تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ولم تُمازجه أغراضٌ دنيويّة. فهو في باب الأسماء والصفات كاملٌ، قد استمدّ كماله من الكتاب والسنّة. وهو في باب الإلهيّة كاملٌ، كذلك. وهو في باب البيعة، والسمع والطاعة لولاة الأمر أبراراً كانوا أو فجاراً؛ كاملٌ استمدّ كماله: من الكتاب والسنة والنزاهة من الأغراضِ والأطماع الماديةّ، والتجرّد من العواطف الكاذبة، التي لا تُوافق كتاباً ولا سنةً. وهو في باب الفقهيّات، يدعو إلى التحرّر من قُيود التعصّب المقيت، والأخذ بالدّليل الشرعيّ، وإن خالفَه من خالفه من الكبار. ويكفي فخراً لهذا المنهج: شهادةُ المنصفين من المسلمين والكافرين؛ له بإحياءِ هذه الأمّة بعد موتها، وإعادة سيادتها بعد خفائها. لقد أقام هذا المنهج دولة إسلاميّة في بِضع سنواتٍ، لا لقوةٍ عسكريّةٍ، ولا لتحزباتٍ سريّةٍ؛ وإنّما لصفاءِ المعتقدِ، وصدقِ المقصدِ، ووضوحِ المنهجِ. لذا فإنّي أدعو شبابنا الصالح إلى الالتزام بهذا المنهج السلفيّ، المبني على الإتّباع الكامل، القائمِ على تصحيح العقائد، وحثّ النّاس على العمل بالشريعة الإسلاميّة. وليحذروا كلّ الحذر من مَغبّة هذه الدعواتِ الوافدةِ، التي تقوم على (الفقه السياسيّ) و (العاطفة) المكذوبة، وما إلى ذلك من المخالفات للسّلف في المعتقد، والمنهج ...

حمانا الله وإياكم من هذه التحزّبات السريّة، والمناهج البدعيّة، والله الموفّق، والهادي إلى سواء الصراط.

كتبه / عبد السّلام بن برجس آل عبد الكريم؛ 25/ 10/1412هـ) انتهى

(06) مناصبه وأعماله التي زاولها:

1 - عُيِّن مدرساً في المعهد العلمي بالقويعيّة (170كم غرب الرياض)، وهذا بعد تخرُّجهِ من كليّة الشريعة عام 1410هـ.

2 - عُيِّن قاضياً بوزارة العدل، ولكنّه طلب الإعفاء؛ فما أُعفي إلاّ بعد جهدٍ جهيدٍ، وكان هذا من وَرعه -رحمه الله-، وممّا هو معلومٌ أنّ بعض العلماء قد يتورّع من القضاء، كما كان بعض السّلف، وكما كان الشّيخ الفقيه محمد بن صالح العثيمين -رحمه الله-، لكن في المقابل نجد ثُلّة من العلماء يتقلّدون مناصبَ القضاء، وهذا من فِقههم؛ خاصةً في هذا الزمان، ولا يخفى عليكم فضيلةَ القاضي العادلِ في الشّرع، والمهمّ أن لكلٍّ وجهةٌ هو مولِّيها.

3 - ثمّ رُشِّح في ديوان المظالِم بمدينة جُدَّة، فلمْ يمكُث فيه إلاّ أسبوعاً واحداً؛ فتَركه رغبةً في السّلامة -رحمه الله-.

4 - ثمّ عاد مُحاضراً في المعهد العالي للقضاء بالرياض.

5 - ثم عُيِّن أستاذاً مساعداً؛ بعد نَيلِه لدرجة الدكتوراه، ولمْ يَزلْ في منصبِهِ حتّى وافتهُ المنيّة -رحمه الله- وجعل كلَّ ما قدّمه في ميزان حسناتهِ يوم القيامة.

6 - وهذا إلى جانب إلقاء الدّروس والمحاضرات؛ في الدّورات والندوات العلميّة، والخطابة بمسجد في حيّ العليا بالرياض -حرسها الله-.

(07) تلاميذه -رحمه الله-:

ممّا سبق ذكرُه من قبل؛ أنّ الشّيخ -رحمه الله- كان يعمل مدرِّساً بالمعهد العلميّ بالقويعيّة، ثمّ عَملَ مُحاضراً بالمعهد العالي للقضاء بالرياض؛ فمِن خلال هذه المهامِّ التعليميّة، لا شكّ أنّ التّلاميذ والطلاّب الذين أخذوا عنه العلم كُثُرٌ، ولله الحمد، وكذا من خلال تدريسهِ لبعض المتونِ خلال الدوراتِ العلميّة التي شارك فيها -رحمه الله- في داخل الدِّيار السعوديّة وفي خارجها، وهُم -تحقيقاً- قد استفادوا من الشّيخ عبد السّلام -رحمه الله- أيّما استفادة، فالشّيخ -رحمه الله-، كما لمسته من خلال سماعي لبعض محاضراته المسجلّة، مرتّب ومنهجيّ في إلقاء المادة العلميّة على المستمعين، وهذا كما هو معلومٌ من أَنفعِ ما يكون في طُرق التعليم؛ لأنّها ممّا يُساعد طالب العلم على فهم المادة المُلقاة، واستيعابها بطريقةٍ مرتّبةٍ، ومن ثَمَّ استحضارها بكلّ سهولةٍ ويُسرٍ.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير