والسؤال هو: هل لشيخنا إجازة من مشايخه هؤلاء أم أن روايته سماع عليهم فقط؟ هذا أحد الأسئلة التي كتبتُها للشيخ ولم يتيسر أخذ الإجابة، وأخبرني الشيخ الرحلة صالح العصيمي بعد ذلك في الرياض -وقد لقي شيخنا قبلي، بل هو مَن أفادني به- أن هذه رواية عامة، ومن القرائن التي تؤيد مذهبه أن شيخنا ذكر سلسلة أسانيده مقروءاته إلى نذير حسين في الورقة التي أعدّها للإجازة، وهذا هو الأصل في مثل هذه الحال، وهو محدِّث عارف، وقد صرَّح لي بأهمية الإجازات كما تقدم، فالله أعلم.
على كل حال فقد كتبتُ استدعاءً للإجازة أرسلتُه لبيت الشيخ قبيل سفري من مئو عصر الأربعاء، ونبهتُ إلى ضرورة إفهام الشيخ أنها إجازة، فرجع الرسول وقد وقع الشيخ الإجازة بقلمه وختمه، وقال إن الشيخ قرأ الاستدعاء وفهمه، وهو معتاد على الإجازة، فالحمد لله، ثم وقّع على الاستدعاء بعده الشيخ محمد الأعظمي.
ومن أعيان المشايخ وطلبة العلم الذين استدعيتُ لهم الإجازة من الشيخ: عبدالعزيز بن إبراهيم بن قاسم، وسعد الحميد، وحسين آل الشيخ إمام المسجد النبوي، وعبدالله بن حمود التويجري، وعبدالرحمن الفريوائي، وعادل الكلباني، وعبدالله السعد، وعدنان العرعور، وصالح بن عبدالعزيز آل الشيخ، وعثمان الخميس، وعمر الحفيان، وعبدالله بن صالح العبيد، وصالح العصيمي، وعبدالباري الأنصاري، وخالد بن سالم البحريني، وعامر حسن صبري، ومحمد بن ناصر العجمي، ومشهور سلمان، وعلي بن حسن بن علي بن عبدالحميد، وسليم الهلالي، وخالد الدريس، ومحمد بن تركي التركي، وخلف بن حمدان العنزي، وعبدالوهاب الزيد، وعبدالله بن ناجي المخلافي، وحامد أكرم البخاري، وأحمد عاشور، وجمال عزون، ووليد المنيس، وفيصل العلي، ووليد العلي، وعبداللطيف الجيلاني، وعايض الدوسري، وبندر الشويقي، وخالد السباعي، في جمع يزيدون على مائة وثلاثين، مع ذريتهم.
ومن طرائف الشيخ ما حدثنيه الشيخ إقبال أحمد المحمدي (من المشايخ التجار، وهو وجيه بلدة كِيدْبُورَه المتاخمة لمئو، ومؤسس الجامعة المحمدية فيها)، قال: ألَّف أحد متعصبة الحنفية كتاباً اسمه راحة القلب والعينين في ترك رفع اليدين، وردَّ السنة الصحيحة، وتطاول على البخاري وغيره، فكتبتُ مجلَّداً في الرد عليه، واحترتُ في اسمه، فاقترح علي الشيخ عبدالعزيز الأعظمي أن يسمى: ضرب النعلين! ثم استقر الأمر أن أزيد في في العنوان حرفاً واحداً، وسميتُه جراحة القلب والعينين في ترك رفع اليدين، فصار العنوان والرد مزعجين لمتعصبة المقلدة!
آخر أيام الشيخ رحمه الله:
عاش الشيخ رحمه الله فقيراً طوال عمره، بحيث كان أواخر أيامه لا يكاد يحصل قوت يومه –فيما حدثني أحد معارفه من المشايخ الهنود- فضلاً عن استطاعة علاج السمع أو شراء جهاز لتقويته، ولما أخبرتُ بهذا أحد أفاضل طلبة العلم الكويتيين -جزاه الله خيراً- هبَّ لمساعدة الشيخ وطلب إعلامه بطريقة إيصال المعونة له، فلما اتصلتُ بالشيخ الدكتور مقتدى الأزهري حفظه الله للاستفسار عن الأمر أخبرني بوفاة الشيخ عبدالعزيز رحمه الله، وقال إن أموره الصحية تدهورت منذ وفاة زوجه من ثلاثة أسابيع، واقتضى الأمر نقله من مئو إلى بنارس للعلاج، وهناك أخبرهم الطبيب بأن حالته ميؤوس منها، وأن الأفضل أن يعود لبيته، فحُمل بالقطار إلى مئو يوم الأربعاء، وانتقلت روحه إلى بارئها في الليل؛ ليلة الخميس 1/ 6/1426 رحمه الله تعالى.
فرحم الله شيخنا! خرج من الدنيا ولا يملك من حطامها شيئاً! وبقيت حسناته العلمية والتعليمية المنتشرة في سائر الهند عموماً، وشمالها خصوصاً، حيث درَّس في كبريات مدارسها وجامعتها أكثر من ستين سنة، وتخرج عليه كبار العلماء والمدرسين والدعاة على طبقات عدة.
ـ[بن سعيد]ــــــــ[31 - 07 - 05, 11:13 م]ـ
رحمه الله
ـ[محمد زياد التكلة]ــــــــ[31 - 07 - 05, 11:15 م]ـ
مقال عن الشيخ وأقوال:
«أستاذ الأساتذة المفتي الشيخ عبدالعزيز الأعظمي العمري
نسبه وولادته:
عبدالعزيز الأعظمي العمري ابن الشيخ أبي القاسم قُدسي المئوي (المتوفى سنة 1373).
وُلد في بلدة مئو بمديرية أعْظَمْ كَرَه، بدأ دراسته الابتدائية من بيته،، ثم سافرلأخذ العلوم العربية وغيرها إلى جامعة دار السلام (عُمَر آباد)، والتحق بها، ثم تخرج منها سنة 1942م الموافق 1361
أساتذته:
¥