د. أنمار، 18 - 06 - 2004.
ـ[إبراهيم الجوريشي]ــــــــ[22 - 08 - 05, 12:02 م]ـ
الشيخ سعيد العبد الله - رحمه الله تعالى
(1341 هـ (1923م) - 1425 هـ (2004م))
هو سعيد بن عبد الله بن محمد بن عبد الله بن محمد بن مصطفى ابن الشيخ عبيد بن الشيخ صالح الحسي نسبة لمنطقة الإحساء في المملكة العربية السعودية، منشأ أسرة الشيخ والتي غادرها أجداده قبل ثلاثمائة عام تقريباً، واستوطنوا شمال سورية في قرية (تادف) قرب حلب، ثم انتقل قسم منهم واستوطنوا شرق محافظة حماة وهم أسرة الشيخ، واستوطن قسم منهم غرب محافظة حمص.
· ولد في قرية الجنان التابعة لمدينة حماة عام 1341 هـ الموافق 1923 م، وفي عامه السادس كف بصره إثر علاج شعبي لعينيه، وكان ذلك خيراً له.
· بدأ تعليمه وقرأ القرآن من عامه السابع بعد أن كف بصره، وحفظه على شيخه الشيخ عارف النوشي في قرية الجنان، وبعد حفظه للقرآن انتقل إلى مدينة حماة، ودرس على علمائها من العلوم المختلفة وعلوم القرآن والقراءات، فتلقى القراءات السبع على شيخه الشيخ نوري أسعد الشحنة، وكان كفيفا، وأتم القراءات الثلاث المتممة للعشر على شيخه العلامة الشيخ عبد العزيز عيون السود أمين الإفتاء في مدينة حمص، ودرس الفقه الشافعي على شيخه الشيخ توفيق الصباغ الشيرازي، والفقه الحنفي على الشيخ زاكي الدندشي، والشيخ محمد الحامد علامة حماة، ودرس أصول الفقه على الشيخ محمود العثمان، والأدب والبلاغة على الشيخ سعيد زهور، والصرف على الشيخ عارف قوشجي، والتفسير على الشيخ مصطفى علوش، ومن شيوخه الشيخ سعيد الجابي الذي حارب البدع ونصر السلف، وكان شيخ السلف في عصره، رحم الله الجميع.
· بعد وفاة شيخه الشيخ نوري أسعد الشحنة عين الشيخ سعيد العبد الله بإجماع العلماء خلفا لشيخه لمشيخة الإقراء في حماة ومدرساً للقرآن وعلومه في مدرسة دار العلوم الشرعية التي تخرج منها عام 1940 م بعد أن أجيز من الشيخ نوري الشحنة بالقراءات السبع وأجيز من الشيخ عبد العزيز عيون السود بالدرة (والطيبة شفويا).
· أسس معهد دار الحفاظ والدراسات القرآنية في مدينة حماة، الذي تخرج منه عدد كبير من حملة القرآن الكريم، وتوزعوا في البلاد ينشرون هذا الخير في ربوع العالم الإسلامي
· كان لا يشبع من العلم، بكافة أنواعه، فقد كان موسوعة في العلوم، فإلى جانب علمه بالقرآن والقراءات، كان مرجعا في التفسير والفقه والحديث، بحرا في علوم اللغة وآدابها، يطرب لسماع الشعر، ويحفظ الكثير من الأشعار والمتون في جميع العلوم والفنون، وقد نظم العديد من القصائد والمنظومات التي تدل على التمكن في لغة الضاد لغة القرآن الكريم
· كانت مكتبته العامرة ولا تزال مرجعا لطلاب المعرفة، لما حوت من مراجع قيمة في مختلف العلوم والفنون.
· أدخل التقنية الحديثة في تلقي العلم وتلقينه، فكان من أوائل مَن أدخل التسجيل الصوتي، فكان يكلف بعض تلاميذه بالقراءة، أو تسجيل المتون، أو كتب التفسير والقراءات واللغة والحديث، ثم يعود إليها ليسمعها، حتى تكونت عنده مكتبة صوتية لا تقل قيمة عن المكتبة المقروءة (وكان لي الشرف أن سجلتُ له العديد من الكتب القيمة).
· كان مثالاً صادقاً لعلماء السلف إخلاصاً وكرماً وخلقاً وفضلاً. فقد امتاز بدماثة الخلق، وقوة الحجة، والكرم المفرط، حيث كان هو الذي ينفق على طلابه الذين حملوا هذا العلم الشريف ويكرمهم، ويسأل عنهم، ويتصل بهم، ويعمل على خدمتهم، وتيسير سبل العمل لهم، حتى إنه كان يتفقد أبناءهم وعائلاتهم في حياتهم وبعد وفاتهم.
· كان حنفي المذهب، ولكنه يتتبع الدليل، سلفي العقيدة، مع روحانية شفافة، يحب العلماء السابقين ويعنف من ينتقدهم، أو ينتقص منهم
· ظل طيلة حياته المباركة يسعى لعمل الخير، فبنى العديد من المساجد في القرى والمدن، وكان يساهم في جمع التبرعات لكل عمل خيري، فكان ولا يزال مقصداً لكل مَن يسعى في مشروع خيري.
· في عام 1966 م تزوج الشيخ ورزق بثلاثة ذكور هم (عبد الله ومحمد عبد الحكيم وعبد الباري) وكلهم من حفظة القرآن الكريم ومن الجامعين للقراءات)، وخمس بنات (اكتسبن منه العلم والخلق والأدب)
¥