وهناك الشيخ القارئ المقرئ الذي نحسبه من أهل القرآن وأكرمني الله تعالى بلقائه أكثر من مرة فضيلة الشيخ حامد عبد الحميد أبي نوران الذي قالوا عنه في بطاقة تعريفية على صفحته بموقع طريق الإسلام: "رزقه الله ذكاءً عالياً في فهم كلام أهل العلم". ورسالته إلى الشيخ أبي إسحاق تفوح منها رائحة الإخلاص، ومع هذا فلم نسمع ردًا عليها من أي أحد ولا همسًا ...
بل من أدب شيخي ـ ولم تر عيني في حياتي والله أكثر منه أدبا وحياء وجمعًا بين تعظيم الحق ورحمة الخلق ولا غرو وقدوته رسول الله صلى الله عليه وسلم ـ أنه أخذ رسالة الشيخ ناصر الفهد التي علقت عليها مكتبة أسد السنة وحذف كل الأسماء المذكورة ولم يسم شيخًا ولا مسجدًا مشهورًا! وقال في خطبته على المنبر "والناشر حشى حواشي هي جيدة لكن نعيب عليه أنه ذكر أسماء وأشخاص فلا نعين أشخاصًا بأسمائهم".
حتى اللطيفة التي طارت كل مطار، ما المانع تسمع تحليلي لها وأنا مسكين ضعيف لا أفخر بأكثر من أني "أبي عبدين" فلا أملك للإسلام إلا ذكرين أرجو الله يحفظهما من فتنة التلفاز هما وجميع أبناء المسلمين.
تعال معي برفق وحلم وأناة نحلل الكلام بلا تجمل وتكلف ذوق لا يغني عنا بوم القيامة من النار شيئا! وقد كنت حاضرًا معك خطبة عيد الفطر هذه وكانت بعنوان "حسن العهد من الإيمان" ويحسن نذكر طرفا من موضوعها الآن قبل تحليل "اللطيفة". كانت خطبة والله فريدة يحتاجها كل أخ ملتح وكل أخت منتقبة عن "حسن الخلق"؛ فقال الشيخ فيها بالمعنى: انقضى رمضان ولم ينقضِ الصيام ولا القيام لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال ما يعني: "إن الرجل ليبلغ بحسن خلقه درجة الصائم القائم" فقال الشيخ ومن باب عطف الخاص على العام نتكلم عن "حسن العهد" فذكر ما ذكر من وفاء النبي صلى الله عليه وسلم وحسن عهده حتى مع الجماد والحجر وحتى مع الكفار.
قال الشيخ بالنص:
أليس من الممكن أن تحتلم المرأة وهى نائمة، بصورة ذلك الشيخ الشاب، وزوجها نائم بجوارها.
هل مفهوم هذا المنطوق أن "الأخت التي تشاهد الشيخ سوف "تتخيل" صورة الشيخ وهي "نائمة مع زوجها"؟! " هل هذا هو مفهوم منطوق الشيخ؟ كلا.
كلمة "أليس من الممكن" تعني أن هناك من قد تقع دون ذنب منها نتيجة كثرة تعرضها لرؤية الصور والشخوص طوال النهار في لحظة لا يحاسبها الله عليها ودون إرادتها في ما هو مذكور؟ فهل الاحتلام ذنب؟ هل الاحتلام إخواني جريمة قبيحة نخجل منها؟ هل الاحتلام إخواني يبطل الصيام؟
فالاحتلام أمر كتبه الله على بني الإنسان يحدث في النوم فاسمه "احتلام" دون قصد ولا إرادة من النائم، لكن الذي يظهر لكل واحد يختلف حسبما يرى في نهاره من مناظر وصور وهيئات .. وهذا التلفاز يعرض صورًا لا تنقطع على مدار الساعة. وقد رحت أبحث في جووجل عن كلمة "الاحتلام" فإذا بمحرك البحث الشهير جووجل يقترح علي كعادته أكثر نتائج بحث مشابهة وتأتي عبارة "الاحتلام عند البنات"
وحديث البخاري أن أم سُليم قالت قبل سؤالها لرسول الله صلى الله عليه وسلم هل احتلام المرأة يوجب غسل المرأة ام لا ذكرت كلمة "إن الله لا يستحي من الحق" وفي فتح الباري:
قَوْله: (إِنَّ اللَّهَ لَا يَسْتَحْيِي مِنْ الْحَقِّ)
قَدَّمَتْ هَذَا الْقَوْلَ تَمْهِيدًا لِعُذْرِهَا فِي ذِكْرِ مَا يُسْتَحَى مِنْهُ وَالْمُرَاد بِالْحَيَاءِ هُنَا مَعْنَاهُ اللُّغَوِيّ إِذْ الْحَيَاءُ الشَّرْعِيُّ خَيْر كُلّه. وَقَدْ تَقَدَّمَ فِي كِتَاب الْإِيمَان أَنَّ الْحَيَاءَ لُغَة: تَغَيُّر وَانْكِسَار وَهُوَ مُسْتَحِيلٌ فِي حَقِّ اللَّهِ تَعَالَى فَيُحْمَلُ هُنَا عَلَى أَنَّ الْمُرَادَ أَنَّ اللَّهَ لَا يَأْمُرُ بِالْحَيَاءِ فِي الْحَقِّ أَوْ لَا يَمْنَعُ مِنْ ذِكْرِ الْحَقِّ.
وفي رواية "فَغَطَّتْ أُمّ سَلَمَة وَجْههَا " وفي رواية "فضحكت أم سلمة" وخلي بالك أم سلمة هي راوية الحديث أما صاحبة السؤال فهي أم سليم. وقالت أم سلمة راوية الحديث التي شهدت الواقعة "أو تحتلم المرأة" فذكر الشيخ القلموني "ولا حياء في العلم" وقد أنكر رسول الله صلى الله عليه وسلم على أم سلمة إنكارها لاحتلام المرأة ولم ينكر عليها ضحكها كما في شرح فتح الباري.
¥