تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

وله رأي أيضًا في عدم جواز القراءة بأكثر من رواية في الجلسة الواحدة.

فهو مُفْرِدٌ روايةً ومقامًا وطبقةً.

ولا تظن أن هذا معيب، بل هو فيما أظن وما أتذوق مفيد معين على التدبُّر، بل على بيان وحدة الكلام المتلو، وعلى تبيُّن الخيط الرابط لأجزائه، وعلى البقاء في الوجد نفسه، وفي الحالة النفسية نفسها، خاصة إذا كانت النغمة ممتعة ومرضية، فهي تعمل عمل الإلحاح في التحزين بنمط واحد.

ولذلك تجد أغاني الرثاء والحزن في المآتم تمشي على نمط واحد، بل أزعم أن التراث الشعبي لكثير من الشعوب فيما أظن يسير فيه العمل الواحد على نمط واحد من أوله إلى آخره.

• ألحان السماء:

قرأت ما كتبه محمود السعدني عن الشيخ الحصري في كتابه: " ألحان السماء "، فلم يعجبني، قال: " لم يكن في الطبقة الأولى بين القراء ... حجة في القراءات الصحيحة، ولا يزيد!

والفرق بين مصطفى إسماعيل ومحمود الحصري هو ذاته الفرق بين الأديب نجيب محفوظ وأستاذ الأدب في الجامعة ... فالأول فنان، والثاني مدرس، ومن السهل إنتاج ألف أستاذ، ولكن من العسير خلق فنان واحد " (ص 83).

والكتاب كله ليس جادًّا، وهو ذكريات وأخبار و" دردشة " صحفية، وفيه أشياء لا تلائم مقام القراءة ومقام المقروء.

على أن هذا الرأي يُفهم كلَّ الفهم من رجل لا خبرة له بعلوم العربية وعلوم القرآن الكريم، فهو يبحث عن الفن الإبداعي في ذروته فحسب، ولا يهتم اهتمامًا كبيرًا بفصاحة الحروف، ودقة الأداء، ولا يستطيع تقدير قيمة مؤالفة هذا للصوت الحسن، والفن الإبداعي في لون من ألوانه.

• تسجيلات الشيخ الحصري:

سُمِّي الشيخ الحصري شيخًا لعموم المقارئ المصرية خلَفًا لشيخه الشيخ علي الضباع - رحمة الله عليه! - سنة 1960 (فيما ذكر في ترجمته لنفسه بصوته، وله ترجمة في تتمة الأعلام 2/ 244، وفي إتمام الأعلام ص 426)، ومن مشايخه أيضًا الشيخ عبد الفتاح القاضي، وله مؤلفات في علوم القرآن الكريم، وهو أول من سجل القرآن الكريم ختمة كاملة.

ومن تسجيلاته الكاملة للقرآن الكريم (وهي متاحة متداولة إلا ما سنذكر):

1 - ختمة برواية حفص عن عاصم، بقصر المد المنفصل، وهي أول ما سجل، سجلها سنة 1961.

2 - ختمة برواية ورش عن نافع، سنة 1964.

3 - ختمة برواية قالون عن نافع، سنة 1968.

4 - ختمة برواية الدوري عن أبي عمرو.

5 - ختمة برواية قُنْبُل عن ابن كثير (حدثني أنه سمعها منذ نحو عشر سنوات كاملة من إذاعة القرآن الكريم المصرية: أخي الشيخ عبد الله الفاخري، وهو خبير في التسجيلات القرآنية المصرية، خاصة تسجيلات الحصري، ثم وقفوا إذاعتها، ولما سألهم عنها في مهاتفة نفوا أن تكون عندهم، ولعلنا نحصل على قطعة منها فننشرها).

6 - ختمة التعليم، برواية حفص، وهي بمرتبة التحقيق، بلا ترنم، ويقف برهة بمقدار ما يقرأ السامع.

7 - ختمة برواية حفص، بتوسيط المد المنفصل.

8 - ختمة مجودة برواية حفص، بقصر المد المنفصل.

9 - ختمة مجودة برواية حفص، بتوسيط المد المنفصل، وتوسيط العارض للسكون.

وهذه الأخيرة أعدُّها أعلى ما سجل الشيخ الحصري من ناحية الروح، والفن الإبداعي، وهي متجانسة متشابهة من أولها إلى آخرها، تسري فيها روح واحدة، كأنه سجلها في يوم واحد، وهذا يدل على أنه سجلها في مدة قصيرة.

ليس فيها فتور في الجهد، ولا اختلاف في الجودة، وفيها وَجْدٌ وانفعال وتحزين لم أتذوقه في شيء مما سجل الشيخ الحصري - عليه رحمة الله! - وفيها وقَفَات مبتكرة.

وأظنها من أواخر ما سجل، إن لم تكن آخر ما سجل من الختمات الكاملة.

وهذه الختمة - وا أسفا! - غير متاحة كاملة للناس، ولكن تذيع منها إذاعة القرآن الكريم المصرية نصف حزب من أول كل جزء؛ لأنها تذيع ختمة مؤلفة من تلاوة أربعة من القراء، والثلاثة الآخرون هم: الشيخ مصطفى إسماعيل، والشيخ محمود البنا، والشيخ عبد الباسط، فتذيع نوبة كل يوم لواحد من هؤلاء (آخر عهدي بوقت إذاعتها أنه بعد أذان عصر القاهرة).

وأظن أن بعض الناس سجلها من الإذاعة على هذا التقسيم، ونشرها على النت (تجدها في موقع طريق الإسلام).

وتذيعها قناة المجد للقرآن الكريم على هذه الهيئة، وتضيف إليها نوبتين للشيخ المنشاوي، وللشيخ الطبلاوي.

وأظن أنه من حق المسلمين على إذاعة القرآن الكريم المصرية أن تنشر هذا التراث النفيس، ولا بأس بأن تبيعه، وستربح من ورائه - إن شاء الله - في الدنيا والآخرة.

وأنا أعرف أن النشر على النت لم يبق لناشري الصوتيات شيئًا كبيرًا، ولكن ما زال كثيرٌ من الناس يحرصون على اقتناء الأصول، وعلى اقتناء العمل الكامل من مصدره •

المصدر بشيء يسير من التصرف:

http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?p=83492#post83492

ـ[محمد العوني]ــــــــ[20 - 07 - 09, 12:43 ص]ـ

بارك الله فيك و جزاك خير الجزاء

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير