تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

وأضاف .. كان الهدة ذا بسمة عريضة وصدر واسع، وكان ملجأ لكثير من إخوانه عندما تضيق بهم السبل وكان خطيباً بارعاً يقصده الناس من كل مكان، لافتاً إلى أن الشيخ عبدالعزيز كان على درجة كبيرة من العلم، وكان موجهاً مخلصاً صادقاً.

- بدوره أبن رئيس الهيئة الإدارية لفرع جمعية إحياء التراث الإسلامي في محافظة الأحمدي الشيخ يوسف حجي الحجي الشيخ عبدالعزيز الهدة، الذي يعد أحد أعمدة الدعوة السلفية في محافظة الجهراء، مشيراً إلى أن الهدة كان غيوراً على دينه حريصاً على الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بشتى الوسائل.

وأضاف .. لم يكتف الشيخ الهدة بالدعوة الفردية والخطابة والإمامة وتوعية الناس والتدريس والنظارة، وإنما اقتحم الشبكة العنكبوتية، وأضاف إلى سجله الدعوي الدعوة عن طريق الإنترنت والإجابة عن الاستفسارات التي تأتيه يومياً من شتى بقاع الأرض، ولم يكن يألو جهداً في إفادة إنسان، لافتاً إلى أن محافظة الجهراء تعرف جهود الشيخ الهدة في الدعوة والإرشاد والتعريف بالإسلام، بل الكويت كلها تعرف جهود الشيخ - رحمه الله رحمة واسعة - وأسكنه فسيح جناته وألهم ذويه الصبر والسلوان.

إحياء التراث نعت الشيخ الهده

- العيسى: كان رمزاً للوسطية والاعتدال

اشتهر الشيخ - رحمه الله - بدروسه في جميع مناطق الكويت وعمله الدؤوب في المجال الخيري، ويتسم - رحمه الله - باتباع المنهج السلفي القائم على كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، ومحاربته للبدع والخرافات والشرك بالله.

لقد احتشدت جموع المشيعين في مقبرة الجهراء حتى سدت الطرق المؤدية إلى المقبرة التي امتلأت بالمشيعين، وصلى الناس على الجنازة أكثر من مرة، حيث حالت الزحمة وكثرة السيارات دون وصولهم في الوقت المناسب، ولم يسع مكان الصلاة المخصص لجموع المصلين، فخرجوا إلى الساحة الكبيرة في المقبرة وصلوا عليه، وقد انتظر المشيعون طويلاً عند قبر الشيخ وهم يدعون له ويسألون الله له التثبيت، وقد غالب الكثير دموعهم وحشرجة صدورهم من البكاء.

والشيخ الهده نائب رئيس فرع جمعية إحياء التراث الإسلامي في الجهراء، ورئيس لجنة الدعوة والإرشاد، ومؤسس لجنة توعية الجاليات في الجهراء، وصاحب موقع -الجهراء نت- الذي زاره أكثر من مليوني شخص، حيث اشتهر الموقع بالردود العلمية على فتاوى الناس واستفساراتهم، وأيضاً كاتب مقال في جريدة الأنباء الكويتية.

وقال الشيخ طارق العيسى رئيس جمعية إحياء التراث الإسلامي: لقد كان الشيخ عبدالعزيز الهده - رحمه الله - شيخاً ومعلماً ومربياً، ما رأيت في الساحة الدعوية مثل نشاطه وعطائه ومثابرته، وكان - رحمه الله - لا يخشى في الله لومة لائم، كان صداحا بالحق في اعتدال وحكمة.

وأضاف بالقول: فقدت الجمعية برحيله علماً من أعلامها ونجماً من نجومها الذين سطعوا في سماء العلم والدعوة والعمل الخيري.

وقد ضرب بجهاده وعمله وبذله مثلاً يحتذى، حيث بذل وقته وماله لله، ولا نبالغ إذا قلنا إنه بذل كل وقته للدعوة والعمل الإسلامي، وهو بذلك يكون قدوة صالحة للشباب ونبراساً للعطاء والبذل.

- وأشار العيسى بالقول: كان الشيخ - رحمه الله - رمزاً للوسطية والاعتدال، ومواقفه لم تكن لتخالف في يوم من الأيام مواقف العلماء الكبار، وقد اكتسب ثقة أهل الخير من المحسنين، كما اكتسب ثقة طلاب العلم.

- وقال العيسى: إن الشيخ - رحمه الله - سيف على أهل البدع والشرك والخرافات، وكان يحذر منهم ويرد على شبههم، وانتهج بذلك مسلك مشايخ الدعوة السلفية، كشيخ الإسلام ابن تيمية، وشيخ الإسلام الشيخ محمد بن عبدالوهاب.

ولعل من أسباب قبوله عند الناس ما كان يبين من ضلال أهل الهوى والرد على شبهاتهم.

وفي آخر شهرين من حياته اعتكف الشيخ لجمع كل آثاره العلمية والشرعية ووضعها على قرص ممغنط.

ودعا الشيخ طارق العيسى إلى إطلاق اسم الشيخ عبدالعزيز الهده على أحد طرق الكويت أو مدارسها أو مساجدها.

مرضه ووفاته

وكان الشيخ الهده قد أغمي عليه قبل عشرة أيام في مقر فرع الجمعية في الجهراء، ولما كانت ليلة وفاته وبعد صلاة العشاء، شعر بألم في رجله، وهو في مقر الجمعية، وقال لأحد إخوانه: -ادعُ لي-.

وفي الثالثة قبل الفجر شعر بألم في قلبه فأيقظ أهله وأبناءه، وأوصاهم ثم كتب وصية وتلفظ بالشهادتين ونام على شقه الأيمن وأسلم الروح إلى الله.

رحم الله الفقيد الغالي وأسكنه فسيح جناته، ونسأل الله أن يخلف لنا في الدعوة من أمثاله، ليكملوا مسيرة عمله، والعلماء لهم فضل عظيم.


المصدر:

http://www.al-forqan.net/printnews.asp?news=802&ino=315

وهذا الرابط المنتدى القديم للشيخ رحمه الله:

http://elafco.com/cgi-bin/ubb/Ultimate.cgi

وهذا رابط المنتدى الحالي وقد خلف الشيخَ الهده الشيخُ عادل المطيرات وفقه الله:

http://ftawa.ws/fw/
¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير