ـ[إبراهيم الجوريشي]ــــــــ[23 - 08 - 05, 12:55 م]ـ
شيخ المقارئ المصرية
رزق خليل حبة
في ذمة الله
بقلم: إبراهيم الجوريشي
سنة الله تعالى ماضية في خلقه، فالموت حق لا ريب فيه، فها نحن نفقد الأحباب والأخلاء والأصحاب. وبموت علماء أمة الإسلام تكون الخسارة كبيرة كيف لا وهم عمادها وركنها الشديد. فلقد بلغنا في صباح يوم الخميس السابع من شهر ربيع الثاني لعام 1425هـ الموافق للسابع والعشرين من شهر أيار لعام 2004م نبأ وفاة شيخ القراء و المقارئ المصرية الشيخ العلامة رزق بن خليل حبة بعد حياة حافلة قضيت مع كتاب الله تعليما وإقراء وتدقيقا.
مولده:
ولد الشيخ رزق في قرية كفر سليمان البحري بمحافظة الغربية، التابعة حاليا لمحافظة دمياط، في عام 1338هـ = 1918م.
قصته مع حفظ القرآن الكريم:
التحق الشيخ رزق خليل حبه بالمدرسة الابتدائية وتخرج منها، ثم انتقل إلى التعليم الأولى، وأتقن علم المحاسبة الإدارية، وحتى هذه اللحظة لم يكن قد حفظ القرآن الكريم. ولما بلغ الثامنة عشرة من عمره وفد إلى بلدته الشيخ أبوالعينين شعيشع وقرأ فيها. ويقول الشيخ رزق – رحمه الله – واصفا هذا الموقف: " فلما سمعته في هذه الليلة تأثرت بما يتلوه من قرآن، وشدتني أية تلاها من سورة الحجر:
(ولقد آتيناك سبعا من المثانى والقرآن .. العظيم .. لا تمدن عينيك إلى ما متعنا به أزواجا منهم .. ولا تحزن عليهم واخفض جناحك للمؤمنين). وهزتني من الداخل ولم تبرح أذني حتى الآن، وكنت في تلك الفترة أحفظ بعض السور القليلة من جزأي عم وتبارك، فعزمت أن أحفظ القرآن، ولم يكن حفظي في تلك الفترة لوجه الله تبارك وتعالى، بل كان حبا في صوت الشيخ شعيشع، لأنني كنت أتلو القرآن بيني وبين نفسي بصوت جيد، وشجعني على ذلك أنني كنت مقدما على سن التجنيد، ووقتها كان يعفى من دخول الجيش من يحفظ القرآن الكريم كاملا ".
وذهب الشيخ رزق إلى أحد فقهاء بلدته و هو الشيخ حسن سعيدة، وعرض عليه الفكرة، فاستبعد الشيخ حسن عليه أن يحفظ القرآن في مدة هي أقل من سنة، وهي المدة الباقية على طلب التجنيد، لكن الشيخ رزق جد واجتهد وبدأ بحفظ ربع من القرآن كل يوم حتى أتمه في ثمانية أشهر كاملا
،ثم ذهب إلى لجنة الاختبار وجلس أمام اللواء أحمد كامل رئيس اللجنة .. وبادره قائلا:اتل علينا من سورة النساء .. إن المتقين فقال له رزق خليل لا يوجد فى سورة النساء إن المتقين فغضب رئيس اللجنة لأنه كان قد أعجب به قبل أن يبدأ .. ان المنافقين صدقت .. نعم .. إنها .. الاختبار وعلى الفور نظر رئيس اللجنة فى المصحف وقال له اجتاز الشيخ رزق الاختبار.
رحلته العلمية:
هذا النجاح دفع الشيخ رزق حبة إلى الالتحاق بالأزهر الشريف،فجاء إلى القاهرة التحق منتسبا بالأزهر،ودرس العلوم الشرعية والعربية ثم حصل على الشهادة العالية للقراءات وشهادة تخصص القراءات من قسم القراءات بكلية اللغة العربية من الأزهر عام 1952 م.
وفور تخرجه عمل الشيخ رزق خليل حبه مدرسا بمعهد القاهرة،ثم بمعهد القراءات الثانوى بالخازندار .. ثم عمل مفتشا على مستوى الجمهورية من عام 69 حتى عام 1978مما اتاح له فرصة التنقل بين المحافظات للتفتيش على علوم القرآن.
ودعته دولة الإمارات العربية للإشراف على تسجيل مصحف مرتل بمدينة أثينا باليونان، وذلك لترجمة معاني القرآن عليه.
وقرأ الشيخ رزق خليل حبه القرآن الكريم بالإذاعة حتى عام،1954 ثم توقف وإنتقل لموقع المعلم،واتجه إلى تصحيح القرآن المطبوع والمسموع،فاختير عضوا أساسيا بلجنة الاختبارات بالإذاعة،وأتاح له عمله الاستماع إلى المصاحف المرتلة ومنها ستة مصاحف للشيخ الحصرى برواية ورش وقالون وأبو عامر البصرى وحفص.كما قام بتصحيح مصاحف الشيخ محمد صديق المنشاوى ومصطفى إسماعيل وعبدالباسط عبدالصمد والطبلاوى وأحمد نعينع وحجاج السويسى .. بخلاف الأشرطة الصوتية التى سجلتها الإذاعة لجميع مشاهير المقرئين ومنهم الرواد الشيخ رفعت والشعشاعى.
وعمل الشيخ رزق خليل حبه مصححا للمصاحف بالأزهر الشريف وكان أول مصحح بالأزهر وأول عضو بلجنة عملت فى تصحيح المصاحف.
¥