الخلاصة أن الشيخ القلموني كلامه مجمل كان يحتاج إلى بيان وأرجو الله تعالى ألا أكون تعسفت في بيانه، فالشيخ حفظه الله لم يقل أن كل أخت تشاهد الشيخ سوف "تتخيل" الشيخ أثناء "نومها مع زوجها" كلا يا أخي ليس أبدًا هذا المقصود، وفارق كبير بينهما، فقد طرح أحد الإخوة سؤالا على منتدى سلفي يقول هل يجوز للرجل وهو يجامع زوجته أن يتخيل امرأة أخرى؟ إذن هذا أمر آخر معروف بين بني الإنس المطبوعين على الفضيلة والرذيلة فهم ليسوا ملائكة ولا شياطين، والإخوة في هذا الزمان ليسوا أفضل من الصحابة الذين كانت فيهم المرأة الغامدية التي زنت وأتت اعترفت حتى رجمت وأمثلة كثيرة غيرها، فالأفضل المواجهة الصريحة لواقعنا ولا مانع أن يكون الشيخ بالغ في التعبير فهو غير معصوم لكن دعك من الأسلوب وخذ المضمون، أليس كان إمام الدنيا في العصر الحالي الإمام الألباني يشتد كثيرا جدًا على مخالفيه فيما يراه من النقد الحق لأنه كان حارسًا لباب السنة الشريفة فهل هذا الأسلوب يجعلنا نسقط حكم الألباني على حديث ما لأن أسلوبه كان شديدا؟ ألم يقل شيخ الإسلام ابن تيمية أن اليد لابد أن تكون خشنة على أختها كي تنظفها لا أذكر النص.
ثم نسخت أخي القول التالي واعتبرته من الغلو:
ثم حري بطلبة العلم تدارك هذه الفتنة، إذ تحريم التصاوير قد كان مستقرًا بين إخواننا، ثم أخذ هذا المنكر يفشو ويذيع"
نعم كل هذا صحيح إن شاء الله تعالى، حري بنا تدارك هذه الفتنة، حري بنا أن نعود كما كنا نطمس كل صورة نراها أما الآن فالاسطوانات تعج بالصور الثابتة للمشايخ وهم نفس المشايخ الذين حرموها من قبل فلماذا سمحوا الآن بظهور صورهم عليها، ولماذا لو التصوير المتحرك حلال والثابت حرام يدعون مخرجي البرامج يعرضون صورا ثابتة لهم في كل مقدمة لحلقة البرنامج وغير هذا من الإعلانات، ولماذا إعلانات عن تلفزيون 250 قناة في حين كل القنوات الدينية لا تتعدى العشرة فإلى أي شيء آخر ندعوا المسلمين؟!
نعم الحق أحب إلينا، والمشايخ الذين يظهرون ما زالوا مشايخنا لكن من الحق أن نخالفهم فيما نعتقد أنهم ليسوا فيه على الحق فيه ومع هذا "لا ننكر علمهم ومواعظهم ورقاقهم ... علمهم لا يخفى ... وسعيه لا ينسى ... أبكوا المؤمنين ... وهدى الله بهم الضالين ... هم مشايخنا وأئمتنا ... وأحبتنا وقرة أعيننا ... ولكن رسول الله صلى الله عليه وسلم أحب إلينا فاطرح الصورة واكتف بالصوت" ألم ينقل هذا القلموني في رسالته نقلا عن المعلق؟
ذات مرة كتبوا عن الشيخ أبي ذر القلموني في الإنترنت ترجمة موجزة قال فيها كاتبها "ومعروف أنه لا ينازع أحدًا على الساحة" وسار الأمر هكذا حتى ظهرت القنوات الدينية فسارع الشيخ بإصدار رسالته من واجب البيان المسؤول عنه أمام الله تعالى، هذه الرسالة التي جعلته الآن مشهورًا وسببا في سؤال كثير من الناس عنه من داخل مصر وخارجها فلله الأمر من قبل ومن بعد، ويحضرني قول أبي هريرة رضي الله عنه: "إن الله أراد منا أشياء وأراد بنا أشياء فلا تنشغل بما أراده الله بك عما أراده منك." فالبيان قبل فوات الأوان!
وأختم بنقل عن أخ في إحدى المنتديات:
لما ظهرت ملامح فتنة الفضائيات في بدايتها خرج أبو ذر القلموني ناهرا إخوانه مغلظا عليهم بأن لا يقعوا في هذا الفخ و ذلك في خطبتين مسجلتين و قد فرغهم و طبعهم على حسابه كعادته جزاه الله عن ذلك خير الجزاء و عوضه الله عن كل ما يطبعه على نفقته دون أجرا من عباد الله بأجر من رب العباد و على الفور كانت الردود الجاهزة في مثل تلك المواقف مثل أنه لا يعلم فقه الواقع لا يعلم شيئا عن إسترتجية العمل الإسلامي و لا يفقه في مصلحة الدعوة و الكلام عن تشدده في بعض المسائل و تمسكه بأمور يسع فيها الخلاف يعني خلاصة القول من خرج في الفضائيات أدعى أنه يفقه في فقه الواقع و له إستراتجية دعوية واضحة و جيدة يفقه في مصلحة الدعوة و غيره لا و ذلك كعادة القوم في مثل هذه المواقف و الأن و بعد أن أطلت فتنة الفضائيات علينا برأسها و مدت أرجلها و أيديها و جلست معنا و تربعت في بيوتنا و كتمت أفواهنا هل نستطيع أن نقول أن أبا ذر القلموني كان أبعد رؤية في هذه المسئلة من هؤلاء كلهم هل نستطيع أن نقول حقا أنه في هذه المسئلة هو صاحب فقه الواقع و يعرف ما هو فقه الأولويات حقا عن هؤلاء حقا و هل نستطيع أن نقول بصراحة أنه في هذه المسئلة يعلم أين تكون مصلحة الدعوة و أين يكون ضررها لقد رأى أبو ذر القلموني الفتنة التي لم يراها هؤلاء لقد رأها و هي مقبلة و لم يراها هؤلاء .... إلخ))) انتهى.
وتكملة كلام الأخ على النت لم أنقله لأني أختلف معه فيه فمن ذا الذي لم يخطأ قط ومن له الحسنى فقط! "وتمت كلمة ربك صدقا وعدلا" سبحانه وتعالى.
سامحوني أطلت، وسلفنا الصالح كانوا ينقلون أقوال بعضهم بعض ويخالفون بعضهم بعضا دون تجريح، فاللهم اغفر لنا وارزقنا الأدب، نسأل الله تعالى أن يرينا الحق حقا ويرزقنا اتباعه وأن نكون من الغرباء حقا الذين وصفهم النبي صلى الله عليه وسلم وقال عنهم ابن القيم:
الغرباء الممدوحون المغبوطون ولقلتهم في الناس جداً سموا غرباء فإن أكثر الناس على غير هذه الصفات فأهل الإسلام في الناس غرباء، والمؤمنون في أهل الإسلام غرباء، وأهل العلم في المؤمنين غرباء، وأهل السنة الذين يميزونها من الأهواء والبدع فهم غرباء والداعون إليها الصابرون على أذى المخالفين هم أشد هؤلاء غربة ولكن هؤلاء هم أهل الله حقاً فلا غربة عليهم وإنما غربتهم بين الأكثرين الذين قال الله عز وجل فيهم (وإن تطع أكثر من في الأرض يضلوك عن سبيل الله)
¥