما رأينا في مثاله مع الشيخ أبي إسحاق، والأمثلة في ذلك كثيرة ولا داعي لذكرها. وله طرق غريبة في الإنكار وإن كان الأمر مما يسوغ الخلاف فيه.

وكتب الشيخ وفقه الله هي ترتيب وتجميع من كتب أخرى، وهو يقصد بذلك تذكير الناس بها.

ومع هذا فما أحوجنا للعُباد الصادقين أمثال الشيخ أبي ذر بارك الله فيه، فهو يذكرني بمقولة الإمام أحمد رحمه الله حين سأله ابنه عبد الله عن معروف الكرخي العابد المعروف، فقال: هل كان مع معروف شيء من العلم؟ فقال: يا بني، كان معه رأس العلم خشية الله.

وما ذُكر عن الشيخ أبي إسحاق حفظه الله فغير مسلَّم فالشيخ لا يخطب إلا باللغة الفصيحة، وكذلك الدروس وإنما يخرج أحيانا للعامية في بعض العبارات لتبسيطها. كما أنه معروف بدعوته لإحياء اللغة العربية في نفوس الشباب المسلم وبث الغيرة عليها.

ـ[أبو عبدين]ــــــــ[02 - 12 - 09, 02:12 ص]ـ

نِعم العبد ...

ذات مرة كان فضيلة الشيخ القلموني ـ حفظه الله ـ يخطب على المنبر من الورق فقال أن العلم الراسخ يكون من الكتاب ونصح من يخطب أن يفعل هذا ولا يخشى أن يقول الناس عنه أنه غير عالم وذكر قولا ً لابن القيم معناه: إن كنت عالمًا حقًا فلا يهمك أن يقول الناس عنك أنك عالم أو غير عالم.

ولا نريد الخروج عن الموضوع ونقع في غير المشروع بتصنيف مشايخنا الكرام حفظهم الله جميعًا ونفع بهم، فنقول هذا من أهل العلم وهذا ليس من أهل العلم فالله سبحانه وتعالى هو أعلم بقدر عباده وهو أعلم بمن اتقى عز وجل. وما أجمل كتاب الشيخ بكر أبي زيد ـ رحمه الله ـ "تصنيف الناس بين الظن واليقين".

الشيخ العالم العامل أبو ذر القلموني لا تكاد تقابله إلا ويتحفك بسنة لم تكن تعلمها ولا يهاتفك عبر الهاتف إلا ويخبرك حديثا نبويًا لم تسمعه أذناك من قبل طيلة عمرك. ولست والله أقصد مقارنته بأحد إنما لبيان علم الشيخ الذي لا يعلمه الكثير.

وهذا سؤال توجه إلى المشرف على موقع الدرر السنية:

من هم أهل الحديث؟ وهل هناك فرق بينهم وبين الطائفة المنصورة والفرقة الناجية؟

الجواب:

أهل الشيء أخص الناس به، ولقد جاء في اللغة: أهل الرجل أخص الناس به.

- فأهل الحديث: هم أخص الناس به وأكثرهم تمسكاً به، واتباعاً له قولاً وعملاً في الأخلاق والسلوك والعبادة والمعاملة، وفي الاعتقاد ظاهراً وباطناً، ويدخل فيهم دخولاً أولياً من كان مشتغلاً به سماعاً وجمعاً وكتابةً وتعليماً، رواية ودراية، تصحيحاً وتضعيفاً.

- وأهل الحديث هم أهل السنة والجماعة فالحديث هو السنة والجماعة هي الحق ولو كنت وحدك، ومن كان متبعاً للحديث فهو على الحق.

- وأهل الحديث هم الفرقة الناجية فمن لم ينج باتباع الحديث فبما ينجو؟! (أحقّ الناس بأن تكون هي الفرقة الناجية أهل الحديث والسنة الذين ليس لهم متبوع يتعصبون له إلا رسول الله صلى الله عليه وسلم) (مجموع الفتاوى 3/ 347).

- وأهل الحديث هم الطائفة المنصورة بالحق فمن لم ينتصر بالحديث فبم ينتصر؟! قال الإمام أحمد: عن الطائفة المنصورة: (إن لم يكن هم أصحاب الحديث فما أدري من هم!) (فتح الباري 1/ 85).

- وهم الظاهرون على الحق إلى قيام الساعة، فبالحديث ظهروا وبه انتصروا وبسببه نجوا، وهذه كلها ألفاظ ومصطلحات بينها عموم وخصوص أو إطلاق وتقييد، فإذا أطلق أحدها دخل فيه الآخر وأصبح اللفظ دالاً بمفرده على جميع طوائف الفرقة الناجية، وإذا اجتمع لفظ أهل الحديث مع لفظ آخر دلَّ على أن المقصود المشتغلين بالحديث، وهذا ما يفسر إطلاق كثير من السلف لفظ أهل الحديث على المشتغلين به خاصة.

قال شيخ الإسلام (رحمه الله): (ونحن لا نعني بأهل الحديث المقتصرين على سماعه، أو كتابته أو روايته، بل نعني بهم: كل من كان أحق بحفظه ومعرفته وفهمه ظاهراً وباطناً، واتباعه باطناً وظاهراً) (مجموع الفتاوى4/ 95).

ومن هنا يُعلم سرُّ الخلاف بين من فرَّق بين هذه المصطلحات من المنتسبين لأهل الحديث في زماننا هذا وبين من لم يفرق.

- و (أهل الحديث هم السلف من القرون الثلاثة ومن سلك سبيلهم من الخلف) (مجموع الفتاوى6/ 355).

- وأهل الحديث هم أهل النبي وإن ... لم يصحبوا نفسَه، أنفاسه صحبوا

- وأهل الحديث هم الذين (التمسوا الحق من وجهته، وتتبعوه من مظانه، وتقربوا من الله تعالى باتباعهم سنن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وطلبهم لآثاره براً وبحراً وشرقاً وغرباً) (تأويل مختلف الحديث لابن قتيبة ص80).

المشرف على موقع الدرر السنية

http://www.dorar.net/art/6

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير