تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

الشيخ إسماعيل: أما عن بدايتي مع القرآن الكريم فالفضل يعود لله سبحانه وتعالى الذي هدانا لهذا، حيث عندنا في قريتي اعتقاد سائد بين عوام المسلمين بأن الطفل لا يدخل المدرسة إلا وقد ختم القرآن الكريم قراءة من المصحف عند الشيخ، وكان في قريتي " كتّاباً " يسمى بالمالوية " فُنْدُأ " وهو عبارة عن كوخ يأتي إليه الطلاب لدراسة القرآن وتعلم الصلاة وبعض الأمور الشرعية واللغة العربية. فالتزمت مع شيخي الشيخ زين العابدين بالكتّاب وقرأت عليه القرآن وتعلمت بعض الأمور الفقهية وغير ذلك. وكنت أقرأ القرآن ولا أفهم منه شيئاً. ويكون الشخص عندنا أُميًّا لا يقرأ ولا يكتب العربية لكنه يستطيع قراءة القرآن الكريم.

* الفرقان: يعني في هذه المرحلة لم تحفظ القرآن بعد؟!

الشيخ إسماعيل: نعم، في هذه المرحلة تعلمت كيف أقرأ القرآن ولم أحفظه.

الفرقان: ماذا عن حفظك القرآن، وكيف كانت طريقة الحفظ؟

الشيخ إسماعيل: بعد ذلك دخلت المدرسة الابتدائية وكنت أدرس فيها باللغة المالوية – لغتنا - في حوالي سنة 1953 على حد ذاكرتي بعد ذلك انتقلت إلى مدرسة عربية تعلم العلوم بالعربية وتنقلت في الصفوف الدراسية بنجاح ثم انتقلت إلى كوالالمبور ودخلت مركز تحفيظ القرآن الكريم التابع للمسجد الوطني " نيكرا " وبدأت بحفظ القرآن الكريم على يد الشيخ المفتي الداتؤ محمد نور إبراهيم – رحمه الله تعالى – وهو من علماء ماليزيا الكبار، وكان من علماء القراءات السبع وحفاظ القرآن الكريم، درس القراءات في مكة المكرمة على الشيخ عبدالله سنكاره وكانت وفاته في حوالي عام 1983م. وقد منّ الله عليّ فأتممت حفظ القرآن الكريم بعد ثلاث سنوات وامتحنت بالحفظ ونجحت فيه وكان عمري آنذاك بحدود خمس أو ست عشرة سنة.

* الفرقان: هل درستم القراءات القرآنية من سبع أو عشر على الشيوخ؟

الشيخ إسماعيل: بعد نجاحي في حفظ القرآن الكريم ابتعثت إلى الأزهر الشريف بمصر والتحقت بمعهد القراءات بشبرا في القاهرة، وهناك درست علم التجويد والقراءات السبع وحفظت متن الشاطبية وقرأته بمضمنها القراءات على شيوخي في المعهد أمثال الشيخ المقرئ المتقن سليمان إمام الصغير والشيخ متولي الفقاعي والشيخ إبراهيم عطوة، وأفدت منهم كثيراً وتعلمت صحة النطق وتصحيح الأداء وعلم التجويد، كما أكرمني الله بأنني كنت أذهب إلى مقرأة الإمام الحسين وكان شيخ المقرأة آنذاك الشيخ المقرئ محمود خليل الحصري - رحمه الله - وقرأت عليه بمقرأته لمدة ثلاثة شهور برواية حفص عن عاصم وأفدت منه كثيراً.

ودرست أيضاً بالأزهر الفقه الشافعي على الشيخ رجب وهو من أعضاء لجنة الفتوى بالأزهر. وبعد أن أتممت الأربع سنوات في الأزهر تخرجت وحصلت على إجازة الأزهر بالقراءات في أوائل السبعينات.

الفرقان: بعد تخرجك من الأزهر، ما هي الأعمال التي قمت بها؟

الشيخ إسماعيل: بعد تخرجي من الأزهر تزوجت، وبعدها عملت مع رابطة العالم الإسلامي بسنغافورة. وقمت بعدها بافتتاح مركز أو مكتب لتحفيظ القرآن الكريم وخرجت أكثر من خمسين حافظاً للقرآن الكريم. بعد ذلك عملت في سلطنة بروناي في مجال تحفيظ القرآن. وها أنا الآن أعمل كبيراً للأئمة في جامع بوترا بمدينة بوتراجايا والحمد لله.

* الفرقان: بحمد الله تخرج على يديك الكثير من حفظة القرآن الكريم، حبذا لو ذكرت لنا أنجب تلاميذك؟

الشيخ إسماعيل: الحمد لله على نعمه، أذكر من تلاميذي الشيخ (رحيم جوسة) وهو يعمل مدرساً للتلاوة في الجامعة الإسلامية العالمية. وأذكر منهم أيضاً الشيخ (خير الأنوار محمد بن محمد) الذي حفظ القرآن علي ودرس أصول القراءات، وذهب للتدريس بالجامعة الإسلامية بالمدينة النبوية، ويعمل الآن مدرساً في جامعة العلوم الإسلامية (كويم).

* الفرقان: ما عدد الأجزاء التي تراجعها من حفظك يوميًّا؟

الشيخ إسماعيل: كما تعلم " من قرأ الخمس لم ينس "، وهذه القاعدة من أهم قواعد مراجعة القرآن، كل يوم خمسة أجزاء، لكنني حقيقة أراجع يوميًّا من ثلاثة إلى أربعة أجزاء.

* الفرقان: هل للشيخ إسماعيل مؤلفات أو إصدارات تتعلق بالقرآن وعلومه؟

الشيخ إسماعيل: الحمد لله فأنا لست من أهل التأليف والتصنيف، لكنني كتبت كتاباً في علم أحكام التجويد باللغة المالوية وكنت أدرس منه في حلقات التحفيظ، كما أكرمني الله تعالى بتسجيل ختمة كاملة للقرآن الكريم برواية حفص عن عاصم من طريق الشاطبية بصوتي وتذاع في إذاعة القرآن بولاية ترانكانو.

* الفرقان: هل شارك الشيخ في تحكيم المسابقات القرآنية؟

الشيخ إسماعيل: نعم، شاركت في تحكيم عدة مسابقات قرآنية كان آخرها المسابقة الوطنية على مستوى ماليزيا بحفظ القرآن الكريم وكانت بولاية قدح.

* الفرقان: جزاكم الله خيراً على هذه المعلومات الطيبة التي أتحفتنا بها. هل من كلمة أو وصية تحب إيصالها لأهل الفرقان والقرآن؟

الشيخ إسماعيل: يقول الله تعالى: " ولقد يسرنا القرآن للذكر فهل من مدّكر ". أوصي أهل القرآن الكريم أن يعتنوا ويهتموا بالقرآن وأن يحرصوا على حفظه وتلاوته وأن يتمسكوا بما فيه، وليعلموا أن هذا القرآن العظيم مفتاح العزة والتقدم لأمة المسلمين، فالقرآن غنىً لا فقر معه. والحمد لله رب العالمين.

ونشكر مجلة الفرقان على اختيارهم لي في هذه المقابلة ونسأل الله أن يوفق الجميع لما فيه خير الإسلام والمسلمين.

العدد السادس والثلاثون

ذو القعدة/ ذو الحجة 1425هـ

كانون الثاني 2005م

من مجلة الفرقان

http://www.hoffaz.org/

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير